"سلسال الدم في المنيا لم ينتهي".. رئيس اللجنة الدينية ببيت العائلة في حواره مع "الفجر".. المعايرة سببًا رئيسيًا في الثأر

محافظات

بوابة الفجر


_ أناشد رجال الدين وعلماء الاجتماع والإعلام لمساندة رجال الأمن في القضاء على الثأر
_ "المرأة" سببًا أساسيا في التحريض على جرائم الثأر


تعددت جرائم القتل ثأرًا في الآونة الأخيرة داخل محافظة عروس الصعيد، فكان آخرها ذبح شاب وفصل راسة عند جسده أمام أعين المارة، ولم ينتهي الأمر على هذا بل وطلت علينا إحدي قرى المحافظة بعد مرور اسبوعين فقط على واقعة الذبح وفاه الدكتورة أمل أحمد بجامعة المنيا، بعد أن تلقت وابل من النيران هي وأسرته على خلفية خلافات ثأرية.

"الفجر" التقت بالشيخ نصر الدين محمد رئيس اللجنة الدينية لبيت العائلة المصرية بملوي للمصالحات وفض المنازعات للنقف على أهم الأسباب والدوافع للحد من الخلافات الثأرية وسلسال الدم الذي لم يتوقف في محافظة المنيا.

في بداية الحديث وضح لنا العوامل الأساسية التي تدفع المصريين عامة والصعايده خاصة للثأر؟

أن إنتشار ظاهرة الثأر في صعيد مصر، بعد انتقال عدد من القبائل اليمنية المهاجرة إلى مصر عند ظهور الغزو الإسلامي، حيث لم يعرف المجتمع قبلها "الثأر" أو يسجل التاريخ أي واقعة تدل على ذلك ولكم في رسول الله أسوة حسنة فقد سامح الوحشي وهو قاتل عمه حمزة بن عبد المطلب وهو احب الناس الي قلبه،فقيل لرسول الله هذا وحشي فقال: دعوه فإسلام رجل واحد أحب إلى من قتل ألف كافر. 

هناك عدة أسباب لأنتشار الثأر.. عرفنا عليها؟

من أهم أسباب انتشار ظاهرة "الثأر" والسبب الرئيسي هو "المرأة" التي تربي ابنائها علي حب الانتقام والاخذ بالثأر هي التي تحافظ علي العادات والتقاليد حتى لو فقدت جميع أبنائها.

ويأتي في المرحلة الثانية اقتناء السلاح لدى قبائل وعائلات الصعيد، فالصعيدي لا يجد راحته الا بوجود سلاحه يضع البندقية في منزلة الإبن فهي التي تشعره بالأمان فهي جيشه عند الحرب،وبعضهم يجيدون استخدام السلاح.

وأضاف "نصر الدين" أن هناك جريمة خطيرة يعاني منها المجتمع ألا وهي «المعايرة» وهو أن فلان من الناس يعاير أخاه المسلم ويحرضه لأخذ ثأره من العائلة الأخرى فتقع المشكلات وتقع القتلى بسبب شخص لا يتقي الله 
لايحق لأي مسلم أن يعير أخاه أو يؤذيه؛ لأن النهي في هذا جاء شديد الوعيد وفيه من شدة النهي: فمن ذلك: ما روي عن ثوبان عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: (لَا تؤذوا عِبَاد اللَّهِ، وَلَا تعيروهم، وَلَا تَطلُبوا عورَاتِهمْ، فإِنهُ من طَلَبَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ، طَلبَ اللَّهُ عورته حتى يفضحه فِي بيته).

وجود الروابط العائلية الكبيرة التي ينتمي إليها الفرد بصورة عميقة بالعادات والتقاليد، فضلا عن التعصب لأفراد العائلة أوالقبيلة، واعتبار مقتل أحد أفرادها أو الاعتداء عليهم نوع من التقليل من قوة العائلة ورجالها واحترام الناس لهم.

بالإضافة إلى البطالة وقلة الاهتمام السياسي والاقتصادي والثقافي بهم، وانتشار الجهل والفقر وضعف الإمكانيات المقدمة لهم، وانتشار ظواهر العنف والسلاح.

ودور الاعلام في المسلسلات التليفزيونية التي تبث للمشاهد اشكال العنف وكيف يثأر وكيف ينتقم وتقدم للمشاهد حب الانتقام والبلطجة زمان كانت تنتهي قصص الثأر في المسلسلات بأية قرأنية وموعظة وصلح للطرفين فهذه أكثر الأسباب لإنتشار ظاهرة الثأر واستمراره لعدة قرون.

ماهي أبرز المحافظات انتشارا للثأر؟


تعتبر محافظات "أسيوط وسوهاج وقنا والمنيا وبني سويف" الأكثر في انتشار حالات الثأر بين قبائلها، والتي خلفت وراءها آلاف القتلى، لعل أبرزها حادثة الثأر لعائلتين بسبب كارت شحن وجرائم اخري تدمي لها القلوب، كما وجدنا في محافظة المنيا ابرز جريمتين للثأر التي راحت ضحيتها دكتورة في جامعة المنيا متأثرة بطلقات مع زوجها وطفلها في ايام العيد الاضحي والجريمة الاخري لطالب كلية الاسنان الذين تربصوا به في سمالوط وقتلوه غدرا، انتقاما لمقتل أحد أفراد عائلتهم سابقا وتتعدد جرائم الثأر التي راح ضحيتها الكثير من الأبرياء قال الله في كتابه العزيز "ومن يقتل مؤمنًا متعمّدًا فجزاؤه جهنّم خالدًا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعدّ له عذابًا عظيمًا" صدق الله العظيم.

كيف يمكننا القضاء نهائيا علي ظاهرة الثأر في الصعيد؟


أن القضاء على ظاهرة الثأر ليس بالأمر السهل يحتاج إلى تكاتف الجميع وإتباع عدة خطوات، أهمها تعزيز الوازع الديني لدى الأفراد، وبيان أن "الثأر" ليس "القصاص" المذكور في القرآن، عندما نرفع شعار "أن الثأر جريمة وليست شرف وكرامة" وان تقف بجانب رجال الأمن ولن نتركهم بمفردهم في مواجهة هذه الظاهرة لابد أن نتكاتف جميعا علماء الاجتماع ورجال الدين والصحفيين والإعلاميي، وعلاوة على ذلك نشر العدالة في القري من خلال عدم التهميش الاعلامى له والاهتمام بمشاكله والعمل على سرعة حلها.


ولابد من تثقيف شبابنا والاهتمام بالمرأة لأنها الام وكما وصفها الرئيس عبد الفتاح السيسي بأن المرأة هي المجتمع كله ولابد من تجديد الخطاب الديني حتي تخرج لنا أجيال تبني الوطن فإذا اتحدنا جميعا نستطيع أن نخرج هذا الفكر المتطرف من بيننا.