إيمان كمال تكتب: صلاح عبد الله.. تستاهل ألف تكريم

مقالات الرأي




لم أتعجب من تصريحات صلاح عبد الله بأن تكريم مهرجان الإسكندرية السينمائى له هو «جبر خاطر» وبأنه لم يصل لمرحلة التكريم، فعلى المستوى الإنسانى والمهنى أعلم تماما بأنه فى قمة التواضع، فهو يعلم محبتنا له، تلك المحبة التى تصل من القلب للقلب بدون استئذان، ولكنه لا يضع تلك الهالة التى يتصنعها بعض النجوم ظنا بأنها تزيد من وهجهم وتمنحهم مزيدًا من النجومية، فوهج صلاح عبد الله الحقيقى ونجوميته هى أدواره وشغفه وحبه للفن.

وقد أسعدنى كثيرا خبر تكريمه بين العديد من التكريمات التى يحرص عليها القائمون على مهرجان الإسكندرية السينمائى وعلى رأسهم الأمير أباظة رئيس المهرجان وفريق المهرجان الذين يعملون على قدم وساق من أجل خروج الدورة الـ36 بأفضل ما يمكن بالرغم من الظروف التى شهدها العالم فى 2020 بسبب جائحة كورونا والتى ألغت وأجلت العديد من المهرجانات السينمائية.

ومن بين الأسماء التى تكرم أيضا مدير التصوير المخرج ومدير التصوير محسن أحمد ورغدة وإيناس الدغيدى، تلك التكريمات هى ما تميز «الإسكندرية» تحديدا والذى يحرص على الاحتفاء بالكثير من الفنانين، فلا يمكن أن أنسى تلك اللحظات التى صعد فيها نور الشريف رحمه الله على المسرح لحظة تكريمه من قبل المهرجان أو فاروق الفيشاوى ومحمد منير ومحمود ياسين الذى تم تكريمه أيضا قبل سنوات والتقينا به من خلال ندوة على هامش الفعاليات، وأسماء كثيرة لا حصر لها كان للإسكندرية السبق فى تكريمها أيضا وجميعها تكريمات مستحقة وبقدر ما تسعد الفنانين فهى تسعدنا.

والحقيقة أننى أشكر «الإسكندرية» الذى قرر الاحتفاء بالممثل الكبير «عم صلاح عبد الله» الذى استطاع أن يزرع محبته فى قلوبنا دون ضجيج، فروحه تشبه أدواره التى يقدمها تماما بطريقة السهل الممتنع.

بين الخير والشر والكوميدى والتراجيدى وبين تلك الأعمال التى تحمل قيمة فنية مع مخرجين كبار والأفلام التجارية، تنوعت اختياراته لكن ظل العامل المشترك بينها جميعًا هو تقديمه لكل الشخصيات دون تكلف، ليعيدنا إلى زمن الفن الجميل والنجوم الكبار الذى تركوا بصمتهم فى الفن المصرى، فصلاح عبد الله هو أيضا صاحب بصمة لا تمحى من الإبداع والفن المصرى بأعماله، فلا يمكن أن ننسى دوره مع داود عبد السيد فى «مواطن ومخبر وحرامى» و«رسائل بحر»، ومع سامح عبد العزيز فى «الفرح» وشخصيته فى «ريا وسكينة»، وتجسيده لشخصية مصطفى النحاس فى «الملك فاروق».

فالحقيقة صلاح عبد الله يستحق التكريم، فكما قال الأمير أباظة رئيس المهرجان بأنه نجح فى رسم البهجة على وجوه الجمهور من مختلف الأعمال، وننتظر أيضا بشغف الكتاب الذى سيطلقه المهرجان والذى يعمل على كتابته الكاتب الصحفى زين العابدين خيرى والذى أثق تماما بأنه سيعطى «صلاح عبد الله» قدره وقيمته الحقيقية التى يستحقها..فهو يستحق ألف تكريم وليس تكريما واحدا.