محمد السعدي لـ"الفجر": موقف الانتقالي من اتفاق الرياض له أسباب.. وتركيا وإيران لهما أهداف في اليمن (حوار)

تقارير وحوارات

 السياسي الجنوبي
السياسي الجنوبي محمد زيد السعدي


قال المحلل السياسي الجنوبي محمد زيد السعدي، أكاديمي إن اتفاق الرياض مكسب وانجاز سياسي يصب في مصلحة جميع الأطراف السياسية الموقعة عليه دون استثناء إن تم كليا، وانتصار سياسي يحسب لصالح دول التحالف العربي وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة، لما بذلوه من جهود في اقناع الطرفين لتنحية الخلافات.

كما تحدث في حوار خاص لــ"الفجر" عن التدخل التركي باليمن، حيث قال إنه مشروع له أبعاد تاريخية في المنطقة العربية كاستعادة الهيمنة والنفوذ لما كانت عليه الدولة العثمانية،  وبعد سياسي متمثل بحركة الاخونج كحركة منتشرة في معظم الدول، ولكن هذا المشروع أو التدخل التركي غير مرحب به إطلاقا.

 

وإليكم نص الحوار:

◄ماذا حول اتفاق الرياض وتعيين محافظ لعدن؟

يعد اتفاق الرياض مكسب وانجاز سياسي يصب في مصلحة جميع الأطراف السياسية الموقعة عليه دون استثناء، و انتصار سياسي يحسب لصالح دول التحالف العربي و على رأسهم المملكة العربية السعودية و دولة الامارات العربية المتحدة، لما بذلوه من جهود في اقناع  الطرفين لتنحية الخلافات جانبا، والمثول إلى الحوار و تحكيم لغة العقل في اطر سلمية و ودية من أجل تحقيق تطلعات جميع الاطراف و ما ينشدون اليه.

 

◄ ماذا عن تعليق المجلس الانتقالي الجنوبي مشاركته في اتفاق الرياض؟


المجلس الانتقالي قام بتعليق اتفاق الرياض لعدد من أسباب ذكرها في رسالته التي بعثها ليلة امس للمملكة العربية السعودية راعية الاتفاق، لأجل لفت انتباها بأن هناك عدد من الخروقات المتزايدة والموثقة الميدانية وغير الميدانية من قبل طرف الحكومة الشرعية اليمنية والتي تؤكد عدم التزامها الكامل ببنود اتفاق الرياض، الأمر الذي يعد خرقا للاتفاق باكمله و يجعل هذا المكسب مهدد بالفشل بعد ان بدأ تنفيذه على أرض الواقع، وما تعليق المجلس الانتقالي لاتفاق الرياض إلا دليل على حرصه على تنفيذ الاتفاق بوجه الصحيح دون أي خروقات.

 

◄ماذا عن التدخلات التركية في اليمن؟

التدخل التركي باليمن يندرج ضمن صراع المشاريع في المنطقة العربية وهو مشروع له أبعاد تاريخية في المنطقة العربية كاستعادة الهيمنة و النفوذ لما كانت عليه الدولة العثمانية، وبعد سياسي متمثل بحركة الاخونج كحركة منتشرة في معظم الدول،  و لكن هذا المشروع او التدخل التركي في شقيه غير مرحب فيه اطلاقا اذا ما تحدثنا عن ابعاده بشكل مفصل و ما يكنوه الناس له من كراهيه تاريخيه و كذا سياسية،  ناهيك انه أي تدخل تركي في اليمن لن يكون بالتوافق مع دول التحالف العربي الداعم للشرعية اليمنية ، بل سيقف موقف الضد معها، و سيكون متوافق مع المشروع الإيراني، و لنا ما حدث في سوريا نموذج " وهو ما يعني خلق صراع جديد في اليمن يضاف إلى باقي القوى المتصارعة سيزيد المنطقة مزيدا من اشعال النيران.

 

ماذا عن الدور الإيراني وأهدافه؟

هو دور أكثر خطورة وهو يسعى لتمدد المشروع الفارسي، الذي يتزعمه حكم آيات الله الخميني في إيران، و يريد السيطرة على المنطقة العربية من منطلق ديني عقائدي متطرف في اطار الصراع الديني مع المذاهب السنية و التدخلات الإيرانية في المنطقة خير دليل على ذلك، وقد صرح حلفاء هذا المشروع بأكثر من مرة انهم استطاعوا اسقاط اربع عواصم عربية في ايديهم و منها العاصمة العربية صنعاء عن طريق حليفهم الاستراتيجي باليمن جماعة الحوثي وهذه حقيقة واضحة للجميع ، و ستواصل ايران هذا التدخل إذا لم تواجه كمح لمشروعها من ابناء المناطق العربية ذاتها و رفضهم لمثل هذا التدخلات و المشاريع غير المتوافقة مع طبيعة المنطقة من كافة النواحي.



◄ حدثني عن ناقله صافر واحتجاز مليشيات الحوثي لها؟

ناقلة صافر هي عبارة عن سفينة ناقلة للنفط الخام يقال بأنه يبلغ عمرها  45 عاما و هي شبة متهالكة ، وانه كان يفترض التخلص منها قبل عقدين من الزمن ، و تحمل نحو 1.14 مليون برميل من النفط، وإذا تسرب محتواها في البحر الأحمر فسيواجه العالم إحدى أخطر الكوارث البيئية و خصوصا سواحل الدول المطلة على البحر الاحمر.  

 

وهناك فريق فني تقني يعمل بالصيانة ابدا استعداده لعمل الصيانة الكافية لمنع وقوع أي كارثة قد ستحدث، ولكن من الذي سيوفر لهم الحامية؟، علما بأنه و بحسب ما يشاع انه توجد عبوات ناسفة حول السفينة الامر الذي سيجعل الوضع أكثر تعقيدا و خطورة، رغم ان الحوثيين ابدوا موافقتهم بالسماح لاي فريق فني سيعمل على صيانة الناقلة، وهنا يجب على الامم المتحدة عن طريق مبعوث الامين العام لليمن بتوضيح هذا التناقض و معرفة مدى المصداقية و سلامة نية جماعة الحوثي من تدارك تبعات هذه الكارثة المهددة للعالم.



◄ماذا عن حل الأزمة اليمنية؟

الأزمة اليمنية لها عدد من الأطراف وكل طرف لدية قضية،وكل قضية لها تداعياتها و ظروفها الخاصة، هناك ثلاث مرجعيات دائما تتحدث عنها السلطة الشرعية باليمن في أغلب خطاباتها و تعتبر أن الحل للازمة اليمنية يأتي من خلالها فقط، وهذه المرجعيات الثلاث هي المبادرة الخليجية و آليتها التنفيذية و مخرجات مؤتمر الحوار الوطني و قرار مجلس الامن 2216 ، و كل هذه "المرجعيات" بحسب ما تسميها سلطة الشرعية لم تذكر قضية الجنوب كدولة شريكة بالوحدة تعرضت لاجتياح عسكري من قوى الشمال في حرب ظالمة في صيف 1994م، الأمر الذي أدى إلى تصاعد الموقف إلى ان تفجر في عام 2015م عندما قرر الحوثيين غزو الجنوب مرة اخرى و احتلال العاصمة عدن.. لكن هذه المرة اخطأ الحوثي التقدير و لم يحسب حساب شعب الجنوب بأنه قد تشبع فكر الثورة و الدفاع عن بلاده من نضال مسيراته السلمية ، و انتصر الجنوبيين و طردوا الحوثيين و حرروا مناطقهم، وأعادوا الشرعية مرة اخرى الى الجنوب ، إلا ان الخلافات ظلت مستمرة و خاصة بما يتعلق بالقضية الجنوبية و عدم الاعتراف بها من قبل الشرعية، هذا الظلم المستمر للجنوبين و القضية الجنوبية ولدت صراع اجج الموقف وزاد من توسع نزاعات الازمة اليمنية و جعلها في تفاقم مستمر بين الشرعية و المجلس الانتقالي الجنوبي الحامل للقضية الجنوبية الذي استطاع انتزاع اعتراف رسمي من الشرعية المعترف بها دوليا و كذا اعتراف رسمي من دول التحالف عن طريق اتفاق الرياض و الذي بدوره ضمن للجنوبيين مكانهم في اطار الحل للازمة اليمنية ككل، في ظل عدم مصداقية القوى الشمالية مجتمعة في إنهاء الصراع بالحل العسكري او حتى التوصل الى حل سلمي لاستعادة العاصمة صنعاء من مليشيات الحوثي، ويبدوا أن الازمة اليمنية لن تحل طالما و ان قوى الشمال تنظر الى الصراع عبارة عن باب تكسب و ارتزاق.. و تنظر ايضا الى الجنوب على انه غنيمة لابد ان يظل تحت ايديهم.