"مريض وقال الشهادة ودبحها".. "الفجر" في مسرح جريمة بولاق الدكرور.. وأقارب الضحية يكشفون وصيتها (فيديو وصور)

حوادث

بوابة الفجر


"عشان خاطري يابابا سيب ماما ماتموتهاش".. كانت هذه الجملة القاسية للطفلة "ملك" صاحبة التسعة أعوام، وهي تشاهد آخر لحظة لوالدتها، والتي تدعى "أم عبير"، وهي تترجى أبيها أن يترك والدتها لتعيش، ولكنه لا يستجيب، بل قسى قلبه وأعمى الشيطان عينيه ليقتل زوجته التي عاشت معه أكثر من ١٩ عامًا، وهي تتحمل معه أعباء الحياة، وبرفقتهم بناتها الأربعة.

انتقلت محررة "الفجر"، لمسرح جريمة قتل الزوجة المكافحة، لتتحدث مع أقارب وجيرانها، ليكشفوا عن كواليس الليلة المشؤومة التي عاشتها المنطقة.

طفلة المجني عليها تحاول تنقذ والدتها من القتل
مشاهد مرعبة عاشتها "أم عبير"، الزوجة الثلاثينية، العمر المعروفة في وسط أهالي منطقة زنين ببولاق الدكرور منذ ١٠ أعوام، بالطيبة وحسن الأخلاق، مع ابنتها الصغيرة "ملك"، حيث كان المشهد الأول، هو محاولة إنقاذ الطفلة لوالدتها من القتل على يد الزوج القاسي، حيث هرعت الطفلة إلى الشارع لتستغيث بالجيران لينقذوا والدتها الطيبة، وكان القدر حليفا للطفلة الصغيرة التي أصيبت في أصابعها بمطواة أبيها.

المشهد الثاني، كان عندما أسرعت الطفلة إلى الشارع، للاستغاثة بالجيران، ومنهم الحاج "محمد" الذي ذهب معها إلى المنزل، وعندما رأته الأم صرخت: "ألحقني ياحاج محمد هيقتلني".. وحاول انقاذها من أيدى زوجها، ولكن المتهم حاول الاعتداء عليه أيضا بالسكين، وكاد يصيبه هو الآخر، ولكن جلبابه أنقذه، وجاءت المطواه في جلبابه بدلاً من بطنه.

حماة ابنة المجني عليها تكشف كواليس الواقعة
"حسبي الله ونعم الوكيل كانت شايله البيت".. هذه هي الكلمات الأولى للسيدة "أم علي" إحدى أقارب الأسرة، في حديثها لـ"الفجر"، مضيفة: "أم عبير ست شقيانه طول عمرها عشان تجوز بناتها، وواحدة منهم "خطيبة ابني"، كانت طيبة وعندها ٤ بنات أكبرهم" عبير"، تبلغ من العمر ١٩ عامًا، والثانية " فاطمة" ١٨ عامًا، والثالثة "فرحة" ١١ عامًا، والأخيرة "ملك" ٩ أعوام، والأم كانت بتشتغل عاملة نظافة بإحدى المستشفيات في المنطقة، وبعض الأوقات بتشتغل في البيوت، وكانت بتسعى على لقمة العيش من الساعة الـ٨ صباحًا حتى المغرب، عشان تجوز بناتها الاتنين المخطوبين "عبير وفاطمة"، موضحة: "عمرنا ما سمعنا عنها كلمة وحشة"، وكان زوجها "إبراهيم الأسيوطي" طيب وحنين على بناته، يعمل على عربة "كارو" وفي فترة العيد يستخدمها "للمراجيح"، ولكن في السنوات الأخيرة أصيب بمرض نفسي، بالإضافة إلى أنه كان لا يعمل، ولكن لم يؤذي أحدا، وزوجته كافحت معه من أجل لقمة العيش، وتوفير العلاج اللازم له،وعمرها ما قصرت معاه".

المكالمة الأخيرة.. المجني عليها توصي الجيران والأقارب على بناتها
تواصل "أم علي" حديثها بينما تنهمر الدموع من عينيها، وتستعيد تفاصيل المكالمة الأخيرة مع المجني عليها، وتقول: "وصتني على البنات وقالت لي خلي بالك منهم"، مضيفة: "يوم الأربعاء في المغرب، روحت أنا وبنتها -خطيبة ابني- لزيارة ناس قرايبنا برا المنطقة، ولقيتها بتتصل بيا بتقولي: "تعالي أنتي وفاطمة إبراهيم -الزوج- عامل مشكلة معايا"، فقولت لها: "جايين حالا"، وبعد 10 دقائق اتصل الجيران وقالوا: "تعالوا بسرعة أم عبير اتقتلت"، وعلى الفور أسرعنا للمنزل.

وتستكمل السيدة حديثها، قائلة: "كانت دائما توصيني على البنات.. كان قلبها حاسس بالنهاية"، وكنت برد عليها أقولها: "فاطمة خطيبة إبني زي بنتي يا أم عبير"، مشيرة إلى أنها في الفترة الأخيرة كانت توصي جيرانها على بناتها الأربعة وتقول لهم: "خلوا بالكوا من البنات لو حصلي حاجة".

المتهم بيشرب مخدرات
"كان بيشرب مخدرات".. تتابع السيدة حديثها كان المتهم "إبراهيم" نتيجة عدم عمله في الفترة الأخيرة والمرض النفسي الذي أصابه اتجه ليشرب مخدرات، حاجة شبه البودرة، وقبل الواقعة ببضع أيام زاد المرض النفسي عليه، وكانت تحدث له تشنجات كثيرة، وكنا دائما نسمع ضرب المجني عليها هي وبناتها، مضيفة: "خطيبة ابني آخر مرة جاتني وقالتلي مش عايزة أعيش معاه تاني من كتر ضربه لها بالعصا على يديها".

نجلة المجني عليها: كانت أمي شقيانة علينا
بصوت مبحوح، التقطت "فاطمة" نجلة المجني عليها طرف الحديث من حماتها، قائلة: "مش مصدقة أن ابويا يذبح أمي، دي كانت دايما بتكافح عشانا"، مشيرة إلى أن يوم الواقعة كانت مع حماتها خارج المنطقة، وعندما اتصلوا بها أهالي المنطقة جاءوا فورا، موضحة أن أختها روت لها ما حدث، مضيفة: "كانت أختي ملك هي وبنت خالي قاعدين وفجأة لقيوا بابا دخل على ماما ومسكها من شعرها ورماها على الأرض وحط المطواه على رقبتها، وقتها بنت خالي جريت على الشارع لأنها بتخاف، وأختي بدأت تصرخ، وهي بتحاول تنقذ ماما كان بابا ماسك المطواة وجت فيها عورتها في صوابع إيديها، وبعدها جريت على الشارع"، مضيفة: "أختي الكبيرة "عبير" ماما أرسلتها قبل الواقعة لشراء أكل جاهز لأبي من الخارج".

كان الدواء بيهديه وينيمه كام ساعة
"ماما كانت دائما تجيب العلاج".. تستكمل نجلة المجني عليها حديثها لـ"الفجر"، كان طيب وحنين والمرض كان السبب أنه يتغير، موضحة: "أنا وأخواتي كنا دايما بنستحمل أي ضرب لأننا مقدرين الحالة ودا أبونا في الأول والآخر"، لافته إلى أنه كان يأخذ العلاج بشكل مستمر، ولكن آخر فترة والدتها اشترت علاجًا أقوى فاعلية، نتيجة لحالة الهيجان التي كانت تحدث له.

بدموع تنهمر على وجهها الملائكي تستكمل نجلة المجني عليها حديثها: "كان والدي بيأخذ العلاج يهديه شوية وينيمه كام ساعة، وليس يوم أو يومين كاملين"، ولكن بمجرد مفعول الدواء يتنهي، يبدأ في بعض الأوقات حالة من الهيجان وكنا أنا وأخوتي نتحملها".

أحد الجيران: المطواة معاه دايما
خلال رحلة البحث في كواليس الجريمة، ساعدنا أحد أعضاء "جروب" المنطقة للتواصل مع الجيران، ومع من أصيبوا على أيدى المتهم وقت إنقاذهم للسيدة، فقال "أحمد حسين" في حديثه لـ"الفجر": "أول مرة حاجة زي كدا تحصل في المنطقة"، مشيرًا إلى أن الزوج كان دائم الجلوس أمام المنزل وكان من الوقت للآخر يصرخ ويزعق ولكن لا أحد ينتبه نتيجة لعلمنا بمرضه النفسي، ولكن ولا مرة حدث وأنه أذى أي شخص، وفي الأوقات الأخرى، كان إنسان طبيعي أي أحد من جيران المنطقة يلقي عليه السلام كان يرد، معتقدين أن في هذه الأوقات تعالج من مرضه".

التقط الجار الآخر الحديث، وقال: "كان آثار الضرب بتبان على وش زوجته أثناء رؤيتنا لها في الشارع"، مستطردا، أن معظم أهالي المنطقة يعلمون أنه مريض، وكان لا أحد يستجيب لصراخه في الشارع، والمطواة تلازمه بشكل مستمر، ولكن كان يفتحها ويغلقها فقط دون أن يأذي أحد.

أحد الجيران قال الشهادة قبل ما يقتلها
بوجه يملأه الحزن تحدث "محمد" موظف أحد الجيران، عن يوم الواقعة، وقال: "فتح المطواه وبيقول الشهادة "أشهد أن لا إله غير الله"، عندما سمعنا هذا لم نتخيل ما حدث وتوقعنا أنها فقد شهادة، وبعض بضع دقائق وجدنا صراخ الطفلتين والسيدة "أم عبير"، في الأول اعتقدنا خناقة مشادة كلامية، إلا أن الطفلة "ملك" نزلت بسرعة وقالت لنا: "ألحقوا بابا بيقتل ماما"، وعلى الفور توجهنا للشقة.

المتهم أصاب ٣ رجال ومنهم واحد أخذ غرزتين
"كان بيلوش بالمطواه وعايز يضرب أي حد".. يستكمل الجار رواية القصة، ويقول: "توجهنا للشقة وشاهدناه ممسكا بـ"أم عبير" من شعرها وهي ملقاه على الأرض والمطواة على رقبتها ،وكان بيحاول يقطع فيها، حاولت أنا والجيران ننقذها، ولكنه كان يلوح بالسلاح ما أصاب ٣ رجال، حيث تعرض الأول لقطع في جلبابه دون إصابة، والثاني والثالث أصيبوا في أصابعهم، والأخير في رجله، وأخذ غرزتين".

قطع رقبتها
يضيف الجار: "بعد إصابة الرجال، وجدناه بيقطع رقبتها بالمطواة لغاية ما قطع معظمها كانت فاضلة عظمة واحدة ماسكة في الرقبة" -على حد تعبيره،- وأثناء ذلك نزلنا الشارع أنا والرجالة، وليس باستطاعتنا فعل شئ، إلا أن المتهم نزل الشارع معاه المطواة وملابسه غارقة بالدماء".

أخته بتحاول تحميه
يتابع الجار: أخت المتهم جاءت على الفور وكانت بتحاول تنقذه، وكان الجيران يلقون على المتهم الكراسي والأخشاب حتى يترك المطواة، ولكن دون جدوى، إلا أن أخته جاءت وفضلت تهديه وتمنع الجيران من رميه ببعض الأشياء، وتقول لهم: "دا مريض"، وعلى الفور جاءت الشرطة.

تحقيقات النيابة
كشفت التحقيقات في واقعة مقتل سيدة ثلاثينية العمر على يد زوجها ويدعى "إبراهيم"، عن مفاجآت كثيرة، حيث تبين أن الزوج كان يعمل على عربة منذ ٨ أعوام، وفي هذه الفترة ظهرت عليه مرض نفسي

وأفادت التحقيقات، أنه بالفعل منذ ظهور المرض النفسي بدأ يتعالج ويأخذ مهدئات، ومن فترة توقف عن العلاج وبدأت تظهر عليه بعض التشنجات، مما دفعه لافتعال المشاكل مع زوجته وبناته الأربعة.

وأوضحت التحقيقات، أنه يوم الواقعة وقت آذان المغرب من يوم الأربعاء، سمع أهالي المنطقة صراخ شديد، مما دفع لأهالي المنطقة للذهاب للشقة ووجدوا المجني عليها ملقاه على الأرض مذبوحة والسكين بيد الزوجة قائلا "أنا قتلتها".

كشفت تحقيقات النيابة العامة، بجنوب الجيزة، عن تفاصيل مقتل سيدة ربة منزل على يد زوجها ببولاق الدكرور فيما سدد طعنة لها برقبتها ولفظت أنفاسها الأخيرة

وأفادت التحقيقات، أن الزوج أقدم على قتلها نتيجة لخلافات أسرية بينهم، ويوم الواقعة اشتد الخلاف نتيجة لمعايرتها له بأنه "عواطلي" منذ فترة مما دفعه لأخذ السكين وذبحها.

حبس المتهم
أمرت النيابة العامة، بجنوب الجيزة، بحبس المتهم، ٤ أيام على ذمة التحقيقات، وعرضه على مستشفى الأمراض العقلية للتأكد من معاناته من مرض نفسي أو عدمه.