مذبحة "البشعة".. القصة الكاملة لمذبحة قنا سعيًا وراء الثأر

محافظات

ارشيفية
ارشيفية


جرائم متنوعة، وأسباب متعددة، فندتها الأجهزة الأمنية في محافظة قنا، إلا أن مذبحة "البشعة"، تعتبر من أبرز الجرائم والقضايا التي شغلت الرأي العام اعلاميًا في شتى ربوع الجمهورية، بعد أن 5 أشخاص والشروع في قتل آخر من عائلة واحدة.

واستيقظ أهالي محافظة قنا في يوم الـ25 من يناير عام 2012، على بحر من الدماء، في صحراء محافظة قنا، بالطريق الحدودي بين البحر الأحمر وقنا- بالقرب من الكيلو 27، بعد العثور على 5 جثث غارقين في دمائهم، وفرار السادس، بعد اصابته بطلقات نارية وتمكنه من النجاة.

هدوء ما قبل العاصفة:

كانت محافظة قنا، تعيش هدوء وسلاما كما هو المعتاد، حتى انقلب حال المحافظة رأسا على عقب بين ليلة وضحاها، فكان هناك جاني يعد عدته ويجهز سلاحه، اخذًا بالثأر، بعد أن توفي أحد شباب عائلة آل جلال بقرية الحجيرات، واتهم افراد العائلة أبناء عائلة آل سقاو، بنفس القرية في ارتكاب الواقعة.

اللجوء للعرف:

اجتمع كبار العائلتين، اللتين لجأتا إلى العرف السائد بطريقة العرب، وهي "البشعة"، إحدى أقدم وأبرز طرق التحكيم بين المتخاصمين من البدو، خاصة وانها اشتهرت فى صحراء مصر الشرقية بمناطق ومحافظات سيناء والإسماعيلية والشرقية، وخلالها يحتكم المتخاصمون للنار للفصل بينهم بلعقها عند محكم متخصص يسمى "المبشع" والمنوط به تنفيذ حكم القضاة العرفيين.

البشعة

أعد العائلتين عدتهما إلى الذهب والسفر إلى محافظة الإسماعيلية للخضوع للبشعة، وقاموا بتجهيز سيارتين، إلا أن عائلة القتيل كان لها تخطيط آخر، واصطحبهم والد القتيل الذي اتهم فيه أفراد العائلة، وأثناء سيرهم في الطريق الصحراوي بالكيلو 27، استوقف السيارة، بحجة أنه تعب من القيادة.

المجني عليهم

كان السيارة يستقلها "سعيد. ع. أ"، و"عبدالعاطي. م. ج"، و"محمد. ح. ك"، و"عبدالناصر. م. ح"، و"عبد الباسط. م. ح"، و"برهوم. س. ع"، و"مصطفى. أ. م. ع"، و"ثروت. هـ. ع"، و"جلال. م. ج"، و"عبدالهادي. م. ج"، و"هدي. م. ج" بجانب، أفراد العائلة الأخرى وهم "أيمن. ع. خ"، وشقيقيه "علاء" و"عليان"، وعمهم "ناجح. خ. ع"، وابن عمهم "عبدالخبير. ع. ي"، "محمد. م. ع"، ليفاجئ المجني عليهم بأقاربه يفتحون عليهم نيران بنادق آلية وقتلهم جميعًا ما عدا واحدا فقط نجا بعد أن تمكنت المستشفى من إسعافه.

محو الأدلة

ذهب الجناة فى هدوء تام قبل بزوغ شعاع الشمس دون ان يتركوا خلفهم دليلًا، إلا أن الأجهزة الأمنية تمكنت من كشف ملابسات الحادث، وتوصلت إلى مرتكبي الواقعة، والذين اعترفوا بارتكابهم الجريمة بسبب الأخذ بالثأر.

إلقاء القبض على الجناة

تم إلقاء القبض على كل من "سعيد. ع. أ"، و"عبدالعاطي. م. ج"، و"محمد. ح. ك"، و"عبدالناصر. م. ح"، و"عبد الباسط. م. ح"، و"برهوم. س. ع"، و"مصطفى. أ. م. ع"، و"ثروت. هـ. ع"، و"جلال. م. ج"، و"عبدالهادي. م. ج"، و"هدي. م. ج"، بتهمة قتل 5 أشخاص من عائلة واحدة والشروع في قتل آخر.

بينما أسدلت محكمة الجنايات الستار على القضية، أمس السبت، بقضائها بالإعدام شنقًا لـ3 متهمين والمؤبد لـ8 آخرين بتهمة قتل 5 أشخاص من عائلة واحدة، برئاسة المستشار محمود عيسي سراج الدين وعضوية المستشارين سعيد محمد دسوقي وشريف عفت مصطفى.