بعد مرور 6262 عام.. كيف احتفل أجدادنا بعيد رأس السنة المصرية؟

أخبار مصر

أرشيفية
أرشيفية


المصري القديم هو صاحب أول وأقدم تقويم في التاريخ، وتحتفل مصر يوم 11 سبتمبر من كل بعيد رأس السنة المصرية القديمة، حيث يحل علينا غدًا بداية العام 6262 بالتقويم القديم.

ومن ناحيته قال مجددي شاكر كبير أثريين، إن المصرى القديم كان قد حدد بداية سنته بأنها في الأول من شهر توت كل عام، وهو أول وأقدم وأطول تقويم عرفته البشرية حيث توصل المصري للتقويم النيلي الشمسي الذي يتوافق مع بدء موسم الفيضان.

وأشار شاكر إلى أن ذلك قد حدث عندما رصد أن نجم سوبدت (الشعرى اليمانية) يظهر فى هذا اليوم ويحترق مع ظهور الشمس بما يسمى بالاحتراق الشروقى ويتزامن ذلك مع مجئ الفيضان، فقسم سنته لـ 12 شهر كل شهر 30 يوم فالسنة ٣٦٠ يوم، والخمسة أيام الأخيرة سماها أيام النسيئ واعتبرها أيام عيد واحتفالات لأن مجيئ الفيضان يعنى الزراعة والحياة بالنسبة له.

كيف احتفل المصرى القديم بعيد رأس السنة؟
قال شاكر إن أعياد المصريين ارتبطت دائمًا بالطعام منذ قديم الأزل، وكانوا يحرصون خلال احتفالاتهم على تناول البط والأوز التي كانت تشوى في المزارع بجانب الأسماك المجففة.

وحرص أجدادنا على تسجيل مظاهر احتفالاتهم بعيد رأس السنة على جدران مقابر النبلاء بجبانة طيبة في البر الغربي لمدينة الأقصر والتى تُعد بمثابة سجل تاريخي يصور لنا كيف كان يستقبل القدماء المصريون عامهم الجديد، وكيف كانوا يحتفلون بليلة رأس السنة وكان قدماء المصريين وخصوصا كبار الموظفين منهم يفخرون بمشاركتهم في احتفالات الأعياد ورأس السنة، ويسجلونها في صورة لوحات ونقوش على جدران قبورهم الخاصة.

وكان قدوم عام جديد مناسبة عظيمة يجتمع فيها كل المصريين وكان يخرج تمثال المعبودة حتحور في ذلك اليوم للنور لتراه الجموع وكأنه يمنح الحياة لعام آخر جديد حيث كان للمعبودة حتحور حضور كبير في تلك الاحتفالات فهي ربة السعادة والمرح والسرور لدى القدماء المصريين.

وكان مشهد احتفال القدماء المصريين برأس السنة، في دندرة حيث معبد حتحور الجميل موكبا مهيبا يرأسه الكهنة، ويسير نحو قدس أقداس المعبد ويعود حاملًا تمثالًا على هيئة طائر برأس امرأة مصنوع من الذهب اسمه باي، وكان يتم وضع هذا التمثال داخل ناووس زجاجي صغير، ويسير به الكهنة في الموكب الذي كان يتوقف في أماكن محددة بالمعبد، لوضع تيجان مختلفة رمزا للقوى المتعددة التي تتمتع بها المعبودة حتحور. وأضافت أنه عند وصول الموكب إلى سطح المعبد يتجه لإحدى الغرف لوضع الناووس والتمثال الموجود به، وعندما تشرق الشمس في موعدها فإن أول شعاع لها يسقط على وجه «باي» داخل الناووس الذي أزيلت عنه الستائر، وكأن الحياة تدب فيه مع الموسيقى التي كانت تعلو أصواتها في كل البلاد وبعد هذا تعم الاحتفالات ومظاهر الفرح والسرور طوال اليوم.

كانت احتفالات رأس السنة تستغرق ليالي وأياما، وكانت موسمًا للإجازات وحفلات الخطبة والزواج وإقامة المناسبات الاجتماعية السعيدة ومناسبة لإحياء تقاليد إنسانية عظيمة تفرد بها القدماء المصريون في الاحتفال برأس السنة، فخلال تلك الاحتفالات بحلول العام كان على الجميع أن ينسوا خلافاتهم ويتجاوزوا منازعاتهم، وكان من تعاليم عقيدتهم آنذاك أن يستقبل الناس رأس السنة الجديدة وهم في صفاء وإخاء ومودة.

وكانت احتفالاتهم تجري بمشاركة مئات الآلاف من الناس وارتبط الكثير من الأعياد المصرية القديمة، بالحج إلى المعابد والأماكن المقدسة.