البطريرك الراعي يصلي من أجل 155 ضحية وايجاد 60 مفقودًا في انفجار بيروت

أقباط وكنائس

بوابة الفجر


ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي،أمس الأحد القداس الإلهي في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان وللمناسبة ألقى الكاردينال الراعي عظة تحت عنوان "كانَ يَسعَى زكَّا لِيَرَى مَن هُوَ يَسُوع"
ونقلًا عن الموقع الإلكتروني للبطريركية المارونية قال البطريرك الماروني إنَّ "سعيَ زكَّا، رئيس العشَّارين والغنيّ، ليرى من هو يسوع"، أدَّى إلى لقائه وجدانيًّا في بيته، فانقلبت حياتُه كلُّها، أجرى توبةً شاملة، إذ أقرَّ بخطيئتيه الجسيمتين، وقرَّرَ أن يُعوِّض عنهما بإعطاء نصف أمواله للفقراء، الذين لم يكن ليكترث لهم، وأن يردَّ للذين ظلَمَهم في جباية العشر أربعة أضعاف. فأعلَنَ يسوع حينئذٍ "إنَّ الخلاص دخلَ بيتَه". وأضاف: "إنَّ ابن الانسان جاء يطلب ويحيي من كان هالكًا".

تابع البطريرك الراعي يقول مطلوبٌ من كلِّ إنسان أن يتوق إلى الله، أن يبحث عنه، أن يسعى إلى معرفته ولو برؤيةٍ سريعة كما فعلَ زكَّا. ولكن لم يكن "سعيُه ليرى من هو يسوع" مجرَّد نظرةٍ فضوليَّة، بل كان رغبةً صادقةً من القلب. ولهذا السَّبب نسي مكانته الاجتماعيَّة كرئيسٍ للعشَّارين معروف بغناه، فتسلَّقَ كالأولاد جمَّيزةً ليرى يسوع الذي كان مزمعًا أن يمرَّ من هناك. وإذا بيسوع، الذي يقرأ في النَّوايا والقلوب، يفاجئه، فيدعوه باسمه، ويُعرِب عن رغبته في زيارته ببيته. وفيما كان الجمع الكثير المرافق ليسوع يتذمَّر منه وينتقده في الخارج ويقول: "في بيت رجلٍ خاطئ دخلَ ليبيت"، كان زكَّا يولد من جديد، ويقوم بفعل توبةٍ عظيم، ويبدأ مسلكًا جديدًا في الحياة.

أضاف البطريرك الماروني يقول بقلبٍ يعتصره الحزن والألم ممزوجين بالرَّجاء للانفجار الهائل الغامض الذي وقعَ في مرفأ بيروت عصر الثلاثاء 4 اغسطس، نقدِّمُ هذه الذَّبيحة الإلهيَّة معكم لراحة نفوس الـ 155 ضحيَّةً بريئة وعزاء عائلاتهم، ولشفاء الـ 5000 جريحًا من بينهم 120 في حالةٍ حرجة، ولإيجاد الـ 60 مفقودًا، ومساعدة أصحاب الـ 8000 بيتًا متضرِّرًا، والـ 300.000 نازحًا، ومالكي السَّيَّارات والشَّاحنات والباصات التي أُتلِفَت حريقًا أو تدمَّرت بالانهيارات، ولإعادة ترميم وبناء ما تهدَّمَ في المستشفيات والمدارس والكنائس ودور العبادة والمؤسَّسَات العامَّة والخاصَّة الصِّناعيَّة والتِّجاريَّة والسِّياحيَّة وسواها من معالم بيروت الهندسيَّة التَّاريخيَّة الجميلة. إنَّها كارثةٌ هزَّت دول العالم. ومن حقِّها، إذ تمدُّ لبنان بالمساعدات السَّخيَّة والمحبَّة، أن تُعرف أسبابها الغامضة، والمرجعيَّة المحفوظة لها منذ ستّ سنوات هذه الكمِّيَّة الهائلة من الموادّ المتفجِّرة في أخطر مكانٍ من العاصمة، والغاية من وجودها. إنَّهَا جريمةٌ موصوفةٌ ضدَّ الإنسانيَّة. ومن الواجب الاستعانة بتحقيقٍ دوليّ لكشف حقائقها كاملة وإعلانها، مع وجوب محاسبة كلِّ مسؤولٍ عن هذه المجزرة والنَّكبة مهما علا شأنه.