عائشة نصار تكتب: بنات بن لادن بصور جريئة وأغنية إسرائيلية وتصريحات سياسية

مقالات الرأي

بوابة الفجر


«فتيات العائلة» يثأرن من لعنة 11 سبتمبر

نور «رأس حربة» دعائى فى معرفة ترامب الانتخابية.. ووفاء ترقص مع ابنة جورج بوش فى باريس 

بصور متحررة، وتصريحات سياسية جريئة، وتغطية إعلامية واسعة، يظهرن «بنات بن لادن» تحت الأضواء، ويدخلن مباشرة على خط الدعاية للانتخابات الرئاسية الأمريكية. وذلك بالتزامن مع الذكرى ال-١٩ لهجمات الحادي عشر من سبتمبر، والتى تحظى بخصوصية استثنائية هذا العام، فيجرى استغلالها والتعامل معها كإحدى الفعاليات المهمة فى خطة الترويج لكلا المرشحين على مقعد الرئاسة، وخاصة دونالد ترامب الطامح إلى فترة رئاسية ثانية.

وهو المرشح ذاته الذى خرجت نور بن لادن ابنة الشقيق الأكبر، لزعيم تنظيم القاعدة السابق، تعلن تأييدها ودعمها له بشكل كامل.

1- المنقذ
حذرت نور ابنة رجل الأعمال السعودى السويسرى، يسلم بن لادن، أحد الأشقاء الـ 54 لأسامة بن لادن، بالتزامن مع ذكرى ١١ سبتمبر، من يجاح الم-رشح الديمقراطى، جو بايدن فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، افنرر عقدها فى نوفمبر المقبل.

وقالت نور بن لادن فى تصريحات لها «إن تنظيم داعش الإرهابى انتشر فى عهد نظام باراك أوباما وجو بايدن، الأمر الذى ترتب عليه، تدفق الإرهابيين إلى أوروبا وتنغيذ عملياتهم الإرهابية بعد ذلك، أما ترامب فقد أظهر القدرة على حماية الولايات المتحدة وعلى حمايتنا، من خلال القضاء على الإرهابيين حتى قبل أن تتاح لهم فرصة شن هجمات».

ووصفت نور بن لادن، التى تؤكد تأييدها لترامب فى ٢٠٢٠، الانتخابات الأمريكية المقبلة بأنها «الأهم لجيل كامل».

وفقا للمعلومات المتداولة عنها، فقد ولدت نور بن لادن ٣٣ عانا، فى جنيف بسويسرا، لكن بحسب تصريحها الذى أدلت به للصحافة الأمريكية فإنها تعتبر نفسها «أمريكية القلب»، لدرجة أن علم الولايات المتحدة معلق فى غرفة طفولتها من سن الثانية عشرة، كما أنها ترفض من واقع تجربتها الشخصية، أية اتهامات ليبرالية لأمريكا بأنها دولة عنصرية قائلة: «لم أخض تجربة سيئة واحدة مع الأمريكيين على الرغم من الاسم الذى أحمله ”بن لادن" بل غمرنى لطفهم وتفهمهم

وقالت نور إنها ترتدى دائما القبعة الأمريكية كدلالة رمزية تتمسك بها «لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى»، وأنها تكون مضطرة في بعض الأحيان لمواجهة العديد من كارهي ترامب في بلادها (سويسرا).

بذلك، وعلى طريقتها، جسدت نور بن لادن معادلا موضوعيا مضادا لكل القيم التى أصل عمها مؤسس القاعدة لمعاداتها، وإعلان اكرب عليها، عندما أطلق على الولايات المتحدة الأمريكية «الشيطان الأكبر»، فقالت: «انظر إلى جميع الهجمات الإرهابية التى حدثت فى أوروبا على مدى السنوات اذ١٩ الماضية.. لقد هزونا تجاماً حتى النخاع... لقد اخترق الإسلام الراديكالى مجتمعنا بالكامل وفى الولايات المتحدة».

ولم يتوقف الأمر عند هذا اكد، بل اشتبكت نور مع أحد أبرز الأحداث الجدلية والشائكة في الولايات المتحدة الأمريكية، فشنت هجونا قاسيا على إلهان عمر، عضو الكونجرس المسلمة المحجبة، من أصل صومالى، والتى يناصبها ترامب الهجوم والعداء، وينسب لها اتهامات بمساندة الإرهاب، فقالت بن لادن فى تصريحاتها مخاطبة الأمريكيين: «لديكم وضع صعب الآن فى أمريكا، حيث يوجد أشخاص مثل إلهان عمر يكرهون بلدكم بشكل نشط» وأدانت سعى إلهان لإصدار أحكام «رحمة» لـ ١٣ مجندا لـ "داعش" تم ضبطهم في ولاية مينيسوتا.

وتروى نور بن لادن ابنة اذ١٤ عانا، شعورها عندما شن عمها زعيم القاعدة آنذاك هجمات ١١ سبتمبر، فتقول إنها فى اللحظة التى شاهدت فيها الطائرتين تخترقان برجى التجارة العالمى، عرفت أن حياتها لن تكون كما كانت عليه من قبل قائلة «كنت محطمة للغاية».. «كنت أذهب إلى الولايات مع أمى عدة مرات فى السنة منذ كنت فى الثالثة من عمرى، واعتبرت الولايات المتحدة وطنى الثاني».

2- أزمة هوية

لكن ماحدث فى الواقع هو أن هجمات ١١سبتمبر غيرت بالفعل حياة «بن لادن» أخرى، هى وفاء، الشقيقة الكبرى لنور، والتى كانت موجودة فى نيويورك أثناء الهجوم، وتبدأ مسيرتها الموسيقية انطلاقا من الولايات المتحدة الأمريكية، مسقط (ب؛ طسئ٠قا ئ.لاد.تام ئ

وترتب على ماحدث قرار وفاء بن لادن، بتغيير اسمها إلى وفاء دوفور (اسم عائلة والدتها)، ثم انتقالها إلى العاصمة البريطانية لندن، هرا من شعورها بالذنب، وبحكا عن بداية جديدة.

وسبق أن روت وفاء عن هذه الأزمة لاحقا فى حوار لها مع إحدى المجلات الأمريكية ووصفت كيف أثرت الهجمات على عائلتها، وأنها فى ذلك اليوم أرادت أن تختفى تجانا ولم تستطع أن تتوقف عن البكاء، وأن وقوف عمها أسامة بن لادن، وإن لم تره مطلقا فى حياتها، وراء تلك الهجمات المروعة تسبب فى «أزمة هوية» لديها، بحكم كونها أحد أفراد عائلة بن لادن، وكونها هى نفسها، كأمريكية، ضحية للهجمات من ناحية أخرى.

ولدت وفاء بن لادن فى ٢٣مايو ١٩٧٥، لرجل الأعمال السعودى السويسرى، المعروف بميوله وعلاقاته الغربية، يسلم بن لادن، الأخ من الأب لزعيم تنظيم القاعدة السابق.

ووالدة وفاء هى الكاتبة السويسرية من أصل إيرانى، كارمن دوفور، التى قالت عن نفسها إنها فرت من الشرق الأوسط كى كافظ على ((حقها فى حرية التفكير)).

وبدأ الزوجان حياتهما فى لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية، ثم انتقلا مع طفلتهما، للحياة فى جدة بالسعودية، حيث التقت كارمن بأسامة بن لادن مرة وحيدة، كما لم تستطع

التكيف مع نمط الحياة المغاير، فعادت العائلة الصغيرة إلى جنيف بسويسرا مرة أخرى، وقد انفصل الزوجان عام ١٩٨٨ ، ووقع الطلاق رسميا بينهما عام ٢٠٠٦، بعد إيجاب ٣ فتيات هن نور ونجية ووفاء.

وقامت كارمن دوفور«الأم»، بتأليف كتاب عن فترة زواجها من يسلم بن لادن، بعنوان ((فى قلب المملكة».

عملت وفاء بن لادن كعارضة أزياء، كما بدا تعلقها بالموسيقى واضحا مع بلوغها ١٨ عاما، وحصلت على شهادة فى القانون من جامعة جنيف وشهادة ماجستير من كلية ااحقوق فى كولومبيا فى مدينة نيويورك.

ووفاء التى لا تتحدث العربية يجيد الفرنسية التى تعتبرها لفتها الأم، إضافة إلى الإنجليزية والفارسية، كما تعلن تمسكها الكامل بالقيم الأمريكية.٠

بدأت وفاء بن لادن، أو وفاء دوفور (اسمها الجديد) فى تلحين وتأليف الأغانى، كما أصبحت المطربة الرئيسية فى فرقة غنائية فى شرق لندن تعرف باسم «ديب تان»، كونتها مع اثنتين من زميلاتها هما، سيليست جينيس وميليا بودوين، حيث تؤدى الغرقة عروضها فى النوادى الموسيقية، وعلى مسرح «بيكهام» للتسجيلات الغذية،بالعاصمة البريطانية.

ظل اسم أسامة بن لادن، أو إلقاء الضوء على صلتها العائلية به، هى اللعنة التى تطارد وفاء وكاول الهروب والغرار منها، فتشير التقارير المتداولة، إلى أنه فى عام ٢٠٠٦ وقعت «وفاء بن لادن» عرطئا مع الصحفية الأمريكية الشهيرة جوديث ريجان للظهور فى برنامجها التليغزيونى، لكنها تراجعت عن ذلك فى اللحظة الأخيرة، خوقا من ربط اسمها بأسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة آنذاك.

وبعد ٨ سنوات من تسجيل أول ألبوم غنائى لها بالتعاون مع فرقة روك من أتلانتا، اتخذت وفاء خطوة «شائكة» بقرارها بغناء أغنية لمؤلف إسرائيلى.

كما سبق أن رصدت الصحافة رقص وفاء بن لادن فى أحد النوادي فى فرنسا مع جينا ابنة الرئيسالأمريكيالسابق، جورج بوشد

وببلوغها ٤٤ عاما في ٢٠١٩، كانت وفاء بن لادن قد تخولت إلى «قنبلة إغراء» على أغلفه أشهر الصحف البريطانية والأمريكية بصورهـا الجريئة وجمالها العربي، وأيضا برابطة الدم بينها وبين عمها مؤسس تنظيم القاعدة.