فارس الأحلام.. القصة الكاملة لتعاطف ماكرون مع الشعب اللبناني

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية


شهدت الأيام الماضية تعاطفا عربيا ودوليا كبيرا مع لبنان، الذى لم يفق من أزماته المتلاحقة، فمع استمرار أزماته الاقتصادية، وقع البلد العربى فى أزمة جديدة، لكنها أزمة إنسانية وكارثية، ربما لا تقوى على تحملها اقتصاديات الدول المتقدمة، فمال الظن بدولة على شفا حفرة من الانهيار.

ويبدو من بين المتعاطفين مع لبنان، الرئيس الفرنسى، إيمانويل ماكرون، الذى يقف إلى جوار لبنان فى أزمته الأخيرة التى وقعت بتفجير مرفأ بيروت، مما أودى بحياة العشرات، فضلا عن مئات المصابين والمشردين، الذين وصل عددهم إلى نحو 300 ألف شخص، نتيجة للدمار الذى لحق بالعاصمة بيروت من جراء التفجير.

زيارته إلى لبنان
ففور وقوع كارثة تفجير مرفأ بيروت، حرص الرئيس الفرنسى على زيارة لبنان، فكان أول رئيس على مستوى العالم يزور البلد المنكوب بعد الانفجار، ولم تكن تلك الزيارة مستغربة، ولكنها كانت خطوة طبيعية، نظرًا لتعاطى فرنسا مع لبنان بشكل مستمر، رغم أن العلاقة بين البلدين ومتشعبة، ولم تح يوما بإجماع اللبنانيين.

وخلال زيارته للبنان، تفقد الرئيس الفرنسى شارع الجميزة الأثرى فى شرق العاصمة اللبنانية بيروت، الذى طاله دمار هائل جراء انفجار المرفأ، واستقبله لبنانيون بهتافات عدة كان من بينها: "ساعدونا"، و"أنتم أملنا الوحيد"، مما دعا الرئيس الفرنسى إلى طمأنتهم، وأكد لهم أن بلاده لن تتوانى فى جمع المساعدات وإيصالها للبنانيين، كما أخبرهم بأنه سيقترح على السياسيين اللبنانيين ميثاقا جديدا للخروج من الأزمة الاقتصادية السياسية التى تعصف بالبلاد منذ أشهر عدة.

الوفاء بالوعد
ولم يكن ماكرون لينقض عهده الذى عهد به إلى اللبنانيين، إذ أنه بدأ بالفعل فى دعم لبنان، فاستضاف نظيره الأمريكى دونالد ترامب، وزعماء سياسيين آخرين اليوم الأحد، فى مؤتمر للمانحين عبر تقنية الفيديو تحت رعاية الأمم المتحدة، لجمع مساعدات طارئة من أجل لبنان بعد الانفجار الهائل الذى وقع فى بيروت الأسبوع الماضى.

وفى مستهل المؤتمر الدولى الذى عقد عبر تقنية الفيديو، دعا الرئيس الفرنسي إلى التحرك سريعا وبفعالية لضمان وصول المساعدات مباشرة إلى الشعب اللبنانى، كما دعا السلطات اللبنانية إلى التحرك لتجنيب البلاد الغرق وللاستجابة للتطلعات التى يعبر عنها الشعب اللبنانى حاليا بشكل مشروع فى شوارع بيروت، مؤكدا أن الجميع عليه أن يفعل ما بوسعه حتى لا يسيطرالعنف والفوضى على المشهد فى لبنان.

مجرد بداية
وبحسب ما أوردته وكالة "رويترز" قال ماكرون: "دورنا أن نكون بجانب الشعب اللبنانى، ولا بد لنا من بناء استجابة دولية تحت تنسيق الأمم المتحدة، كما يتعين علينا العمل سريعا، ويجب أن تذهب هذه المساعدات مباشرة إلى حيث يحتاجها الناس على الأرض، فالأموال التى جمعت اليوم يجب أن تكون مجرد بداية.

وبحسب تقديرات، قد تحتاج بيروت إلى مليارات الدولارات لإعادة بنائها، ويتوقع اقتصاديون أن يمحو الانفجار ما يصل إلى 25% من الناتج المحلى الإجمالى للبلاد.