إيمان كمال تكتب: نار السوشيال «تحرق» النجوم

مقالات الرأي




فى السنوات القليلة الماضية قرر كثير من الفنانين أن تصبح السوشيال ميديا بتنوعها فيس بوك وتويتر وانستجرام ومؤخرا التيك توك هى النافذة للتواصل مع الجمهور وحتى الصحافة بشكل مباشر، لم يعد الفنان نجمًا يصعب الوصول إليه كما كان فى الماضى، بل اقترب كثيرا..ولكن هذا الاقتراب كان سلاحًا ذا حدين فبعضهم وقع فى الفخ واقترب حتى الاحتراق..الاحتراق بهوس السوشيال ميديا وأزماتها.. ووصل الأمر إلى افتعال الأزمات فبطل المشكلة هو «التريند» الذى يشغل رواد السوشيال ميديا من ينتظرون الحدث اليومى الجديد فى فضاء السوشيال ميديا الواسع.

منذ أشهر قليلة اعترض شريف منير على إساءة البعض فى تعليقاتهم على صور بناته الصغار المنشورة على صفحته على انستجرام، شريف قرر أن يخوض المعركة ضد أولئك الأشخاص بتقديم بلاغ لمباحث الإنترنت.. موقف شريف منير كان حافزا للكثيرين لاتخاذ موقف مشابه من أجل تقليل سخافات التعليقات التى تصل إلى حد التطاول والشتائم فى بعض الأحيان، فصاحبه الدعم فى الإجراء الذى قرر اتخاذه للنيل ممن قاموا بالتطاول على بناته الصغار – فلا أحد ينكر حقه فى ذلك- فجميعنا نتعرض للإساءة بشكل أو بآخر للحد من حريتنا الشخصية.

عاد شريف منير قبل أيام ليتصدر «التريند » مجددا ولكن هذه المرة انقلبت الآية بعد أن خانه التعبير بتعليقه على صورة جمعته بأحمد السقا وأحمد رزق «أدى يا سيدى الفنانين، عايشين فى الفتّة، وبيصيفوا ولا حاسين بالناس ولا حاسين بحاجة، وسايبين الناس فى الحر والقرف، حرام عليكم، حِسّوا بالناس، حسبى الله ونعم الوكيل فيكم يا فنانين»، تعليق شريف عرضه لانتقادات عديدة جعلته يقرر أن يعتزل السوشيال ميديا نهائيا ويبتعد عنها لفترة وإن كنت أشك بأنه سيقوم بتنفيذ هذا القرار ليس شكا فى قراره ولكن التخلى عن التواجد على السوشيال ليس بالأمر السهل.

مؤخرا أيضا قررت هيفاء وهبى هى الأخرى نشر محادثة جمعتها بصحفية شابة تسألها عن الزج باسمها مع بعض الفنانين فى قضية الفيرمونت، تباهت هيفاء فى الستورى الذى نشرته بغضبها من السؤال ووصف الصحفية «بالجزمة».

موقف هيفاء كان صادما لى بشكل شخصى فقد جمعنى بها العديد من المحادثات الهاتفية منذ سنوات كثيرة.. وكانت ودودة للغاية، أذكر أننى فى بداياتى المهنية فى بداية الألفينيات وكانت تلك مرحلة سطوع نجومية هيفاء ولم يكن هناك سوشيال ميديا أو طرق التواصل الكثيرة الحالية، سألتها فى إحدى المرات كيف ترد بهذه السهولة على الصحافة ولا تفعل مثل كثير من النجوم الذين قرروا الابتعاد عن الإعلام لصنع هالة حولهم، فردت بأنها تحترم عمل الصحفى كثيرا وتدرك بأن لكل عمل قيمته فكما تقوم بعملها على أكمل وجه تعلم تماما بأن الصحفى أيضا يقوم بمهتمه ومن واجبها الرد عليه، ومنذ هذه اللحظة أحببتها أيضا على المستوى الإنسانى وليس الفنى فقط فكنت أرى هيفاء نجمة استعراضية بحاجة لمن يستغل قدراتها وموهبتها بالشكل الصحيح ويوجهها كما فعل سيمون أسمر فى بدايتها.

لا أعلم ما الظرف الذى دفع هيفاء لكى ترد بهذه الطريقة أو حتى لماذا قررت نشر المحادثة على العلن عبر صفحتها على انستجرام ، ولا أعلم أيضا ما الذى جعل شريف منير يخسر معركة كان منتصرا فيها؟

لكن أتمنى أن يدرك الفنانون أن السوشيال ميديا التى قربتهم من الجمهور عليها ألا تسقطهم أرضا فيخسروا نجوميتهم ومحبتهم أيضا، فهناك خط رفيع بين الاقتراب والاحتراق.