شويكار تلحق بفؤاد المهندس إلى الجنة

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


أكثر من 170 عملا فنيا تركتها دلوعة السينما المصرية شويكار إرثا للتاريخ سطرت بهم أجمل أعمالها ومشاهدها التى حفرت بأذهان الجمهور بداية من ستينيات القرن الماضى وحتى آخر أعمالها بالألفينات، وإن كان جمالها الفرعونى لا يمنعها من أن تتجه للكوميديا لتحجز لنفسها مكانة خاصة تنفرد بها وسط نجمات الجيل اللاتى كانوا جميعا يتجهن للأعمال الرومانسية دون تفكير فى تلك المرحلة فبعد أن بدأت حياتها الفنية داخل نادى سبورتنج حيث كانت تشارك فى بعض الأفلام القصيرة ومنها إلى القاهرة ليكتشفها الراحل فطين عبدالوهاب وتبدأ مشوارا فنيا طويلا بهوليوود الشرق خطت فيه خطواتها الأولى كغيرها من نجمات الجيل بأدوار صغيرة بجوار أبطال العمل بداية من الزوجة 13.

أما شويكار وبمجرد أن رشحها الراحل عبد المنعم مدبولى لأداء إحدى البطولات المسرحية فى ذلك الوقت وهى مسرحية «أنا وهو وهى» أمام مهندس الكوميديا «فؤاد المهندس»، لم يملك فؤاد زمام قلبه أمام شويكار فتلك الفتاة الشابة التى تملك روحا شقية وابتسامة بريئة وخفة دم خطفت قلبه منذ الوهلة الأولى ليعترف لها على خشبة المسرح بحبه ويطلبها للزواج قائلا «تتجوزينى يا بسكوتة» وهنا بدأت أقوى علاقة حب عرفها التاريخ الفنى وبالفعل تزوج الثنائى بعد انتهاء تصوير فيلم «هارب من الزواج» والتى كانت ترتدى فيه شويكار فستان زفاف بآخر مشهد لها بالفيلم فقرر فؤاد المهندس أن يأخذها بفستان الفيلم إلى المأذون بعد التصوير وكان يرتدى بدلة زفاف أيضا وفقا للمشهد واصطحبا معهما المخرج الراحل حسن الصيفى ليكون شاهدا على الزواج، ويتم عقد القران فى الساعة الثانية صباحا.

شويكار وفؤاد المهندس اسمان لا ينساهما التاريخ سطرا سويا كتابا من النجاحات والأعمال الخالدة التى تعلق بها الجمهور لسنوات طويلة فمن مننا لم يضحك على مطاردة شويكار لخطيبها الطيار الذى يعشق «أحذية النساء» فى مطاردة غرامية، ومن لا يحاول كشف لغز مقتل والدها فى «إنت اللى قتلت بابايا» وأصبحت لزمة «شيء لا يصدقه عقلى» هى لزمة شهيرة لدى الجيل بعد أن تفوهت بها دلوعة السينما المصرية شويكار فى أحد مشاهد العمل، ومن لم يحفظ أغنيتهما الشهيرة «العتبة جزاز» التى تغنت بها شويكار فى فيلم «العتبة جزاز»، ومن لم تجد نفسها فى أغنية «الرجل ده هيجننى» التى تغنت بها شويكار وفؤاد المهندس فى سكتش فنى خاص بشهر رمضان الكريم لتعبر عن كل زوجة مصرية قبل مدفع الإفطار يوميا.

«أنت القلب الكبير، إنت اللى قتلت بابايا، وغيرها من اللزمات التى تفوهت بها شويكار أصبحت جملا مسطورة فى ذاكرة التاريخ والجمهور فصوتها صاحب النغمة المميزة، كما لقبها كبار الملحنين والشعراء بذلك الوقت، لا يمكن تكراره.

وبرغم كل هذا الحب إلا أن الإنفصال وجد طريقه لعلاقة حب دامت عشرين عاما بعد أن وصلت لنقطة سوداء لا يمكن العودة منها ثانيا، فقرر الثنائى الأشهر فؤاد المهندس وشويكار إنهاء علاقة الزوجين ولكن لم تنته علاقة المحبين والأصدقاء فظلت شويكار تعمل مع «حبيبها الوحيد» كما قالت عنه فى كل لقاءاتها وحواراتها الصحفية أنها لم تحب سوى فؤاد المهندس، حتى بعد الانفصال ولم تبخل عليه أبدا بمشاركته أعماله حتى لو بصوتها فقط وهو ما فعلته فى مسرحية «سك على بناتك» لتكتفى شويكار بصوتها الناعم فى دور «عصمت» حبيبة الدكتور رأفت.

سلسلة طويلة من الأعمال الفنية ما بين التراجيدى والكوميدى والرومانسى جعلت من شويكار اسما لم ولن يتكرر فبقدر براعتها فى أدوار الكوميدى إلا أنها برعت أيضا وبنفس الجدارة فى التراجيدى حيث سجلت بتاريخها الفنى مشاركتها فى فيلم «الكرنك» تلك المرأة الشجاعة صاحبة المقهى، وهى أيضا المهاجرة باحثة عن حلمها فى أمريكا شيكا بيكا لتختم حياتها الفنية بشخصية «رابحة» الأم المغلوب على أمرها فى «كلمنى شكرا» عام 2010 وهو الدور الذى أعادها مجددا للوقوف أمام كاميرات السينما بعد غيابها سنوات طويلة عن الظهور لرغبتها فى أن تترك لجمهورها صورتها الجميلة بأذهانهم دون أن تظهر عليها تجاعيد الزمن.

ولكنها عادت لقرارها مجددا رافضة العودة مرة أخرى لأى ظهور فنى واكتفت بالأحاديث الصحفية والمداخلات التليفزيونية النادرة لتطمئن جمهورها على صحتها بين الحين والآخر بصوتها وضحكتها المليئة بالحيوية والطاقة كانت تقابل «شوشو» كما يلقبها المقربون منها ومحبوها دائما فكانت مصدر الطاقة والضحكة الحلوة التى لا تكرر ، وكما قالت شويكار فى آخر ظهور صوتى لها «إنها ليست لها مثيل» فى خلطة فنية خاصة فمن يملك صوتها وضحكتها وطبيعتها وأخلاقها أيضا التى حفرت بها مكانتها فى قلوب كل من يعرفها ،رحلت سيدتى الجميلة لتخطف معها ذكرياتنا وضحكاتنا وتسطر سطرا جديدا فى عالم آخر يجمعها مجددا بحبيبها الوحيد «فؤاد المهندس».