وزير الآثار السابق يكشف سبب وصول الملكة حتشبسوت للحكم (فيديو)

توك شو

بوابة الفجر


قال الدكتور ممدوح الدماطي، وزير الآثار السابق، إن المرأة في العصر الفرعوني إذا طلقها زوجها كانت تحصل على نصف ثروته.

وأضاف "الدماطي"، خلال حواره مع برنامج "السفيرة عزيزة" المذاع عبر فضائية "dmc"، اليوم الأحد، أن الملكة حتشبسوت أعظم ملكة حكمت في التاريخ وليس في مصر القديمة فقط.

وتابع وزير الآثار السابق، أن الملكة حتشبسوت جاءت في عصر فيه قوة، وترب في بيتها الملك تحتمس الثالث، أعظم فراعنة مصر، وحافظت على دولة مصر دولة قوية، وحققت أقوى اقتصاد، واهم وأشهر رحلة تجارية في التاريخ قامت بها حتشبسوت، موضحًا أن الملكة حتشبسوت وصلت للحكم؛ لكونها كانت ابنة وزوجة وأخت ملوك، منوهًا بأنها ابنة الملك تحتمس الأول، وأمها كانت الملكة أحمس.

ولفت، إلى أن شقيقها مات طفل صغير، وشقيقها الأخر عين ولي عهد ومات بحياة والده، وكان لها أخ غير شقيق من زوجه أخرى يسمى تحتمس الثاني، وأخت، مشيرًا إلى أنها تزوجت من شقيقها تحتمس الثاني؛ لضمان الحفاظ على الدم الملكي، وجلس على العرش؛ لكنه كان ضعيف البنية ومريض، وأنجب منها الأميرة نيفروا رع، وأنجب من زوجة أخرى تحتمس الثالث، وبعد وفاة تحتمس الثاني كان تحتمس الثالث طفل بعمر التاسعة، فأصبحت الملكة حتشبسوت هي الوريثة الوحيدة وأصبحت وصية على العرش، وبعد عامين نصبت نفسها ملكة وحصلت على الألقاب الملكية الخمس.

ورصد الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، والخبير الأثري المعروف، ما ذكره الدكتور هانز جيديك عالم المصريات في جامعة جونزهو بكتر بواشنطن بأن خروج بني إسرائيل كان في ربيع عام 1477 ق.م، في عهد الملكة حتشبسوت.

ودلل جيديك على ذلك بأن هذا التاريخ كما يعتقد قريب من تاريخ حدوث انفجار بركاني بجزيرة تيرا التي تعرف بجزيرة سانتورين 70 كم شمال جزيرة كريت باليونان، وتصادف أن خروج بني إسرائيل كان عقب هذا الانفجار عند وصولهم إلى بحيرة المنزلة، لكي يسلكوا الطريق الساحلي إلى أرض كنعان، فلما أشرفوا على ربوة تطل على الصحراء جنوب شرق البحيرة بحوالي ستة أميال ونصف نظروا فإذا بجيش فرعون يتعقبهم فوقفوا استعدادًا للدفاع، وكان وصول الجيش بخيله ومركباته في اللحظة التي وصل فيها المد إلى شاطئ البحر المتوسط عند البحيرة فارتفع منسوب المياه وفاضت على الأراضي المجاورة فأغرقت جنود فرعون ومركباته.

وأضاف ريحان أن كاتبًا مصريًا وهو غطاس عبد الملك الخشبة أيد هذه النظرية ونشرها في كتاب يحمل عنوان "رحلة بني إسرائيل إلى مصر الفرعونية والخروج" ذاكرًا أن ميلاد نبي الله موسى كان عام 1548ق.م، وكان خروج بني إسرائيل في عهد الملكة حتشبسوت عام 1468ق.م، بقيادة نبي الله موسى وكان عمره ثمانون عامًا.

وتابع، ماتت حتشبسوت غرقًا عندما لاحقتهم مع الجيش في أطراف بحيرة المنزلة وأصيبت بالحمى نتيجة ذلك ودفنها تحتمس الثالث سرًا لاغتصابها الحكم منه ولقد أخرجت حتشبسوت من الماء في حالة سيئة لذلك أصيبت بالحمى وتكتم أخوها تحتمس الثالث خبرها فلما ماتت دفنها خلسة دون تحنيط أو مراسم ملكية، ولم يشأ إذاعة خبرها أصلًا ولا يوجد أية أخبار في تاريخ الآثار المصرية والنصوص عن الملكة حتشبسوت بعد الخروج عام 1468ق.م. ويعنى أنها غرقت أثناء مطاردتها لنبي الله موسى وشعب بني إسرائيل كما يدعّي.

كما ذكر غطاس عبد الملك الخشبة أن هناك نصًا يُنسب إلى الملكة حتشبسوت يرجع إلى ما بعد طرد الهكسوس فيما بين عام 1486إلى 1469ق.م، ينبئ عن سخطها وضيقها من سلوك المهاجرين الذين كانوا في أواريس شمال الدلتا منذ عهد الهكسوس، ويذكر بأنها سمحت لأولئك المخربين الذين أغضبوا الآلهة بالخروج.

ومن ناحيته، قال الدكتور ريحان ردًا على ذلك بأن شخصية فرعون التي نجاها الله سبحانه وتعالى من الغرق بجسدها لم يحددها القرآن الكريم حتى لا يشغل الناس بالبحث فيما لا يفيد، وكي يأخذوا العظة من القصة والمعجزة فقط، ولكن جهات معينة سخرت نفسها للبحث عن هذه الشخصية لأغراض في نفسها وشوهت تاريخ مصر باتهام معظم ملوكها بأنهم فراعنة موسى ولم تسلم شخصية حتى الملكة حتشبسوت وهي سيدة اتهمت بذلك كما اتهم أحمس وتحتمس الأول وأخناتون وحور محب ورمسيس الثاني ومرنبتاح وسيتي الثاني بأنهم فراعنة للخروج.

وأشار ريحان إلى أن كل ما سيق في هذا الشأن مجرد تكهنات ولا تعد أدلة علمية ولا تستند إلى أدلة أثرية ملموسة وبخصوص حتشبسوت فقد حكمت 22 عامًا وحكم تحتمس الثالث 32 عامًا وبفرض ولادة موسى عليه السلام في عهد حتشبسوت فإن عند بلوغه 61 عامًا حين فراره من مصر سيكون في فترة حكم تحتمس الثالث وليست حتشبسوت مما يهدم النظرية تمامًا.

كما أن اقتران انفجار بركاني في إحدى جزر اليونان التي تبعد عن بحيرة المنزلة -لو افترضنا أن العبور كان عند بحيرة المنزلة من الأصل- بأكثر من ألف كيلومتر بحدوث موجات مد في وقت خروج بني إسرائيل أدت إلى غرق فرعون وجيشه أمرًا غير منطقي وكأنه متعمد لمثل هذه المناسبة بالذات.

كما أنه لا يوجد في أحداث التاريخ العام ما يثبت حدوث هذا الانفجار البركاني في ربيع تلك السنة 1477ق.م، والأهم من ذلك كله أن غرق فرعون وجيشه كان بفعل معجزة إلاهية واضحة وليست حركات مد وجزر حيث جاء الأمر الإلاهي (فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ).