سحبت سفينة أبحاث من البحر.. هل تستسلم تركيا وتتراجع عن التنقيب في شرق المتوسط؟

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية


فى خطوة رحبت بها اليونان، سحبت تركيا سفينة التنقيب "عروج رئيس"، من مياه البحر الأبيض المتوسط، بعد توترات عدة شهدتها منطقة شرق المتوسط، على خلفية سلوك أنقرة العدوانى تجاه دول المنطقة، من خلال التنقيب عن موارد الطاقة والغاز الطبيعى، فى المنطقة الخالصة لقبرص واليونان.

انسحاب "عروج رئيس" إلى ميناء أنطاليا التركي

وعادت السفينة التركية التى كانت تباشر أعمال البحث والتنقيب عن الغاز الطبيعى فى منطقة شرق المتوسط، إلى السواحل التركية، وتحديدا إلى ميناء أنطاليا الواقع جنوب تركيا.

جاء ذلك، بعدما أصرت أنقرة على مواصلة أعمال البحث والتنقيب عن موارد الطاقة، والغاز الطبيعى، فى منطقة شرق المتوسط، الأمر الذى أدى إلى تأجيج الصراع فى المنطقة، لا سيما بعد تمديد مهمة السفينة "عروج رئيس"، وإرسالها للتنقيب وبرفقتها فرقاطة بهدف تأمين عمليات التنقيب.

ونشرت وزارة الدفاع التركية، مقطع فيديو للسفينة التركية، وبرفقتها فرقاطة التأمين، وكتبت على مقطع الفيديو الذى نشرته عبر حسابها الرسمى على موقع "تويتر": "تواصل الفرقاطات التابعة لقواتنا البحرية بحزم، واجبها فى مرافقة وحماية سفينة الأبحاث عروج رئيس، التى تواصل العمل فى مناطق اختصاصنا فى شرق البحر الأبيض المتوسط".

وأضافت وزارة الدفاع فى تغريدتها: "لن يُسمح بالفوضى فى المنطقة".

وتضمن محتوى الفيديو الذى نشرته وزارة الدفاع التركية، جانبا من المكالمات اللاسلكية بين طاقم السفينة والفرقاطة التى ترافقها بهدف حمايتها وتأمينها فى أثناء قيامها بأعمال الاستكشاف والتنقيب عن موارد الطاقة.

وبحسب وكالة "الأناضول" الرسمية التركية، فإن المكالمات اللاسلكية التى ظهرت فى الفيديو، تناول خلالها قائد الفرقاطة المكلفة بالتأمين الحديث عن أنهم فى مهمة ذات أهمية كبيرة لتركيا، موجها حديثه لطاقم سفينة الأبحاث: "نحن على ثقة بأنكم ستزفون البشرى التى ينتظرها شعبنا".

كما أكد قائد الفرقاطة على تصميم القوات البحرية التركية على حماية حقوق ومصالح بلاده فى بحارها.

وفى مقطع الفيديو، رد أحد أفراد طاقم سفينة الأبحاث "عروج رئيس" على قائد الفرقاطة بقوله: "معرفتنا بوجود أسطولنا البطل هنا، تتيح لنا العمل بكل أمان".

ترحيب يونانى بانسحاب "عروج رئيس"

ورحب رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، بخطوة تركيا التى اتخذتها بسحب سفينة الابحاث من مياه البحر المتوسط، وقال إنها خطوة إيجابية لتخفيف التوتر مع أنقرة فيما يتعلق بموارد الطاقة في البحر.

وبحسب وكالة "رويترز"، أعرب ميتسوتاكيس، عن أمله في أن تكون هناك استمرارية، في خفض التصعيد من جانب تركيا، قائلا: "نريد التحدث مع تركيا لكن في مناخ خال من الاستفزازات".

وتابع رئيس الوزراء اليوناني: "الحوار هو السبيل الوحيد لحل المشكلة القائمة بين البلدين".

وزير الدفاع التركي يواصل استفزازاته

وبحسب موقع "روسيا اليوم"، ذكرت وكالة الأناضول التركية الرسمية، أن وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، قال إن انسحاب سفينة التنقيب "عروج رئيس" لا يعني تراجع أنقرة عن حقوقها هناك، مؤكدا أن السفينة ستنفذ تحركات أخرى في المنطقة وفقا للخطة المرسومة.

استسلام تركى

بينما يرى محللون سياسيون أن انسحاب سفينة الأبحاث التركية "عروج ئيس" من مياه البحر المتوسط، وعودتها إلى ميناء أنطاليا التركى، هو مؤشر على أن تركيا بدأت فى الاستسلام بعد الضغوط الأوروبية، والعزلة الدولية، التى وقعت فيها نتيجة ممارساتها غير الشرعية، وتحركاتها الأحادية فى منطقة شرق المتوسط.

كما يرى محللون أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، الذى حاول بسط نفوذ بلاده على المنطقة، أصبح مضطرا للتراجع، أمام الضغوط العسكرية والاقتصادية الدولية بسكل عام، والأوروبية بشكل خاص".

قبرص وواشنطن تطالبان بإنهاء العدوان التركى

كانت قبرص والولايات المتحدة الأمريكية، قد طالبتا، أمس السبت، تركيا بوقف أعمالها العدوانية في منطقة شرق المتوسط.

وقال الرئيس القبرصي، نيكوس أناستاسيادس، في تصريحات عقب لقاء وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، إن على تركيا إنهاء الأعمال الاستفزازية والعدوانية في المنطقة الاقتصادية بشرق المتوسط.

من جانبه، عبر بومبيو عن قلق الولايات المتحدة بشأن أعمال التنقيب التركية في شرق المتوسط وشدد على أن "قبرص شريك مهم في شرق المتوسط"، مجددا التزام بلاده بـ"تعزيز العلاقات الثنائية معها".

وأضاف بومبيو، أن "التوترات العسكرية المتزايدة لا تساعد أحدًا سوى الخصوم الذين يرغبون في رؤية الانقسام في وحدة دول حلف شمال الأطلسي، وأن الشراكة الإقليمية ضرورية للغاية لأمن الطاقة الدائم".

وأكد بومبيو أن "دول المنطقة بحاجة إلى حل الخلافات، بما في ذلك تلك المتعلقة بالأمن وموارد الطاقة والقضايا البحرية، دبلوماسيا وسلميا"، وتابع: "نأمل بأن يكون هناك حوار حقيقي ونأمل في سحب العتاد العسكري".