في ذكرى ميلاد محمد فوزي وهدى سلطان.. تعرف على طبيعة العلاقة بينهما.. فرقهما الفن وجمعتهم لحظة الوداع

الفجر الفني

محمد فوزي وهدى سلطان
محمد فوزي وهدى سلطان



تحل اليوم ذكرى ميلاد الشقيقين الفنان الكبير والموسيقار محمد فوزي، والفنانة الكبيرة هدى سلطان.

كان محمد فوزي، قرر الانتقال من محافظة الغربية إلى القاهرة لخوض مجال الغناء والتمثيل، وقررت شقيقته هدى سلطان، السير على نهج شقيقها.

شعرت الأسرة بميولها الفنية منذ صغرها، فقرروا تزويجها وهي في عمر الـ14 عامًا، لكن الغيرة وشغف الغناء والتمثيل حالا دون استكمال هذه العلاقة.

بعد وفاة الوالد قررت هدى سلطان، الانتقال إلى القاهرة واحتراف الفن، وواجهت فى البداية بعض المعوقات من شقيقها محمد فوزي.

بدأت ممارسة هوايتها بالغناء في حفلات أعياد الميلاد والخطوبة والزواج في محيط محدود، وزادت دائرة علاقاتها ودرست على يد الملحن أحمد عبد القادر الذي وصل بها فيما بعد للاعتماد كمطربة في الإذاعة، وسمعها الموسيقار رياض السنباطي فتنبأ لها بمستقبل باهر في عالم الغناء.

نال صوت هدى استحسان وإعجاب أهم الملحنين، ووصف الموسيقار محمد الموجي، صوتها بأنه صوت بارع وقوي يعرف في عمق أصول الغناء المتقن، واكتشف الموسيقار رياض السنباطي، مقومات هذا الغناء الرصين عند هدى، فكانت المطربة الوحيدة التي شاركته بطولة فيلمه السينمائي الوحيد "حبيب قلبي"، 1952، إخراج حلمي رفلة.

تقدمت لاجتياز اختبار لجنة اختيار المطربين بالإذاعة المصرية عام 1949، وأجازوا صوتها وأصبحت واحدة من نجمات برنامج جلال معوض أضواء المدينة.

رفض فوزي دخولها المجال الفني وغضب بشدة وهدد كل من سيقدم يد العون لشقيقته.

لم تهتز هدى لغضب وتهديدات شقيقها، وأصرت على موقفها ولم يفلح معها أي شيء لتتراجع عن الخطوة التي اتخذتها، وبعد وساطات كثيرة للصلح، عادت علاقة الرضا بينها وبين فوزي الذي قبل أن تكون مطربة ينطلق صوتها من الإذاعة ولا تظهر في الملاهي، وانطلق صوتها من الإذاعة بأغنية "حبيبي مالقيتش مثاله سلطان على عرش جماله".

تحدثت هدى عن موقف شقيقها فوزي الرافض دخولها الفن في البداية، في حوار لها قائلة: "هو كان يخاف عليا جدًا مثل أي أخ، وكثيرًا ما كان يحذرني وينبهني لمخاطر المهنة، لكنه أبدًا لم يحاربني أو يقف ضدي كما أثير ونشر كثيرًا، فهو في البداية كشاب ريفي أراد إبعادي، لكن حينما اقتنع بي وبموهبتي وقف معي بل وأنتج لي أحد الأفلام".

في عام 1950، وقعت عين المنتج جبرائيل نحاس، عليها، وأعجب بموهبتها، وأقنعها أنها ممثلة سينمائية ذات وجه فريد وجميل، وعرض عليها أن تعمل في فيلم "ست الحسن" للمخرج نيازي مصطفى، وعرض عليها عقد احتكار لـ3 أفلام دفعة واحدة، ووافقت هدى دون تردد.

وصل دخول هدى التمثيل لشقيقها فوزي الذي أقام الدنيا ولم يقعدها، ووصل الخبر إلى أسرتها بكفر جنيدي، قامت الدنيا هناك ولم تقعد، لقد قبلت الأسرة أن تكون صوت بلا صورة ينطلق من الإذاعة، لكن الآن بنت العائلة ستضع رأسهم في الوحل عندما تظهر على الشاشة.

اصطدم فوزي بشقيقته التي طلبت منه أن يمنحها الفرصة فرفض، وقال لها "إنتي من الآن لا أختي ولا أعرفك، أنا متبرأ منك"، وأنهى فوزي الموقف بهذه الجملة، لكن الأسرة في كفر جنيدي لم تنهه بهذا الشكل، إذ جاء من القرية من يهددها بالقتل إذا ما واصلت عنادها وعملت بالتمثيل، لكنها لم تهتم بشيء.

أرادت أن تحمي نفسها ويكون لها سند في ظل هذا الهجوم ضدها، فتزوجت من المخرج والمنتج والموزع السينمائي، فؤاد الجزايرلي، الذي طلقت منه بعد فترة قصيرة، بسبب الغيرة.

تزوجت للمرة الثالثة من فؤاد الأطرش شقيق فريد الأطرش، وأسمهان ولم يدم الزواج سوى عدة شهور قليلة، وقالت هدى أن الطلاق حدث بسبب الغيرة أيضًا.

وتزوجت للمرة الرابعة من وحش الشاشة الفنان الكبير فريد شوقي، وعندما أراد فريد أن يتمم إجراءات الزواج منها ذهب لشقيقها محمد فوزي، ليطلب يدها منه طبقا للأصول المتعارف عليها، لكن فوزي قال له "أنا معنديش أخت اسمها هدى سلطان عشان تطلب يدها مني".

وعادت العلاقة بينها وبين محمد فوزي، وشقيقته هدى سلطان، جاءت بالصدفة، فقد علمت في أحد الأيام أنه مريض، وكان ذلك قبل مرضه الخطير بفترة، فرغبت في التواجد بجانبه، فاتصلت بزوجته مديحة يسري، وأخبرتها أنني أريد أن أراه لكني أخشى من ردة فعله عند رؤيتي، فقالت لها: "تعالي وهو هيحصل إيه يعني"، وبالفعل ذهبت لزيارته، وفور أن رآها فتح ذراعيه وضمها في أحضانه، وقال لها "وحشتيني أوي"، وهكذا انتهى الخلاف بيننا.