د. بهاء حلمى يكتب: فيروس كورونا.. عدو لم يقهر بعد

مقالات الرأي

بوابة الفجر


حذرت منظمة الصحة العالمية فى منتصف مايو الماضى من موجه ثانية لفيروس كورونا تصيب العديد من الدول الأوروبية بعد تخفيف القيود المفروضة على الوباء.

وأعربت المنظمة عن مخاوفها من الموجة القادمة من فيروس كوفيد19 التى قد تكون أكثر حدة من الموجة الأولى فى ضوء تسارع معدلات الإصابة، وزيادة عدد الوفيات فى الولايات المتحدة والعديد من دول العالم بعد أن شهدت انخفاضا فى الإصابات والوفيات قبل أن تعود للتصاعد مرة أخرى، مما أدى إلى عودة كثير من الدول للإغلاق وفرض ارتداء الكمامات فى المواقع المختلفة.

لقد اتخذت مصر الإجراءات والتدابير الاحترازية اللازمة منذ الإعلان عن الفيروس وبما يتفق مع المعطيات على أرض الواقع، واستمرت فى غلق الشواطئ العامة مع تحديد مواعيد لغلق المقاهى والمحال والأسواق المختلفة الأمر الذى حد من خطر انتشار الفيروس وأدت هذه السياسات بتفهم المواطنين إلى انخفاض كبير فى عدد الإصابات والوفيات.

وبغض النظر عن الإرهاصات التى تأخذ البعض حول مصطلح الموجة الثانية وعما إذا كانت موجة ارتدادية أم أنها موجه أولى مستمرة.

إلا أن الشواهد على المستوى الدولى ترجح عودة قوية للفيروس اللعين بل تكاد تكون أكثر فتكا من الآن ومع قدوم فصل الشتاء- طالما لم ير العالم لقاحا حاسما فى مواجهته.

وسوف تنتشر العدوى فى المناطق المزدحمة والأسواق والمؤسسات الخدمية، إذا تخلى المواطنون عن الحيطة والحذر كما يحدث الآن فى الشارع المصرى نتيجة الشعور بالاطمئنان الذى لازمنا خلال فترة الأعياد الماضية.

يبدو أن الغالبية تلقى بالكمامات والقفازات فى الشوارع وعلى الأرصفة وداخل المراكز التجارية وفى محيط العمارات السكنية والطرقات والممرات المختلفة بشكل ينذر بالخطر الشديد فى تحويل أرضية الشوارع لبؤر خطرة لنقل العدوى لتحاصرنا الخطورة من الجو وعلى الأرض.

لقد سبق أن سمعنا أغانى وشاهدنا مسلسلات وأفلام عن شارع الغرام، وشارع الحب، الآن وبسبب الإهمال وعدم الوعى أو الاكثرات بحقوق الغير، وضعف روح الالتزام والانضباط، لدى البعض من المتعلمين أو من غير المثقفين فى بعض المواقع جعلنا نعيش مع مشاهد من «شوارع الكمامات». 

إن الخطر الناتج عن سلوكيات البعض وإلقاء الكمامات والقفازات فى الشارع تنعكس سلبا على الجميع، وتعتبر أشد خطرا على عمال النظافة، كما تعتبر فرصة لعديمى الضمير ممن يحاولون إعادة استغلالها مرة أخرى على الرغم من تشبعها (بالفيروس) وهو سم قاتل.

إن الدولة فعلت ومازالت تبذل قصارى الجهد، وعلى الجانب الآخر علينا تحمل مسئولياتنا لحماية أنفسنا، وضرورة توخى أقصى درجات الحيطة والحذر فى الأيام والشهور القادمة عن طريق ارتداء الكمامات، والحفاظ على مسافات التباعد مع غسل الأيدى بالماء والصابون وهى خير وسائل للدفاع والوقاية سواء كان فى وسائل المواصلات والجهات والمؤسسات الخدمية وفى ملاعب الكرة والنوادى والمحاكم والمدارس أم فى غيرها خشية تفاقم الإصابات والوفيات كما يحدث فى بعض مناطق العالم، والله خير حافظا.