إبراهيم الرفاعى أسطورة الصاعقة المصرية

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


أسس «المجموعة ٣٩ قتال» ونفذ أول عملية مصرية فى عمق إسرائيل وأصابها بالرعب

قتل جميع الطيارين الإسرائيليين فى مطار الطور فى 6 أكتوبر

ليس من السهل الحديث عن أبطال القوات المسلحة، فكيف تستطيع النفاذ إلى أشخاص كان أمامهم استكمال حياتهم لكنهم قدموها راضين للدفاع عن بلادهم وشرفهم العسكرى، وأقدموا على الموت شاعرين بالرضى ولم يخافوا من الشىء الوحيد الذى لا يمكن قهره.

رجال القوات المسلحة جميعهم شهداء حتى يأتى الموعد للاستئذان فى مغادرة الحياة المؤقتة إلى البقاء فى التاريخ والوجدان وعالم لا يعرف النسيان.

واحد من هؤلاء الشهيد إبراهيم الرفاعى، بطل الصاعقة الشهير مؤسس المجموعة 39 قتال، والتى لا يمكن تصديق أن البطولات التى قام بها تعود إلى رجل واحد بسبب السجل المتخم بالإنجازات.

التحق الرفاعى بالكلية الحربية عام 1951 عمل فى سلاح المشاة عقب التخرج لينضم إلى أول فرقة للصاعقة المصرية فى منطقة أبو عجيلة وخلال هذه المدة كان الرفاعى يبهر كل قادته ومعلميه بشجاعته وجرأته وقدرته على القيادة والابتكار، ربما يكون ورث جزءًا منها عن جده «والد والدته» الأمير الاى عبد الوهاب لبيب، الذى تشبع منه بالتقاليد العسكرية والرغبة فى التضحية فداءً للوطن وكان الرفاعى يكرر لأفراد مجموعته قبل كل عملية «يا أولاد نحن نقاتل فى سبيل الله».

وتم تعيين الرفاعى مدرسا فى مدرسة الصاعقة وشارك فى تكوين وبناء قوة الصاعقة المصرية الوليدة كما تم اختياره لتدريب الفدائيين الفلسطينيين على أساليب ومهارات القتال.

وشارك الرفاعى فى حربى بورسعيد عام 1956 وبعدها التحق بفرقة «مدرسة المظلات» ثم انتقل لقيادة وحدات الصاعقة للعمل كرئيس عمليات.

وفى عام 1959 سافر الرفاعى إلى روسيا للحصول على دورة أركان حرب، وعقب عودته شارك فى حرب اليمن مع شقيقه الرائد سامح الذى استشهد خلالها ثم حصل الرفاعى على ترقية استثنائية عقب مشاركته فى عملية سرية، وواصل تأدية دوره خلال حرب يونيو عام 1967، وقام خلالها بأداء مهمات استطلاعية على المحور الشمالى.

وعقب الهزيمة وما أعقبها من إعادة تنظيم الجيش، تلقى الرفاعى تكليفا من اللواء محمد صادق، مدير المخابرات الحربية بتكوين مجموعة قتالية باسم المجموعة «39 قتال» لتنفيذ بعض العمليات الخاصة داخل العمق الإسرائيلى لتحقيق مجموعة من الأهداف، منها رد اعتبار القوات المسلحة، وإعادة ثقتها بنفسها، ونسف الحاجز النفسى الذى خلفته الهزيمة، والقضاء على إحساس العدو الإسرائيلى بأنه جيش لا يقهر.

وقع الاختيار على الرفاعى لتأسيس المجموعة «٣٩ قتال» واختار الرفاعى أبناءه بعناية حتى تكونت أشرس وأعنف مجموعة قتال عرفتها الحروب عبر تاريخها الطويل، والتى عبر بها الرفاعى قناة السويس أكثر من 70 مرة قبل حرب أكتوبر نفذ خلالها عمليات فدائية فى عمق وخلف خطوط العدو.

أول عمليات الرفاعى تنفيذ قرار من القيادة العامة للقوات المسلحة بنسف مخازن الذخيرة التى خلفتها القوات المصرية إبان الانسحاب وكان نجاح هذه العملية ضرباً من الخيال ونوعًا من المستحيل ولكن الرفاعى ورجاله تمكنوا من الوصول إليها وتفجيرها حيث ظلت النيران مشتعلة فيها 3 أيام كاملة.

وفى اليوم التالى لاستشهاد الفريق عبد المنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، طلب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، الانتقام بسرعة وقوة حتى لا تتأثر معنويات الجيش المصرى باستشهاد قائده فعبر الرفاعى القناة واحتل برجاله موقع المعدية 6 الذى أطلق القذائف التى كانت إحداها سبباً فى استشهاد الفريق رياض وأباد الرفاعى وأبناؤه كل من كان فى الموقع من ضباط وجنود بلغ عددهم 44 عنصرا بعضهم لقى مصرعه طعنا بالسونكى.

وفى صباح 6 أكتوبر هاجم الرفاعى محطة بترول بلاعيم فى أول عملية مصرية فى عمق إسرائيل ثم هاجم مطار شرم الشيخ صباح 7 أكتوبر، ثم رأس محمد، وشرم الشيخ نفسها طوال يوم 8 أكتوبر، ثم شرم الشيخ مرة ثالثة فى 9 أكتوبر، ثم مطار الطور فى 10 أكتوبر.

واستطاع الرفاعى ورجاله قتل جميع الطيارين الإسرائيليين الموجودين فى المطار ثم قام بدك مطار الطور مرة ثانية فى 14 أكتوبر، ثم آبار البترول فى الطور يومى 15 و16 أكتوبر وكان لهذه الضربة أقوى الأثر فى تشتيت دقة وتقليل كفاءة تصوير طائرات التجسس والأقمار الصناعية الأمريكية.

وتوالت العمليات الناجحة لمجموعة الرفاعى حتى يوم 19 أكتوبر الذى أصيب فيه ونقل على أثر ذلك إلى مستشفى فى القاهرة حتى استشهاده فى ٢٣ من رمضان.