حكاية فيلم.. "الراقصة والطبال" لأحمد زكي ونبيلة عبيد.. وهذا المرشح الأول له

الفجر الفني

بوابة الفجر



حكاية فيلم اليوم عن واحد من أهم أفلام النجم الكبير أحمد زكي، ونجمة مصر الأولى نبيلة عبيد، وهو "الراقصة والطبال".

بدأت الحكاية بعد النجاح الجماهيري والنقدي الذي حققته نبيلة عبيد، في فيلم "لايزال التحقيق مستمرًا"، عن قصة إحسان عبد القدوس، قررت إعادة التجربة وطلبت منه ترشيح إحدى قصصه لتقديمها في عمل سينمائي، ووقع الاختيار على "الراقصة والطبال".

وبدأ السيناريست مصطفى محرم، في معالجة النص ليصلح للسينما، وفي ذات الوقت، بدأ مخرج السبيعينات الجرئ أشرف فهمي، يوزع الأدوار الرئيسية، ورشح الزعيم عادل إمام، للقيام بدور الطبال.

في استوديو نحاس، سرد مصطفى محرم القصة لعادل إمام، الذي تحمس للفكرة، وأكد أنه سوف يدخل معهم هذا الفيلم، رغم أنه كان يستعد لفيلمه المقبل "عصابة حمادة وتوتو"، ومع ذلك تركت موافقته المبدئية أثرًا طيبًا لدى الكاتب والمخرج.

بعد استلام عادل إمام النسخة النهائية للسيناريو، حدد موعدًا في شقته لمصطفى محرم، وأشرف فهمي، والأخير بادر بسؤال الزعيم عن رأيه؟.. فأخبره أن دور الطبال لم يعجبه وأنه يفضل القيام بدور زوج الأخت الذي قدمه عادل أدهم بعد ذلك، عندئذ صاح فهمي:"يالا بينا"، وخرج.

بعد ذلك وقع الاختبار على محمد صبحي، الذي رفض الدور أيضًا متحججًا بأن المسرح يأخذ كل وقته، لكن الحقيقة أن سبب رفض صبحي كان أيضًا دور عادل أدهم، مساحة الكوميديا التي توفرت في شخصية زوج الأخت المغيب دائمًا.

كانت أكثر تأثيرًا من شخصية الطبال الجادة، الذي يعاني من أزمة نظرة المجتمع لمن يقف وراء الراقصة.

رشح مصطفى محرم، للمخرج أشرف فهمي، النجم الصاعد وقتئذ أحمد زكي، الذي قدم في تلك الفترة أفلامًا جيدة الصنع ولكنها لم تحقق النجاح الجماهيري، في البداية رفض المخرج.

لكن "محرم" صارحه بحقيقة أن كل نجم يقرأ السيناريو سوف تقع عيناه على دور عادل الأدهم، إلى جانب أن نجوم الشاشة نور الشريف، ومحمود يس، وحسين فهمي، لا يصلحون لهذا الدور، بينما أحمد زكي يمتلك القدرة التمثيلية المناسبة لتقديم تلك الشخصية المركبة.

بحماسة شديدة، بدأ أحمد زكي يتدرب على شخصية "عبده" الطبال، وجسدها ملتزمًا بالسيناريو، لكن عندما شاهد الفيلم اكتشف أنه الوحيد الذي كان جادًا في الفيلم، والكوميديا من نصيب عادل أدهم، ونبيلة عبيد، ونبيلة السيد، وأحمد غانم، ومحمد رضا، لهذا لم يعجبه أداؤه.

حقق الفيلم نجاحًا رهيبًا عند عرضه الأول في سينما ميامي بالقاهرة، فهم أحمد زكي الأمر بشكل عكسي، عندما شاهد الفيلم في السينما، تمنى لو قدم الشخصية بشكل كوميدي، رغم أن المواقف المكتوبة ليس هدفها الإضحاك، اللافت أن فيلم عادل إمام، "عصابة حمادة وتوتو"، الذي رفض من أجله دور عبده الطبال، لم يحقق النجاح التجاري المتوقع، أما الراقصة والطبال، كان نجاحه مدويًا في شباك التذاكر.

لم يعجبه أحمد زكي، بأدائه، كذلك الضعف الذي كانت عليه شخصية عبده الطبال في مشاهد النهاية كان مؤثرًا بشكل كبير عليه، شاهده زكي وكأنه يراه لاول مرة، فقال لمصطفى محرم: “انت ليه ماعملتش شوية كوميديا لعبده الطبال؟.. تدي للدور روح شوية؟”.. وصرح للصحفيين بعد انتهاء العرض بأن دوره هو أسوأ ما قدمه، وعندما سأله احد الصحفيين عن الأسباب، قال له: “مقالوليش انه الدور كئيب كدا!”.

بالرغم أن اغلب المواقف الكوميدية المكتوبة في الفيلم والتي يؤديها نجوم اخرين ليس هدفها الإضحاك، بل كانت من نوعية الكوميديا السوداء الأقرب للتراجيدي والميلودراما.

فيلم "الراقصة والطبال" بطولة نبيلة عبيد، أحمد زكي، عادل أدهم، نبيلة السيد، محمد رضا، تأليف إحسان عبد القدوس وسيناريو مصطفى محرم وحوار بهجت قمر، إخراج أشرف فهمي، وصدر في 26 فبراير عام 1984.