وعى الشعب ومشاركة أمهات الشهداء.. أبرز مشاهد انتخابات مجلس الشيوخ 2020

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية


على مدى يومين، شهدت مصر عرسا ديمقراطيا، بإقامة ماراثون انتخابات مجلس الشيوخ 2020، وهو الغرفة الثانية للبرلمان، التى تضمن تمثيل المجتمع بجميع أطيافه وتدعم الممارسة الديمقراطية.

وفور فتح لجان الاقتراع أبوابها أمام الناخبين، فى اليوم الأول، تابعت الهيئة الوطنية للانتخابات سير عملية التصويت فى اللجان كافة، مؤكدة على لسان رئيسها المستشار لاشين إبراهيم، نائب رئيس محكمة النقض، أن عملية التصويت تسير بصورة منتظمة، وأن جميع اللجان الفرعية على مستوى الجمهورية فتحت أبوابها في التاسعة صباحا واستقبلت الناخبين للإدلاء بأصواتهم، داعية الجميع إلى الالتزام بالإجراءات الوقائية لتجنب انتشار فيروس كورونا، لتكون البلاد صاحبة صورة مشرفة أمام دول العالم كافة، واستؤنفت العملية الانتخابية بدءًا من الساعة التاسعة من صباح اليوم الأربعاء، فى ثانى أيام الانتخابات، حتى انتهاء الموعد المحدد من قبل الهيئة الوطنية، فى التاسعة مساءً.

السيسى بين الناخبين
وفى اليوم الأول للاقتراع، كان الرئيس عبد الفتاح السيسى فى صدارة الناخبين، فحرص على الإدلاء بصوته والمشاركة فى هذا الاستحقاق الدستورى الذى يتكامل دوره مع مجلس النواب، لدعم القاعدة الديمقراطية، كما حرص الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، على الإدلاء بصوته، بمقر لجنته بالمدرسة المصرية اليابانية، بالحى الحادى عشر، فى مدينة الشيخ زايد، وشهدت لجان الانتخابات أيضا توافد جمع من الوزراء والسياسيين والفنانين والشخصيات العامة، خلال الساعات الأولى من اليوم الأول، للإدلاء بأصواتهم.

إجراءات صحية لتجنب الإصابة بكورونا
أما عن الإجراءات الصحية المتبعة لتجنيب الناخبين خطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد، بعثت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، برسالة طمأنة إلى جُموع المصريين، ممن لهم حق الانتخاب، للإدلاء بصوتهم، وممارسة حقهم الدستوري، على مأمونية مقار اللجان طبيًا ووقائيًا، بالتزامن مع إجراءات الدولة لمواجهة فيروس كورونا المستجد، ودعت المواطنين إلى المشاركة في الاستحقاق الدستوري لانتخابات مجلس الشيوخ، مشيرة إلى توافر جميع الخدمات الطبية اللازمة من فرق طبية، وسيارات إسعاف مجهزة في محيط المقرات الانتخابية، بالإضافة إلى رفع درجة الاستعداد للقصوى بجميع المستشفيات على مستوى الجمهورية، وذلك أثناء إدلائها بصوتها، صباح اليوم الأول للاقتراع، بمقر لجنتها الانتخابية بمدرسة مصطفى كامل الإعدادية بنين، في منطقة مصر الجديدة.

مسيرات داعية للمشاركة فى التصويت
نظم عدد من داعمي المرشحين في انتخابات مجلس الشيوخ 2020، مسيرة جابت شوارع وسط البلد، وذلك لتشجيع المواطنين على المشاركة فى الاستحقاق الدستوري، حاملين لافتات بعبارات "انزل شارك.. صوتك أمانة"، كما رفعوا علم مصر.

وجابت المسيرة شوارع القاهرة، بالأغاني الوطنية، والاحتفالات لبث الحماس في نفوس المصريين، وتشجيعهم على المشاركة. 

لجان الاقتراع تحتفى بأمهات وزوجات الشهداء
واستقبلت لجان الاقتراع عددا من أمهات وزوجات الشهداء، اللاتى حرصن على التوجه إلى مقرات لجانهن، للإدلاء بأصواتهن، والمشاركة فى ذلك الاستحقاق الدستورى، بما ينعكس على استقرار الحياة السياسة، واستقرار الوطن الذى ضحى من أجله أبناؤهم الشهداء بأرواحهم، وبذلوا من أجله دماءهم.

والدة الشهيد الرائد مصطفى يسرى عميرة، كانت من أوائل الحريصين على المشاركة فى الانتخابات، فتوجهت متكأة على عكازها، للإدلاء بصوتها فى اللجنة التى تتخذ من المدرسة التى تحمل اسم نجلها الشهيد مصطفى يسرى عميرة مقرا لها، وهى اللجنة رقم 324 بمصر الجديدة.

ومنذ أن علموا بقدومها إلى لجنتها الانتخابية، حرص عدد من رجال الشرطة المكلفين بالتأمين على مرافقتها، ومساعدتها فى الوصول إلى اللجنة والإدلاء بصوتها فى ذلك الاستحقاق الدستورى، بينما ارتفعت أصوات الأغانى الوطنية أمام اللجنة.

وفى البحيرة، وتحديدا فى مركز أبو حمص، تصدرت والدة الشهيد مصطفى عبد النبى، الذى لقى ربه شهيدا فى إحدى العمليات الإرهابية بسيناء، المشهد الانتخابى، انطلاقا من حرصها على دعم بلادها التى ضحى من أجلها نجلها وفلذة كبدها.

وبحفاوة شديدة، استقبلت لجنة مدرسة الغابة الابتدائية المشتركة، والدة الشهيد مصطفى عبد النبى التى توجهت إلى مقر اللجنة، وأدلت بصوتها، وبين يديها لافتة تحمل اسم وصورة نجلها الشهيد.

وقالت والدة الشهيد إنها حرصت على المشاركة فى الاقتراع الخاص بانتخابات مجلس الشيوخ 2020، دعما لأرواح الشهداء، التى بذلوها رخيصة فى سبيل وطنهم، ومن بينهم نجلها الذى فقدته شهيدا للواجب.

وأكدت والدة الشهيد أن المصريين عليهم ألا يهدروا تضحيات الشهداء، وأن يستكملوا ما بدأ من مسيرة إنجازات، حفاظا على مقدرات الوطن وعلى الحقوق الدستورية والتشريعية، داعية جموع المصريين إلى المشاركة فى عملية التصويت، التى تعتبر بمثابة مساندة الدولة المصرية.

وفى محافظة الشرقية، حرصت سكينة فؤاد، زوجة أول شهيد فى أحداث فض اعتصام رابعة، الشهيد عقيد أركان حرب هانى سليمان، على الإدلاء بصوتها فى انتخابات مجلس الشيوخ.

وتوجهت زوجة الشهيد إلى لجنتها بمدرسة اللغات الكائنة بمدينة الزقازيق، رافعة علم مصر، وهناك استقبلها الناخبون، ومسئولى اللجنة بحفاوة، عرفانا بتضحيات زوجها الشهيد.

وقالت زوجة الشهيد، إن المشاركة فى عمليات التصويت واجب ونى على كل مصرى محب لبلده ومخلص لها، داعية الجميع لأن يتحملوا مسئولياتهم تجاه وطنهم، وألا يترددوا عن المشاركة فى ذلك الاستحقاق.

كبر سنهم لم يمنعهم من أداء واجبهم الوطنى
وكالعادة، لم يمثل عامل السن مشكلة لدى كبار السن، إذ لم يمنعهم ذلك من المشاركة فى الانتخابات على مدى اليومين.

حرص الحاج عيسى درويش، وهو فلاح مسن، من أبناء محافظة الفيوم، على الإدلاء بصوته، إذ توجه راكبًا الحمار إلى لجنة السادات الإعدادية المواجهة لمبنى ديوان عام محافظة الفيوم.

كما تصدر المشهد الانتخابى فى لجان مدينتي ملوي والمنيا، كبار السن من الجنسيين، الذين حرصوا على التواجد أمام اللجان الانتخابية مبكرا للإدلاء بأصواتهم، الأمر الذي دعا عددًا من رؤساء اللجان إلى توفير مقاعد لهم لمنع تكدسهم أمام اللجان الانتخابية.

فى الشرقية، وخلال اليوم الثانى للانتخابات، أدلت الحاجة فهيمة على السيد، التى تبلغ من العمر 107 سنوات، وهي أكبر معمرة في المحافظة، بصوتها، فى مقر لجنتها الانتخابية بالوحدة المحلية في سنجها، التابعة لمركز كفر صقر.

وأكدت الحاجة فهيمة حرصها على المشاركة في الانتخابات، وقالت: "أنا بحب البلد والرئيس عبد الفتاح السيسي، وشاركت في الانتخابات عشان خاطر السيسي، وعشان بلدنا تبقى مستقرة، وبقول للشباب إنهم لازم يشاركوا ويتوجهوا للجان عشان البلد".

كما لم تمنع معاناة محمد سيد زين، البالغ من العمر 72 عاما، الذى بترت ساقاه، من أداء واجبه الوطني للإدلاء بصوته في انتخابات مجلس الشيوخ بلجنته في مدرسة العقاد بمنطقة المطرية.

فعلى بكرسي متحرك، وبمساعدة رجال الأمن، أدلى المسن بصوته، لاختيار من يمثله في مجلس الشيوخ.

وعن سبب مجيئه إلى لجنة الانتخابات رغم ظروفه الصحية التى لا تتحمل الحركة، قال: "واجبي تجاه وطني مفيش أي ظروف تمنعه" مضيفا: "البلد ياما اديتنا كتيير، وليها حق علينا، ولازم نقف جمبها في كل الظروف".

وحرص مستشار اللجنة رقم 250 بالمدرسة على مساعدته فى الإدلاء بصوته، والتأني في اختيار المُرشحين مانعًا الجميع من الاقتراب إليه لضمان عدم التأثير عليه لانتخاب مرشح بعينه.

وفى نفس المدرسة، حرص رجل وسيدة من كبار السن، على الإدلاء بصوتيهما، رغم ظروفهما الصحية، التى دعت الرجل إلى الاستعانة بعكاز للاتكاء عليه.

وفى محافظة الغربية، قام المستشار سامح برغوت، رئيس اللجنة الفرعية 164، بالانتقال إلى خارج اللجنة لاستقبال إحدى السيدات من كبار السن، ومساعدتها على الإدلاء بصوتها، وقدمت السيدة التى تدعى ماجدة محمد، وتبلغ من السن 70 عاما، الشكر لرئيس اللجنة ومسئوليها، لتسهيل العملية الانتخابية موجهة رسالة للشباب بضرورة المشاركة.

المرأة بطلة المشهد في انتخابات مجلس الشيوخ
فى كل استحقاق دستورى، دائما ما تكون سيدات مصر هن كلمة السر، إذ تحضرن وبقوة، تتصدرن صفوف الناخبين، فتصدرت السيدات المشهد الانتخابى، بلجنة مدرسة انصاف سري الثانوية بنات بالزيتون، أثناء الإدلاء بأصواتهن، فى اليوم الأول، وسط انتشار الشرطة النسائية وقوات الأمن، وحرصت الناخبات على حمل علم مصر.

وشهدت لجان مدينتي ملوي والمنيا، إقبالا ملحوظا من جانب السيدات اللاتى حرصن على المشاركة فى الانتخابات والإدلاء بأصواتهن.

وفى يوم الانتخابات الثانى، شهدت محافظة الدقهلية تزايد إقبال الناخبين، وخصوصا السيدات على لجان الاقتراع المختلفة للإدلاء بأصواتهن.

أما فى البدرشين، جنوب محافظة الجيزة، فقد توافد الناخبون على مقار اللجان الانتخابية، للإدلاء بأصواتهم، وكانت السيدات الأكثر حضورا على مدار العملية الانتخابية فى يومها الثانى.

وتوافد الناخبون على مقار اللجان الانتخابية، بمنطقة إمبابة، شمال محافظة الجيزة، للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات، وكسابقتها، كانت السيدات الأكثر تواجدا في ثاني أيام الانتخابات.

البركة في الشباب
ولم يكن شباب مصر ببعيد عن المشهد، خصوصا خلال يوم الانتخابات الثانى، الذى جاء ليتواكب مع الاحتفال باليوم العالمى للشباب.

فشهدت لجان مدرسة التوفيقية الثانوية بنين بشبرا مصر، اليوم الأربعاء، إقبالا ملحوظا من جانب الشباب، وذلك للإدلاء بأصواتهم، حيث قام عدد من منظمى اللجان الانتخابية بمساعدتهم فى الوصول إلى لجانهم للمشاركة في العرس الديمقراطى، والإدلاء بأصواتهم داخل صنادق الاقتراع.

وفى محافظة الإسكندرية، تباينت الفئات المشاركة في انتخابات مجلس الشيوخ بين كبار السن والشباب والسيدات والرجال، لكن كان حضور الشباب هو الأبرز خلال اليوم الثانى من انتخابات مجلس الشيوخ 2020.

الشرطة بين تأمين اللجان وخدمة الناخبين
وتجلى دور الشرطة المصرية فى إنجاح العملية الانتخابية، عبر وقوف عناصرها ليس فقط من أجل تأمين لجان الاقتراع، وإنما أيضا لخدمة الناخبين.

ففى اليوم الأول للانتخابات، وفى لجنة مدرسة مجدي محمد حسن ببولاق الدكرور، قدم رجال الشرطة المساعدة لمسنة في العقد الخامس من عمرها، عبر السماح لها بالتصويت خارج اللجنة، من خلال توفير الورقة الانتخابية الخاصة بها فى الخارج.

وفى اليوم الثانى لانتخابات، استجاب قطاع أمن القاهرة، لاستغاثة مواطن كفيف يرغب في الإدلاء بصوته، إذ ورد بلاغ لغرفة عمليات نجدة القاهرة من المواطن فاروق عادل يفيد بأنه يبلغ من السن 83 سنة، بالمعاش، ولديه الرغبة فى التوجة إلى لجنته الانتخابية للإداء بصوتة، ونظرًا لسوء حالة الصحيه وكبر سنه، قرراللجوء لشرطة النجدة لمساعدته فى ذلك.

على الفور، تم توجيه مأمورية لاصطحابه إلى المقر الانتخابي الخاص به، وتسهيل إجراءات الاقتراع، وإعادته إلى منزله مرة أخرى، وبالانتقال إلى مقر إقامته بشارع عبد العزيز إسماعيل، من شارع أحمد أمين، بدائرة قسم شرطة النزهة، والاستعلام عن المركز الانتخابي الخاص به، تبين أنه بلجنة مدرسة الليسيه حرية بدائرة القسم، فتم توفير كرسى متحرك، وتم اصطحابه إلى اللجنة، وقام بالإدلاء بصوته ثم اصطحبته قوات الشرطة مرة أخرى إلى منزله.


رئيس الوزراء يشكر الجهات المشاركة في تنظيم الانتخابات
بعدما بذلته من جهد ساهم فى إنجاح العملية الانتخابية، وجه الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الشكر لكل الجهات التي شاركت في تنظيم انتخابات مجلس الشيوخ، خصوصا أنها تأتي في ظل تحديات دقيقة، ولا سيما مع استمرار أزمة جائحة كورونا.


تشكيل المجلس
ويُشكل مجلس الشيوخ من 300 عضو، يُنتخب ثلثا أعضائه بالاقتراع العام السري المباشر، ويعين رئيس الجمهورية الثلث الباقي، على أن يخصص للمرأة ما لا يقل عن 10% من إجمالي عدد المقاعد.

مدة عضوية مجلس الشيوخ 5 سنوات ميلادية، تبدأ من تاريخ أول اجتماع له، ويجري انتخاب المجلس الجديد خلال الستين يومًا السابقة على انتهاء مدته.

ينتخب مجلس الشيوخ في أول اجتماع لدور الانعقاد السنوى العادي الأول؛ الرئيس والوكيلين لمدة الفصل الفصل التشريعى، وذلك بالأغلبية المطلقة لعدد الأصوات الصحيحة التى أعطيت، ويرأس جلسة المجلس هذه أكبر الأعضاء الحاضرين سنا، وتكون عملية الانتخاب سرية، وتجرى في جلسة علنية أو أكثر، بالتعاقب للرئيس ثم الوكيلين، ويعلن رئيس الجلسة انتخاب رئيس المجلس، ويباشر مهام الرئاسة فور إعلان انتخابه.

ويشترط لاستمرار العضوية، احتفاظ العضو بالصفة التى تم انتخابه على أساسها، فإن فقد هذه الصفة، أو غير انتماءه الحزبى المنتخب على أساسه، أو أصبح مستقلًا، أو صار المستقل حزبيًا، تسقط عنه العضوية بقرار من مجلس الشيوخ بأغلبية ثلثى أعضاء المجلس.