بعد اكتشاف تمثال لأحد كهنتها.. تعرف على حتحور التي قدسها قدماء المصريين

أخبار مصر

التمثال
التمثال


كشفت أعمال إنقاذ الحفائر الجارية في أحد أراضي الأهالي في منطقة ميت رهينة عن تمثال لأحد كهنة المعبودة حتحور، والتمثال من نوع الكتلة، حيث أنه كتلة واحدة وتم تشكسلها تمثالًا. 

وعن المعبودة حتحور قال مجدي شاكر كبير أثريين، إنها واحدة من أهم وأشهر المعبودات المصرية، بل ومن أوسعها انتشارًا على الإطلاق ويرجح البعض ظهور عبادتها منذ عصور ما قبل التاريخ، بينما يرى آخرون أنها ظهرت منذ بداية الدولة القديمة، وذلك على أساس أن الأدلة التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ وبداية الأسرات غير مؤكدة النسب لحتحور؛ حيث أن بعض هذه الأدلة ثبت أنها تمثل المعبودة "بات"، وليس "حتحور".

وأوضح في تصريحات إلى الفجر، أن الربة "حتحور" ظهرت بصور وخصائص مختلفة، وعبدت في أماكن عديدة في مصر كلها، وعرفت كربة للموسيقى، والحب، والعطاء، والأمومة، واندمجت مع الربة "إيزه"، وقورنت في بلاد اليونان والرومان بالإلهة "أفروديت" (فينوس).

وترجع الجذور الأولى للربة "حتحور" إلى عبادة وتقديس البقرة الوحشية منذ ما قبل وبداية الأسرات، والتي قدست آنذاك كتجسيد للطبيعة والخصوبة، وارتبطت بفكرة الربة الأم، وربطها البعض بالأشكال الأنثوية (الصدر العظيم للربة الأم)، والتي ترجع إلى عصور ما قبل الأسرات، وتم الربط في هذه التماثيل مع الصورة الأولى لشكل "حتحور".

وأشار شاكر إلى أن اسم "حتحور" عُرف منذ العصر العتيق تقريبًا، وذلك من خلال أسماء وألقاب الكهنة، التي وردت على نقوش الأختام من هذه الفترة، من خلال لقب (كاهن "حتحور" في جميع أماكن العبادة)

وتابع أن الشعائر والطقوس الدينية التي أقيمت لها، فقد تأسست على الأرجح منذ الأسرة الرابعة تقريبًا، وهناك شواهد على وجود كهنة من الرجال والنساء في العديد من أماكن عبادتها منذ الأسرة الرابعة على أقل تقدير، لارتباطها بالأمومة، ثم بالمعبود "رع" والملكية بوصفها أمًا للمعبود "حورس" الملك، وابنة للمعبود "رع" منذ أن أصبح لعقيدة الشمس شأن كبير، تكونت لها علاقة بالشعائر والعقائد

وقال شاكر أن هذه الربة ظهرت على شكل لبؤة، أو أنثى برأس لبؤة، يعلو رأسها قرص الشمس وثعبان الكوبرا والباروكة، وترتدى "سخمت" رداء حابكًا ملونًا باللون الأحمر غالبًا، وذلك يعكس طبيعتها، حيث نعتت بـ (سيدة الخطوط الحمراء)، والذى قد يرمز لطبيعتها كرب كلة لمصر السفلى، أو ربما كربة محاربة.

ورغم كون "منف" هي مركز عبادتها الرئيسي، حيث عبدت كعضو في الثالوث المنفي مع "بتاح" و"نفرتم"، إلا أن هذه الربة حظيت بالعديد من المعابد في مناطق عديدة أخرى. فقد شُيدت مقصورة لها في "أبو صير"، كما ظهرت في نقوش العديد من المعابد حتى العصرين اليوناني والروماني. 

وختم شاكر قائلًا، يوجد معبد لعبادتها في صورتها "سخمت- حتحور" في "كوم الحصن" غرب الدلتا، وتشير العديد من الفقرات والتعاويذ إلى أنها حظيت بدور هام وواسع في العلاج بالسحر، وكانت رؤوس الأعمدة في المعابد تزين تيجانها برؤوس حتحور وهناك ما يسمى بصلصال حتحور كانت آلة موسيقية في طقوس المعابد وكان لها معبد خاص بها في مدينة دندرة وارتبطت بأحجار فيروز سيناء ذات اللون الأزرق والأخضر.