دكتور خالد صلاح يكتب: بَحلمْ بـ

مقالات الرأي

دكتور خالد صلاح
دكتور خالد صلاح


بحلم بـ.. عبارة يرددها القاصي والداني والصغير والكبير.

يرددها الصغار عندما تسألهم... يقولون نحلم بأن نكون أطباء.. مهندسين.. ضباطاً.

ويحلم الشباب بأن يتزوجوا أجمل الزيجات ويكون لديهم أفخم وأحدث السيارات.

ويحلم الشيوخ بأن يكون أبنائهم في أعلى المناصب وفي أفضل حال.

وفي واقع الأمر كل هذه الأحلام مشروعة ومباحة ولكن هناك حلم يراود كلُ من يريد أن يكون الوطن في أفضل حال وفي مقدمة الدول.

فحلم كل مواطن في التعليم:

أن يكون الأهتمام بالتعليم من الجذور وليس الفروع, بأن يكون الفصل به ثلاثين طالب, ويتم الاهتمام بالمنظومة التعليمية برفع معدلات وقدرات المعلم المادية بشيء يمنعه أن يكون من العاملين المؤقتين بعد الظهر ليكفي حاجته وحاجة أولاده, وأن يتم الاهتمام بالمعلم أكاديمياً بتنمية قدراته التدريسية وإعادة التكليف لكليات التربية وتحسين قدرات طلابها وخريجيها.

بالإضافة إلى الاهتمام والاستفادة بالكوادر التعليمية وعدم اتباع سياسة العشوائية والتجربة والتعميم قبل التخصيص؛ وأن يكون تطبيق الاستراتيجيات قائم على تطبيقها على عينة عشوائية ثم تعميمها في النجاح وليس العكس حتى نصل بالطالب في جميع المستويات لمعدلات تعليمية راقية وعالمية في التطور والجودة لكل عناصر المنظومة التعليمية.

بحلم أن تختفي عبارة " عدي علينا بكرة يا حضرة" من بعض الدوائر الحكومية حتى يتفرغ الموظف لاتمام حديثه مع زميله بالعمل أو يتم فطاره الذي يمتد للساعة العاشرة صباحا ويشرب الشاي في ساعة ويغسل يده حتى يتم الآذان للصلاة، وإذا طالبت بحقك الدستوري والقانوني الذي أقرته الدولة وتعطيه راتب على ذلك؛ يكون المقابل كل عبارات الويل والهلاك ويتم إرسال صاحب المصلحة في طريق يخرج فيه ولم يعد, إما أن لا يعد بسبب يأسه بأن لا يتم قضاء حاجته أو أن لا يعود بسبب التضليل في ما تم إرساله إليه.

وبالطبع هذا الحلم يتحقق بأن يقوم كلُ منا بعمله على أكمل وجه وبإخلاص وإتقان, وأن يكون هناك تطوير إداري وبشري ومراقبة تحقق مطالب كل ذي حاجة وتتماشى مع التطور والتنمية التي تتبعه الدولة.

بحلم أن يكون هناك إتباع لمعايير الأمانة في البيع والشراء إبتداء من اصغر بائع إلى أكبر بائع وأن لا يحكم قانون البيع والشراء أعمال الفهلوة والشعوذة, وأن لا يتشدق اصغر بائع بأسعار الدولار،  ولا أعلم ما علاقة الدولار بالزراعات المحلية التي تنبت وتخرج تطوعاً من الأرض.

بحلم بالاستفادة بكل الكوادر من حملة الماجستير والدكتوراة كلاً في تخصصه بما يخدم الوطن ويعمل على تحسين وتطوير منظومة المجتمع في كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والاجتماعية.

بحلم بأن يكون إنتخاب أعضاء مجلس النواب والشيوخ بناء على اختيار الشعب وليس مبني على اختيار المرشحين للشعب بشكل يحقق كل ما يتمناه كل مواطن ويخفف من الأعباء الملقاه على أجهزة الدولة, وأن يتفرع السادة الاعضاء لمطالب دوائرهم وليس مطالبهم الشخصية.

بحلم بأن يعمل كلُ متخصص في عمله ولا يكون القانون السائد مهنة من ليس مهنة له وخاصة في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة؛ فنجد من يستهويه الأمر يقوم بتدريس ذوي الاحتياجات الخاصة وهو ليس مؤهل تعليمياً ولا مهنياً, ويمتد الامر إلى أبعد من ذلك فنجد من يفتح فروع لمراكز التربية الخاصة وهو لا يحمل من المؤهلات إلا دبلومة يتيمة سنة عمرها الدراسي شهرين.

وبالمقابل يكون الثمن من يدفعه هو ابناءنا من ذوي الاحتياجات الخاصة, الأمر الذي يتطلب مراعاة للضمائر الحية من هؤلاء وضرورة وجود رقابة صارمة على هذه المراكز.

 بحلم بأن يكون الحلم حقيقة في ما يخص وطني بتحقيق الرفاهية والتقدم.