جدل قبطي بسبب انخراط الكنيسة في العمل السياسي بعد قيام الأنبا بولا بتشكيل غرفة عمليات لمتابعة انتخابات " الشيوخ"

أقباط وكنائس

بوابة الفجر


في ظل حالة العُرس الانتخابي الذي تشهدها مصر حاليًا بانتخابات مجلس الشيوخ، حيث شكلت العديد من الأحزاب والمجالس والهيئات؛ غرف عمليات لمتابعة سير العملية الانتخابية، ولأول مرة تدخلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المتمثلة في الانبا بولا، مطران طنطا، بتشكيل غرفة عمليات لمتابعة سير انتخابات مجلس الشيوخ 2020، فيما كشفت مصادر مُطلعة من داخل أروقة المقر الباباوي عن لقاءات مطران طنطا مع ثلاثة مرشحين اقباط لدعمهم في حزب الأغلبية، مما تسبب موقف الأنبا بولا بين مؤيد ومعارض من قبل الاقباط.

هدفها تشجيع أبناء الكنيسة للمشاركة:

وعلق كريم كمال، الكاتب والباحث في الشأن السياسي والقبطي ورئيس الاتحاد العام لأقباط من اجل الوطن على غرفة العمليات لمتابعة الانتخابات في مطرانية طنطا قائلًا: إن غرفة العمليات التي اقامها نيافة الانبا بولا، مطران طنطا في المطرانية تندرج تحت عمل مجموعات المواطنة في الكنيسة وهدفها تشجيع أبناء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية للمشاركة في الاستحقاقات الانتخابية المختلفة.

وأضاف "كمال"، أن حسب متابعته للموقف لم يقوم نيافته أو أي من أفراد تلك المجموعة بتوجيه الناخبين نحو مرشح معين ولكن الهدف هو المشاركة بشكل عام حتى يكون لكل ابناء الوطن صوت في اختيار من يقوم بالتشريع المجالس النيابية المختلفة.

وأكد أن قيام الكنيسة بترسيخ فكر المواطنة والتشجيع على المشاركة دون توجيه يأتي في إطار دورها الوطني الذي يستحق الإشادة والتقدير، لافتًا إلى أن هناك فرق كبير بين الدعوات للمشاركة في الانتخابات وبين توجيه الناخبين لحزب معين أو أشخاص محددين؛ مؤكدًا أنه لم يحدث على الإطلاق خلال العملية الانتخابية الحالية حسب معلوماته ومتابعته لها.

أمور ليست من اختصاصات الكنيسة:

فيما لفت هاني عزت، مؤسس ورئيس رابطة الأحوال الشخصية للأقباط، إلى أن قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، قد قال منذ تجليسه بأنه إذا دخل الدين في السياسة يتلوث، مؤكدًا أن وقداسته بحكم منصبه هو الوحيد الذي يمكن أن يتحدث سياسيًا وروحيًا، مشيرًا الي أن ما وصفه مطران طنطا لكي ينشئ مثل هذه الغرفة ويجعل خدام ينفرغون لأمور ليست من اختصاص الكنيسة.

وأكد" عزت" في تصريحات خاصة إلى بوابة الفجر، أن المسيح له المجد لقد قال في الكتاب المقدس "اعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله"، مضيفًا: أن من وجهة نظره الشخصية ان غرفة العمليات هي من اجل مرشحين بعبنهم ولدعمهم، مؤكدًا أنها ليست المرة الأولى يفعلها الأنبا بولا، فهو يتولى هذه الامور ويعشقها لأنه كان يرغب في منصب سياسي بعينه بحسب وصفه.

وأكد مؤسس ورئيس رابطة الأحوال الشخصية للأقباط، أن الكنيسة هي مؤسسة روحية طاهرة، قد يلوثها هذه التصرفات الغير لائق من أجل شهوة سلطان زائف بحد قوله.

كان الأنبا بولا، مطران إيبارشية طنطا وتوابعها للأقباط الأرثوذكس، قد ترأس لليوم التالي؛ منذ بدء فتح اللجان الانتخابية والاقتراع بالتصويت لاختيار أعضاء جدد في مجلس الشيوخ هذا العام؛ غرفة عمليات لمتابعة سير العمالية الانتخابية.

ويوضح في الصور، أن هناك طوابير من الشعب القبطي يقفون أمام مطران طنطا وهو جالسًا أمام احدى كنائس الإيبارشية عقب إقامة القداسات، وذلك للإدلاء بأرقامهم القومية لمعرفة لجانهم الانتخابية، ويظهر ايضًا وجود شباب من كشافة الكنيسة لتنظيم الشعب، كما يوجد كهنة لمشاركة نيافته في غرفة العمليات.

ودشن نيافته، عدد من غرف العمليات في جميع كنائس الإيبارشية، حيث قام بتفقد جميع الكنائس التي بها هذه الغرف للمتابعة مع اللجنة الوطنية المكونة من شباب الايبارشية متابعة أخر التطورات التي تقوم عليها عملية التصويت داخل اللجان.


وتفقد نيافته بعض الكنائس منها غرفة عمليات خدام المواطنة لمتابعة الانتخابات بكنيسة السيدة العذراء بالصاغة، غرفة عمليات خدام المواطنة لمتابعة الانتخابات بكنيسة الانبا انطونيوس والانبا كاراس بالعجيزي، وغرفة عمليات خدام المواطنة لمتابعة الانتخابات بكنيسة رئيس الملائكة الجليل ميخائيل بطنطا، وغرفة عمليات خدام المواطنة لمتابعة الانتخابات بكنيسة ابي سيفين والامير تادرس بطنطا، وغرفة عمليات لمتابعة الانتخابات بكاتدرائية الشهيد العظيم مار جرجس وشهداء طنطا الابرار.