د.حماد عبدالله يكتب: ماذا يحدث فى (العاصمة) !!

مقالات الرأي

بوابة الفجر



إن إهتمام القيادة السياسية (بالقاهرة العاصمة) جاء رداً على كل متسائل أمام قرار الدولة بإنشاء عاصمة إدارية جديدة شرق القاهرة ، كانت الأصابع تشير بالإتهام إلى صاحب القرار السياسى ، بأن إهمال القاهرة الثقافية ، التجارية ، والتاريخية ، لا يمكن أن يستمر ولذلك إتجهت الإرادة السياسية بقوة وحزم لإعادة شباب القاهرة العاصمة المصرية ، وهى اقدم عواصم الشرق الأوسط وهى المنارة وعاصمة النور للشرق كله ، وكنت قد كتبت فى عمود سابق عن ضرورة وجود نظرة إنسانية من سكان العاصمة إلى القاهرة قبل توجيه نظر مسئولى العاصمة الغراء ، ودعونى أعيد قرائة هذا العمود عن نظرتى إلى القاهرة.
ألا تحتاج شوارع القاهرة إلى ترابط وإنتماء سكانها إلى "أنحائها" "وأرجائها"؟؟
إن ذكريات سكان العاصمة (القاهرة) عن كل شارع وكل ركن فيها لا تخبو مع الزمن !
فهذا شارع قصر النيل وذاك شارع سليمان باشا وتلك ميادين وسط البلد 
طلعت حرب ومصطفى كامل وإبراهيم باشا ! وغيرهم .
كل سكان المحروسة إنطبع فى أذهانهم ويحملون فى ذكرياتهم صور جميلة لتلك الشوارع والميادين ومناسبات عديدة من أجازات وأعياد ومواعيد مع الأصدقاء وخاصة فى أمسيات الخميس من كل إسبوع !
حيث كان كثيرين من الشباب والكبار يأخذون مواعيد اللقاء فى أى من تلك الأماكن ليرتادوها سيراً على الأقدام ! أو الوقوف أمام أمريكين سليمان باشا أو المكوث فى جروبى قصر النيل ولاباس ! 
وأعرف كبار مثقفى مصر الجميلة حينما كان لهم مواعيد فى البن البرازيلى بجانب سينما ميامى وأشهرهم الأستاذ/أنيس منصور .
كما كان جروبى عبد الخالق ثروت لقاء الكبار من المصريون القاهريون خاصة فى حديقته المكشوفة على رشفات القهوة ودردشة الجرائد !
ولن أنسى "بار ريش "العريق فى سليمان باشا ولقاء الصفوة مساءاً!!كانت القاهرة جميلة هادئة رائعة !!
نراها فى أفلام الأبيض والأسود التى "تبقت" فى خزانة التليفزيون المصرى بعد أن هجرت معظمها تحت إسم الإستثمار فى الفضائيات
والسؤال !! هل نستطيع أن نفعل شيئاَ للقاهرة بدل التباكى على الماضى ؟؟
هل نستطيع كشعب للقاهرة أن يدهمنا النخوة على تلك المدينة التى نمتلكها  ونمتلك فيها ذكرياتنا ؟؟
هل المسئول الأول عن القاهرة (السيد المحافظ المعين كمكافئة نهاية خدمة)لدية نفس الأحساس الذى سردت منه بعض اللمحات ! أم أنه قادم للوظيفة كمحافظ من وظيفة حددت إقامته فى منطقة عمله السابق فقط!!
هل رؤساء أحياء القاهرة لديهم حساً جمالياَ بالقاهرة القديمة ؟  
لوكانت الأجابة نعم !! ماكان يستطيع أن يغمض جفن هذا المسئول أمام تدهور حال " وسط البلد " ماكان يغمض جفن أى وطنى قاهرى على تلك القاذورات والشوارع " المكسرة " !!والمطبات الغير انسانية فى الشوارع !! والمناطق المظلمة ، إهمالاً وفساداً فى الرؤية والذوق والحس العام !!
لا يمكن أن تكون العاصمة  مرتع للنشالين والمتسولين وأطفال الشوارع ! 
لا يمكن أن تكون العاصمة  قبيحة  سمجة الخلق  مخيفة لمرتاديها من السقوط فى بلاعة مفتوحة !!
لا يمكن ان يكون الشارع المصرى دون رصيف وإن وجد  فهو ملك للجائلين ولمفترشيه من الباعة واى نوع من الباعة أكثرهم يبيعون " الجوارب" " والبنس " والمشابك " و الرابسو " وأخر تقليعه يبيعون البدل والبلوفرات والفساتين المهربة من الجمارك !!شيىء لا يصدقه عقل قاهرى عجوز مثلى !
هل وصل بنا الحال الى عدم القدرة على تحريك مشاعر سكان العاصمة ومسئوليها إلى أن يختشوا على دمهم امام عاصمة جمهورية مصر العربية(القـاهـرة ) 
نعم كان القرار السياسى بأن تعود القاهرة إلى حضن " مصر" ، عاصمة النور والثقافة والحضارات المتتالية ، وها نحن نرى المبادرات فى أرجاء العاصمة الحبيبة ، هنا القاهرة