آخرها سيول السودان.. كيف وقفت مصر مع العرب في أزماتهم؟

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية

دائما ما تقف مصر إلى جوار أشقائها العرب، داعمة لهم فى كل ما يمرون به من أزمات، انطلاقا من دورها الرائد ومكانتها التاريخية بين تلك الدول، التى دائما ما تضعها موضع القيادة.

ولعل خير دليل على دعم مصر المتواصل لأشقائها العرب فى أزماتهم، دورها الداعم لجميع الدول فى تخطى المحن والأزمات، بداية من مبادراتها الصحية لعلاج فيروس سى، ومجابهة جائحة كورونا، والوقوف سندا للبنان فى تخطى محنتها الأخيرة المتمثلة فى انفجار مرفأ بيروت، ومساندة السودان فى مواجهة تداعيات السيول والأمطار.

الرئيس السيسى يتضامن مع السودان
ففور وقوع فيضانات السودان، أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسى تضامن مصر الكامل مع السودان فى مواجهة الآثار السلبية للسيول والفيضانات.

وكتب الرئيس عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك": "خالص التضامن مع أشقائنا السودانيين حكومة وشعبا جراء السيول والفيضانات التي تجتاح السودان الشقيق، والتي أدت إلى خسائر مفجعة في الأفراد والممتلكات.

وأضاف الرئيس السيسى: "أؤكد استعداد مصر الدائم لتقديم كل سبل الدعم لأشقائنا السودانيين في هذه الفترة الدقيقة للتعامل مع آثار الفيضانات، داعيا المولى عز وجل بالشفاء العاجل للجرحى وأن يلهم أسر الضحايا في السودان الشقيق الصبر والسلوان".

الخارجية المصرية تدعم السودان
كما أعلنت وزارة الخارجية عن تضامن مصر مع حكومة وشعب السودان الشقيق، لمواجهة آثار السيول والفيضانات

وقالت وزارة الخارجية، فى بيانها: "استنادا إلى الروابط الأخوية الراسخة التي تربط شعبي وادي النيل ووحدة المسار والمصير التي تجمع بين مصر والسودان، تُعرب مصر عن تضامنها الكامل مع حكومة وشعب السودان الشقيق، ووقوفها جنبا إلى جنب مع الأشقاء في السودان لمواجهة تداعيات السيول والفيضانات التي اجتاحت عددا من الولايات السودانية وأدت إلى وفاة عدد من المواطنين وتدمير المنازل".

مساعدات مصرية عاجلة لمتضررى السيول بالسودان
وشرعت مصر فى إرسال مساعدات عاجلة لمتضررى السيول بالسودان، تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى.

وأقلعت طائرتا نقل عسكريتان من قاعدة شرق القاهرة الجوية، متجهتان إلى مطار الخرطوم، محملتان بكميات كبيرة من المواد الغذائية، والمستلزمات الطبية، والأدوية، والخيام المقاومة للأمطار، للمساهمة فى تخفيف العبء عن كاهل الشعب السودانى الشقيق.

ووجه المسئولون فى دولة السودان التحية والتقدير للشعب المصرى لمد يد العون لهم أثناء الأزمات التى تمر بها بلادهم، معربين عن عميق الشكر والامتنان بالجهود المبذولة من مصر، والوقوف بجانبهم فى أوقات المحن والشدائد.

مساعدات للعراق لمواجهة جائحة كورونا
كما وقفت مصر بجانب دولة العراق لمواجهة أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد - 19".

ففى إطار تنفيذ توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى، وفى إطار تضامن مصر مع شعب العراق الشقيق للمساهمة فى مجابهة انتشار فيروس كورونا، تم إعداد وتجهيز كميات كبيرة من المساعدات الطبية ومواد التطهير، التى ستساهم فى تخفيف العبء عن دولة العراق،

وجاءت تلك المساعدات، التى أرسلتها مصر إلى العراق، أمس السبت، انطلاقا من الدور المصرى الرائد تجاه الدول الشقيقة فى أوقات المحن والأزمات.

وأقلعت طائرة نقل عسكرية من قاعدة شرق القاهرة الجوية متجهة إلى دولة العراق محملة بكميات كبيرة من المستلزمات الطبية ومواد التطهير المقدمة من مصر، فى إطار العلاقات والروابط التاريخية التى تجمع مصر بدولة العراق، حيث كان فى استقبالها عدد من المسئولين العراقيين.

وأكد الدكتور أحمد نايف الدليمى، سفير العراق لدى القاهرة، على مدى أهمية تلك المساعدات فى مساهمة قطاع الصحة العراقى فى مجابهة انتشار فيروس كورونا، مشيدا بالجهود والمساعى المصرية فى مساندة الدول العربية والإفريقية، كما أعرب عن خالص شكره وتقديره لمصر حكومة وشعبا.

كما أعرب الجانب العراقى عن عميق الشكر والامتنان بالجهود المبذولة من مصر، والوقوف بجانبها فى أوقات المحن والأزمات، كما أكدوا أن تلك المساعدات تعكس روح المحبة والأخوة بين الشعبين الشقيقين.

جسر جوي ومستشفى ميداني دعما للبنان بعد انفجار مرفأ بيروت
وفور وقوع انفجار مرفأ بيروت، فى الرابع من أغسطس الماضى، انتفضت مصر مقدمة يد العون والمساعدة للبنان، بعدما أدى الانفجار إلى وقوع عشرات الضحايا، ومئات المصابين، فضلا عن تشريد نحو 300 ألف شخص بسبب الدمار الذى حل بالعاصمة اللبنانية المنكوبة، التى قد تحتاج إلى مليارات الدولارات لإعادة بنائها.

فى البداية، وفور وقوع الحادث، بادر الرئيس عبد الفتاح السيسى بدعم لبنان معنويا، إذ أجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس اللبنانى العماد ميشيل عون لتقديم واجب العزاء فى ضحايا انفجار مرفأ بيروت، الذى أودى بحياة العشرات من الضحايا وتسبب فى إصابة المئات، معربا عن خالص المواساة للأشقاء فى لبنان حكومة وشعبًا، داعيًا المولى عز وجل بالشفاء العاجل للجرحى وأن يلهم أسر الضحايا الصبر والسلوان، ومؤكدا تضامن مصر حكومة وشعبًا مع الأشقاء فى لبنان والاستعداد لتسخير كل الإمكانات لمساعدة ودعم لبنان فى محنته.

واتخذت مصر، التى حلت فى صدارة الدول الداعمة للبنان، إجراءات عدة، إذ وجه الرئيس السيسى، بتجيهز طائرتين تضم كل منهما مساعدات طبية عاجلة لإرسالها إلى بيروت، وفق ما أعلنه أسامة هيكل، وزير الإعلام، الذى أكد أن ذلك يأتى ضمن حزمة من الإجراءات التى تتخذها مصر لمساعدة البلد العربى الشقيق.

كما وجه الرئيس السيسى، السبت الماضى، بفتح جسر جوى لاستمرار تقديم المساعدات إلى الشعب اللبنانى لمواجهة تبعات الانفجار، فأقلعت طائرة نقل عسكرية ثانية محملة بشحنة مساعدات عاجلة، تتضمن كميات كبيرة من المستلزمات الطبية والمواد الغذائية المقدمة من مصر إلى لبنان، دعما لها فى مواجهة تداعيات انفجار مرفأ بيروت.

وكان الرئيس عبد الفتاح السيسى على رأس المشاركين فى المؤتمر، الذى جاء بمبادرة فرنسية ورعاية أممية، ومشاركة عدد من رؤساء الدول المانحة الداعمة للبنان، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، الأحد الماضى، لدعم لبنان.

وأعرب الرئيس السيسى، خلال كلمته، عن الشكر والتقدير للرئيس الفرنسي ماكرون للمبادرة بالدعوة لعقد هذا المؤتمر، والذي يكتسب أهمية بالغة في ظل الظرف العصيب الذي يواجه لبنان، داعيا المجتمع الدولي إلى بذل ما يستطيع من أجل مساعدة لبنان على النهوض مجددا من خلال تجاوز الآثار المدمرة لحادث بيروت وإعادة إعمار ما تعرض للهدم.

كما أشار الرئيس إلى أن مصر شرعت في أعقاب انفجار بيروت الأليم في تقديم يد العون إلى الأشقاء في لبنان عبر جسر جوي مُحمل بالمواد الإغاثية والأطقم والمستلزمات الطبية اللازمة لمساعدتهم على مواجهة تداعيات الحادث، كما فتح المستشفى العسكري الميداني المصري في لبنان أبوابه لتقديم الخدمات الطبية العاجلة، مؤكدا على دعم مصر وتضامنها الكامل مع الشعب اللبناني، واستعدادها التام لتقديم كل أشكل الدعم من خلال المزيد من المساعدات الطبية والإغاثية اللازمة في هذا الصدد، إلى جانب تسخير إمكاناتها لمساعدة الأشقاء في لبنان في جهود إعادة إعمار المناطق المتضررة.

وناشد الرئيس الوطنيين المخلصين في لبنان، على اختلاف مواقعهم، النأي بوطنهم عن التجاذبات والصراعات الإقليمية، وتركيز جهودهم على تقوية مؤسسات الدولة الوطنية اللبنانية، وتلبية تطلعات الشعب اللبناني عبر تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية الحتمية التي لا مجال لتأجيلها، بما يؤهل لبنان للحصول على ثقة المؤسسات المالية الدولية والدعم الدولي، الأمر الذي سينعكس إيجابا على مسيرة لبنان نحو تحقيق الاستقرار والتنمية والرخاء.

وأرسلت مصر وزير خارجيتها، سامح شكرى، الذى زار المستشفى العسكري الميداني المصري ببيروت، واطمأن على سير العمل بها، الذي يشمل 6 عيادات رئيسية، كما ثَمّن الإسهام الكبير للمستشفى في جهود إسعاف المصابين والمتضررين من حادث الانفجار الأليم الذي أصاب لبنان الشقيق، والذي بدأ بعد ساعة واحدة فقط من الانفجار، وذلك بالإضافة إلى دوره في تقديم الخدمات الطبية مجانًا لكل من يحتاجها على أرض لبنان.

وفي سياق منفصل، انضم وزير الخارجية سامح شكري، في الاجتماع الذي نظمته الأمم المتحدة حول الوضع الإنساني في لبنان.

وأرسل الهلال الأحمر المصري، وبنك الطعام، وبنك الكساء، ومؤسسة مصر الخير، ومؤسسة مرسال، والجمعية الشرعية، وجمعية البر والتقوى، مواد إغاثية للبنانيين، بحسب ما أكده الدكتور ياسر علوي، سفير مصر بلبنان، الذى شدد على أن لبنان حاضر في قلب كل مصري.

دعم القطاع الصحى بالسودان
وأبدت مصر استعدادها الكامل لعلاج مصابي الثورة السودانية المجيدة بالمستشفيات المصرية، وتقديم كل سبل الدعم للسودان في مجال الصحة، وعلاج 250 ألف سوداني من فيروس سي، ضمن مبادرة الرئيس السيسي لعلاج مليون إفريقي، بجانب إرسال شحنات من المساعدات، إلى السودان، تضمنت 21 طنًا من ألبان الأطفال، على متن طائرتين عسكريتين، تلتها شحنة أخرى شملت طنا و325 كيلوجراما من الأدوية الأساسية للأطفال، دعمًا للمنظومة الصحية بالسودان، كما اتجهت مصر إلى مساعدة جنوب السودان، ففتحت مركزا طبيا مصريا بالعاصمة جوبا، بهدف علاج مرضى فيروس سى وفيروس بى وفيروس كورونا المستجد "كوفيد - 19".