ثورة الفقراء.. مظاهرات ليبيا مستمرة حتى إسقاط السراج

تقارير وحوارات

ارشيفية
ارشيفية


يواصل الليبيون انتفاضتهم الشعبية ضد حكومة الوفاق المنتهية ولايتها، ورئيسها فايز السراج، وميليشياته، إذ يحتشدون فى تظاهرات غاضبة، بالعاصمة طرابلس، وعدد من مدن ومناطق الغرب الليبى التى تسيطر عليها حكومة الوفاق التى يرفض الشعب الليبى وجودها فى المشهد السياسى برمته.

فمنذ اندلاع التظاهرات يوم الأحد 23 أغسطس الماضى، تزداد وتيرة الغضب لدى الشعب الليبى، الذى خرج فى تظاهرات رافضة لوجود فايز السراج وحكومته وميليشياته، إلى جانب الاحتجاج على تدنى مستوى المعيشة، وتدهور الظروف الاقتصادية نتيجة النزاع المسلح، فضلا عن تدهور الظروف المعيشية، وغياب أبسط حقوقهم في المياه والكهرباء التي تنقطع باستمرار، فضلا عن طوابير السيارات التي تقف أمام محطات الوقود في انتظار دورها.

وعلى الرغم من تهديدا ميليشيات السراج للمتظاهرين السلميين، التى وصلت إلى حد الاعتداء عليهم بالذخيرة الحية، وإصابة عدد منهم، يصر الليبيون على موقفهم الرافض للسراج وحكومته، وفى سبيل ذلك يحتشد الشعب الليبى فى مواجهة الميليشيات المسلحة التى لم تنجح مساعيها الدموية فى وأد الحراك أو النيل من عزيمة اجموع الغاضبة.

مليونية "غصن الزيتون"
وأعلن حراك 23 أغسطس، الذى يقود التظاهرات فى العاصمة الليبية طرابلس، أنه تواصل مع مؤسسات المجتمع المدنى، من أجل تنظيم مليونية باسم "غصن اليتون"، فى ساحة الشهداء، خلال الشهر الحالى، استمرارا للمظاهرات الرافضة للحكومة المنتهية ولايتها.

واستنكر حراك 23 أغسطس، عمليات الإخفاء القسرى، التى تتم بحق منظمى المظاهرات، وطالب النائب العام بالإفراج الفورى عنهم.

تهديدات بالقتل
كما كشف الحراك عن أن هناك حالة من القلق إزاء قيام ميليشيات مسلحة بتهديد الثوار الليبيين بالقتل، ما لم يتراجعوا عن استئناف المظاهرات الرافضة للسراج، مؤكدا عزمه استئناف الاحتجاجات حتى إسقاط السراج وحكومته، ورحيله هو وميليشياته.

تحدى ميليشيات السراج
وفى تحدٍ واضح للميليشيات المسلحة، أكد الحراك أن الليبيين سيستمرون فى تنظيم مظاهراتهم، وأنه لا تراجع حتى إسقاط الحكومة غير الشرعية، كما حمل مسئولية حماية المتظاهرين لوزير الداخلية فتحى باشا آغا، الذى طالبوه بضرورة تجنيب الميليشيات، ومنع تدخلها لتغيير مسار ثورتهم السلمية.

ثورة الفقراء
وفى مدينة سبها، نظم الليبيون عصر أمس الجمعة، مسيرات جابت شوارع المدينة، للمطالبة بحيل فايرز السراج وحكومة الوفاق، والإفراج عن المعتقلين.

ورفع المشاركون فى المسيرات لافتات، كان أبرزها لافتة "ثورة الفقراء"، للتعبير عن تدنى مستوى المعيشة، وتردى الخدمات، إذ تنقطع الكهرباء لما يقرب من 20 ساعة يوميا، فضلا عن اختفاء الوقود، مما يتسبب فى تكدس السيارات أمام محطات الوقود، كما اتهموا السراج وحكومته بإهمال الشعب الليبى، على جميع المستويات، لا سيما القطاع الصحى، مما أدى إلى تفشى جائحة كورونا.

مقتل ليبى برصاص الميليشيات
وقبل أسبوع، وفى تطور واضح للأحداث، لقى شاب ليبى مصرعه، متأثرا بإصابته بطلق نارى، أثناء مشاركته فى الاحتجاجات والتظاهرات التى ينظمها الليبيون ضد فايز السراج، رئيس المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق المنتهية ولايتها، وميليشياته، وضد المرتزقة التى تدفع بهم تركيا إلى الأراضى الليبية، لمساندة السراج فى مواجهة الجيش الوطنى الليبى.

ويعد الشاب الليبى، هو أول ضحية لرصاص ميليشيات فايز السراج، التى تحاول قمع المتظاهرين والمحتجين، ووأد الحراك الشعبى الرافض لوجود السراج وميليشياته، فى المشهد السياسى، والمطالب برحيلهم، وأعوانهم من المرتزقة الذين يدفع بهم الغازى التركى إلى بلاد عمر المختار.

هجوم حاد على السراج وميليشياته
كما شهدت جلسة مجلس الأمن، التى عقدت، الأربعاء الماضى، هجوما حادا على السراج وميليشياته، بسبب قمع الاحتجاجات، وإطلاق النار على المتظاهرين السلميين.

فالبعثة الأممية فى ليبيا، أكدت على انتشار الفساد فى ليبيا، وتدنى مستوى المعيشة، ونقص الخدمات الاساسية، وحملت كل ذلك لحكومة الوفاق ورئيسها فايز السراج، التى تعيش أزمة حادة، تزيد الأوضاع الليبية خطورة على ما هى عليه.

وأعربت دول عدة، خلال كلماتها فى اجتماع المجلس، عن قلقها من خطورة الأوضاع فى ليبيا، ومن طريقة تعامل السراج وميليشياته مع الاحتجاجات المناوئة له، من خلال إطلاق النار من جانب الميليشيات على المتظاهرين السلميين، الذين خرجوا بعدما نفد صبرهم على السراج وحكومته.