محللون: العقدة الأرمينية هي من تحرك أردوغان في نزاع أذربيجان وأرمينيا

عربي ودولي

بوابة الفجر


يرى محللون أن ما يحرك نظام "العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا إزاء النزاع الأخير بين أذربيجان وأرمينيا هو "العقدة" التاريخية المرتبطة بالمذابح العثمانية ضد الأرمن، والتي اعترفت بها الأمم المتحدة، وأدانها العالم، وباتت نقطة سوداء تلاحق تركيا وتشوه جانبا من تاريخها العثماني. 

 

على نفس المنوال من التهديد وإثارة التوتر، عقب أيام من تصريحات أردوغان أفاد وزير دفاعه خلوصي أكار أن بلاده ستواصل الوقوف بجانب أذربيجان ضد "الاعتداءات" التي تتعرض لها من قبل أرمينيا، في وقت تحدثت فيه تقارير إعلامية عن إرسال أنقرة عددا من المرتزقة إلى العاصمة الأذربيجانية باكو، رغم نفيها من جانب تركيا وأذربيجان.

 

تصريحات أكار جاءت عقب لقائه نائب وزير الدفاع الأذري رامز طاهروف، وقائد جيش جمهورية ناخجوان ذاتية الحكم كرم مصطفايف، في العاصمة التركية أنقرة.

 

ومع تصاعد التوتر بين أذربيجان وأرمينيا خلال الأشهر الأخيرة تواترت أنباء تتحدث عن اعتزام أنقرة نقل أعداد من المرتزقة السوريين إلى العاصمة الأذرية باكو، وهو ما يشبه توجه السياسة الخارجية التركية في الأزمة الليبية.

 

 

 

 

 

ونقلت وسائل إعلام كردية عن مصادر (لم تسمها) في مدينة عفرين التي تحتلها تركيا شمالي سوريا أن المخابرات التركية بدأت بتسجيل أسماء المرتزقة، خاصة مرتزقة الفصائل التركمانية لزجهم في أذربيجان لقتال الأرمن.

 

 

 

 

 

وكشفت المصادر عن وجود تجمعات في مركز المرتزقة من التركمان السوريين في مركز مدينة عفرين.

 

 

 

وبحسب العين الإخبارية، قالت المصادر إن مسؤولي المخابرات التركية أجروا مناقشات مع عدد من العناصر المرتزقة، واتضح أنهم جاؤوا لتسجيل أسماء مرتزقة تركمان للزج بهم في الصراع الحدودي بين أذربيجان وأرمينيا.

 

 

 

 

 

ونفت سفارة دولة أذربيجان لدى مصر التقارير التي ذكرت أن الاستخبارات التركية بدأت بتسجيل أسماء مليشيات ومرتزقة إرهابيين لإرسالهم إلى أذربيجان لمساندتها في حل الصراع الحدودي مع أرمينيا.

 

 

 

وقالت السفارة في تصريحات صحفية إن  “أذربيجان لديها قدرة على تحرير أراضيها بجيشها المقتدر، ولا تحتاج إلى مثل هذه الخطوات".

 

 

 

 

 

ورغم نفي أنقرة إرسال مرتزقة سوريين إلى أذربيجان للحرب ضد أرمينيا إلى أن الوقائع على الأرض تكذب النفي التركي، حيث سارعت تركيا مع اندلاع المواجهات الأخيرة بين أذربيجان وأرمينيا بإعلان الاصطفاف إلى جانب أذربيجان.

 

 

 

ووصف مراقبون تصريحات الرئيس التركي على أنها ضوء أخضر للمساندة العسكرية، وإذكاء للصراع بين الدولتين الجارتين.

 

 

 

 

 

ما يرجح تقارير إرسال تركيا لمرتزقة سوريين إلى أذربيجان تصريحات إسماعيل دمير مدير هيئة الصناعات الدفاعية التركية، بأن قطاعه مستعد لمساعدة أذربيجان التي شهدت اشتباكات حدودية مع أرمينيا.

 

 

 

وأضاف دمير "صناعتنا الدفاعية بكل خبراتها وتقنياتها وقدراتها، من طائراتنا المسيرة إلى ذخائرنا وصواريخنا وأنظمتنا الحربية الإلكترونية، تحت تصرف أذربيجان دائما”.

 

 

 

ويشعر المجتمع الدولي بقلق من الاشتباكات بين أرمينيا وأذربيجان بسبب خطر حدوث عدم استقرار في جنوب القوقاز، وهي منطقة تمر عبرها خطوط الأنابيب التي تنقل النفط والغاز إلى الأسواق العالمية.

 

 

 

وعلى الرغم من اتفاق لوقف إطلاق النار جرى إبرامه عام 1994، فإن أذربيجان وأرمينيا لا تزالان تتبادلان الاتهامات بشن هجمات على الحدود بينهما.

 

 

 

وتعود جذور الخلافات بين تركيا وأرمينيا إلى قضية إبادة الأرمن خلال الحقبة العثمانية، حيث ترفض أنقرة الاعتراف بوجود جرائم حرب ارتكبها العثمانيون وكان ضحيتها الأرمن.

 

 

 

وتصنف 20 حكومة، بينها حكومات فرنسا وألمانيا وروسيا، رسميا قتل الأرمن في عهد الإمبراطورية العثمانية على أنه "إبادة جماعية".

 

 

 

ودأبت تركيا على اتهام مَن يصف المجازر التي ارتكبت بحق الأرمن في الحرب العالمية الأولى بأنها إبادة جماعية بـ"التآمر" ضدها.

 

 

 

وتتهم أنقرة الأرمن، بأنهم عبر جماعات ضغط بمختلف دول العالم، يطلقون دعوات إلى “تجريم” تركيا، وتحميلها مسؤولية تعرض أرمن الأناضول لعملية “إبادة وتهجير” على يد الدولة العثمانية.

 

 

 

وتزعم حكومة "العدالة والتنمية" في تركيا أن الوثائق التاريخية تؤكد عدم تعمد وقوع تلك الأحداث المأساوية.

 

 

 

وفي تقرير سابق نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية ذكرت أن القوات المسلحة التركية لها وجود في قاعدة عسكرية في أذربيجان، كما أجرت الدولتان تدريبات عسكرية مشتركة في أذربيجان في أغسطس/آب، بعد مناوشات مع أرمينيا خلفت خسائر في صفوف القوات والمدنيين الأذربيجانيين.

 

 

 

وتعهدت تركيا بتحديث معدات الجيش الأذربيجاني وتزويده بأنظمة دفاع جديدة، بما في ذلك الطائرات بدون طيار التركية الصنع والصواريخ وأجهزة الحرب الإلكترونية.

 

 

 

وقدمت تركيا دعمًا عسكريًا لأذربيجان منذ صراعها مع أرمينيا حول "ناجورنو كاراباخ"، وهي منطقة ذات أغلبية أرمينية في أذربيجان، قبل ثلاثة عقود عندما انهار الاتحاد السوفيتي.

 

 

 

وسيطر الأرمن على المنطقة الجبلية، التي لا تزال معترفا بها دوليا كجزء من أذربيجان، إلى جانب 7 مقاطعات مجاورة، قبل أن تتوسط روسيا في وقف إطلاق النار عام 1994، ولم يوقع اتفاق سلام على الرغم من وساطة الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا.

 

 

 

وتشهد الحدود الأذربيجانية الأرمينية اشتباكات مسلحة مستمرة منذ 12 يوليو الماضي، أسفرت حتى الآن، حسب باكو، عن مقتل 11 عسكريا أذربيجانيا بينهم جنرال، فيما أعلنت يريفان عن مقتل ضابطين اثنين وسقوط 5 مصابين، وسط اتهامات متبادلة بالمسؤولية عن هذا التوتر.

 

 

 

ويبدو أن الوجه القبيح للسياسة التخريبية التركية الخارجية يلقي بظلاله بعيدا في آسيا محاولا سكب البنزين عن نار التوتر بين أرمينيا وأذربيجان، فبعد أن حاول نظام اردوغان إفساد سوريا فخابت أطماعه، ذهب بعيدا إلى ليبيا بإرسال مرتزقة لتمزيق البلد العربي الذي يعاني تمزقا سياسيا منذ قرابة عقد من الزمان