من داخل أكسفورد.. عالم مصري يكشف اللمسات الأخيرة لـ لقاح كورونا.. ويحذر من الموجة الثانية (حوار)

أخبار مصر

بوابة الفجر


تتجه أعين العالم هذه الأيام، نحو جامعة أكسفورد، أقدم جامعات إنجلترا السبع العتيقة، في ترصد وترقب لما يدور خلف أروقة معهد "إدوارد جينر"، الذي يضم في معامله الضخمة مئات الباحثين والعلماء والأطباء، الذي يواصلون الليل بالنهار لإنتاج سفينة نوح، التي تنقذ العالم من أنياب فيروس كورونا المستجد، بـ لقاح أكسفورد المنتظر، قبل أن تضرب الموجة الثانية من الفيروس التاجي كوفيد 19 العالم، بحلول فصل الشتاء، وفق ما أشار إليه أغلب العلماء.

أجرت "الفجــر" حوارًا مع العالم المصري الوحيد المشارك في إنتاج اللقاح، وهو الدكتور أحمد محمود سالمان، والذي كشف تفاصيل ومفاجآت جديدة وفريدة عن إنتاج لقاح أكسفورد، ومحطات إنتاجه وتصديره، فضلا عن رغبته في إنشاء مركز بحثي متخصص في مصر لأبحاث الفيروسات.

وإلى نص الحوار:-

- في البداية حدثني عن الفريق البحثي المتعاون لإيجاد لقاح فيروس كورونا؟ ومتى بدأ الفريق العمل على إيجاده؟

بدأ فيروس كورونا أواخر ديسمبر 2019 في الصين وتوقع الجميع أن ينتهي خلال فترة بسيطة مثل "السارس" عام 2002 أو "متلازمة الشرق الأوسط التنفسية" عامي 2012 - 2013 في جزيرة العرب، ولكن "كوفيد 19" تسبب في ذعر على مستوى العالم، وضربه من شرقه لغربه دون هوادة.

وبدأت أوكسفورد العمل على اللقاح بداية يناير الماضي عندما انتشر التركيب الجيني للفيروس المسبب للمرض في مدينة ووهان الصينية، وبدأ العمل بصورة محددة أكثر خلال مجموعة من معهد "إدوار جينر" لأبحاث اللقاحات والأمراض المعدية.

وترأست المجموعة التي عملت على إيجاد اللقاح الدكتورة "سارة جلبرت" وهي المسؤولة عن مجموعة الأمراض المنبثقة والتنفسية مثل الأنفلونزا والأمراض التي تحدث نتيجة ظهور مفاجىء.

- من كم طبيب وباحث يتكون الفريق البحثي؟

تكون الفريق من 15 باحثًا في البداية، وبزيادة الحالات وانتشار الفيروس بصورة أكبر في أوروبا خلال شهر مارس الماضي، بدأ يأخذ اهتمام أخر في معهد "إدوار جينر" بجامعة أوكسفورد، حتى وصل إلى أكثر من 50 مجموعة بحثية وأكثر من 400 باحث للعمل على الأمراض المعدية المختلفة لتطوير اللقاحات متضمنة عدة أمراض مثل الملاريا والتهاب الكبد الوبائي والإيدز والدرن.

- كيف تعامل "إدوارد جينر" مع مستجدات الوضع الوبائي؟

ومع تطور الوضع الوبائي بداية أبريل الماضي بدأ معهد "إدوارد جينر" برئاسة البروفيسور "أدريان هيل" البحث عن أشخاص لديهم خبرة في تطوير اللقاحات المطلوبة للكوفيد 19، وتطوع أكثر من 150 شخص بين طبيب وباحث وعالم وبروفيسور من تخصصات مختلفة.

وحاليًا تطور الوضع، حتى سجل أكثر من 10 آلاف متطوع داخل إنجلترا وخارجها، للعمل على المرحلة الثالثة من التجارب السريرية التي يتم جزء منها في جنوب أفريقيا والبرازيل، كما يبدأ خلال الفترة القامة في الولايات المتحدة الأمريكية.

- ما المعايير التي طور على أساسها علماء أوكسفورد لقاح كورونا؟

المعايير الأساسية هي تحفيز جهاز المناعة للحماية من فيروس كورونا المستجد، والطريقة التي تستخدمها جامعة أوكسفورد، وهي الناقلات الفيروسية المسببة للبرد والتي تستخدم لفصيلة من القرود "الشمبانزي" ليصبح أكثر أمان وفاعلية وغير قابل للتكاثر والتي تسمى الشمبانزي أدینوفیروس.

ووظيفة هذا اللقاح هي نقل المادة الوراثية من فيروس كورونا، وحقنها داخل جسم الإنسان لتحفيز جهاز المناعة ضد هذا التركيب الجيني من الفيروس المستجد وتحديدا هو التركيب الجيني لبروتين الأشواك.

- ما الجهات العلمية المشاركة في البحث؟

بدأ تصنيع اللقاح من معهد "إدوارد جينر" بجامعة أوكسفورد، ولكن حاليا يوجد تعاقدات مع مستشفيات مختلفة في المملكة المتحدة لتجميع العينات وإجراء حقن اللقاح ومتابعة المتطوعين نظرا لزيادة أعداد المتطوعين لأكثر من 10 آلاف متطوع حتى أصبح من الصعب أن يتم فقط في أوكسفورد وبالتالي حدث التعاون خارج إنجلترا أيضا مع شركة أسترازينيكا، التي أخذت حق تصنيع اللقاح، وعدة مستشفيات في الدول المختلفة مثل (جنوب أفريقيا والبرازيل والولايات المتحدة الأمريكية) وجهات علمية وبحثية وحكومية مختلفة تشارك في العمل البحثي.

- هل اللقاح آمن؟

لقاح أكسفورد آمن بنسبة كبيرة جدًا ويحفز جهاز المناعة بشكل قوي لإنتاج أجسام مضادة من الخلايا البائية القادرة على إنتاج أجسام مضادة، بالإضافة إلى تحفیز الخلایا التائیة القاتلة التي لها قدرة على التعرف على الخلایا المصابة بالفيروس بشكل متخصص والتعامل معها بعد اختراقها من الفيروس وقتلها والتخلص منها لمنع تكاثر الفيروس داخلها وانتشاره منها للخلايا سليمة.

- تقريبا ما نسبة معادلة الأجسام المضادة التي تم إنتاجها لمنع العدوى؟

الأجسام المضادة التي تم إنتاجها بناءً على إعطاء اللقاح للمتطوعين قادرة على معادلة الفيروس معمليا بنسبة 91%، ومنع العدوى في هذه الخلايا معمليًا، ويتم اختبار ذلك عن طريق إعطاء اللقاح للحالات ويتم سحب عينات دم منهم بعد فترة معينة، يوجد بها أجسام مضادة نتجت عن تحفيز اللقاح، ويتم زرع خلايا في المعمل وتعريضها بعد ذلك للفيروس وتتم العدوى، بالفیروس بعد إضافة البلازما من الأشخاص الذین تم تطعیمهم باللقاح و من ثم ملاحظة تأثیر ذلك على إرتباط بالفیروس بالخلایا المستهدفة و معادلته لمنعه من .إحداث العدوى.

- إلى أي مدى وصلت نسبة نجاح اللقاح.. وما مدى استجابة الجهاز المناعي له؟

حتى الآن لا نستطيع أن نعلن نسبة محددة لنجاح اللقاح أو قدرته على الحماية ولكن بناءً على ما تم الانتهاء منه وهو نشر معامل الأمان وقدرته على تحفيز جهاز المناعة وبناء على التجارب السريرية للمراحل الأولى والثانية، فقد حقق نتائج متقدمة جدًا.

- ماذا عن استخدام عينات البلازما؟

هناك مجموعة أخرى من الخلايا يتم تعريضها للفيروس ولكن في وجود عينات البلازما التي تم أخذها من المتطوعين ونجد بذلك أجسام مضادة كافية ارتبطت بالفيروس، وقد أدت إلى معادلته وتدمیره ومنعت عدوى الخلايا في المعمل.

وبذلك الحالات التي حصلت على جرعتين من اللقاح قادرة على معادلة الفيروس ومنع حدوث العدوى في الخلايا معمليًا بنسبة 91%، وهي نسبة النجاح التي تم إعلانها حتى الأن، وليست نسبة الحماية من العدوى وهى التي يتم الإعلان عنها بعد الانتهاء من المرحلة الثالثة من التجارب السريرية نهاية شهر سبتمبر القادم أو بداية أكتوبر.

- هل لقاح أكسفورد قادر على التعامل مع كافة أشكال التمحور الفيروسي؟

التجارب بدأت بالفعل على 10 الاف متطوع من يوم 22 مايو الماضي داخل انجلترا ولكن لم تنتهي بعد ولذلك لا يمكننا التصريح بالنتائج الآن، بالإضافة لذلك بدأت التجارب يوم 1 يوليو على 4 آلاف متطوع في البرازيل و 200 متطوع في جنوب أفريقيا، وخلال الأيام القليلة الماضية يبدأ تضمين 30 ألف متطوع من أمريكا.

بناء على المعطيات ونتائج المرحلة الأولى والثانية فإن اللقاح قادر على إنتاج أجسام مضادة ومناعة خلوية قاتلة قادرة على التعامل بشكل فعال مع جميع أشكال التمحور الفيروسي بصورة بسيطة لأنها تعتمد على جزء واحد من الفيروس وهو بروتين الأشواك، والذي يكون التمحور خلاله قليل جدا بصورة لا تؤثر على تغيره بشكل كبير، واللقاح قادر الآن على التعامل مع الأجسام المضادة التي تنتجها المناعة الخلوية القاتلة.

- لماذا اختار العلماء استخلاص سلالة فيروسية من القرود وعدلوها وراثيا ولم يختاروا حيوانات أخرى تملك أجساما مضادة كاللاما والهامستر والنمس؟

يوجد نوعيين أساسيين من الفيروس الذي يتسبب في أعراض البرد وتم استخدام نوع منه وهو الذي يعدي القرود أو الشمبانزي، النوع الذي يصيب إنسان لدينا أجسام مضادة له، وعند استخدامه كـ لقاح وحقنه داخل جسم الإنسان يتم تكسيره عن طريق الأجسام المضادة التي تجنبه حدوث العدوى، هو أيضا يتم استخدامه في دول مختلفة وإحدى اللقاحات الصينية يعتمد على استخدام هذا النوع من الفيروس.

أما في أكسفورد فتم تفضيل ذلك الفيروس، ولكن من سلالة أخرى وهي سلالة القرود لأن أغلب البشر لم يتعرضوا لهذه السلالة، وبالتالي عند استخدامها كناقل جزء من فيروس كورونا، يتم دخولها لجسم الإنسان ويقوم بحقن المادة الوراثية الخاصة بالفيروس متضمنة التركيب الجيني لبروتين الأشواك ويتم إنتاجها خلال الخلايا وتحفيز باقي الأجسام لإنتاج أجسام مضادة لتوليد مناعة خلوية قوية، وتكون فرصة التعرض للفيروس واللقاح فترة أكبر لتحفيز جهاز المناعة وتنتج عدد أكبر من الخلايا.

- ماذا عن كيفية صناعة اللقاح؟

اللقاح عبارة عن استخدام فيروس "شمبانزي" وهو فيروس "برد" يسبب أعراض طفيفة وضعيفة، ونستخدم هذا النوع في اللقاح ليكون ليس لدى الشخص مناعة ضدهحتى يتمكن الفيروس من إحداث العدوى بصورة طفيفة جدًا وحقن المادة الوراثية التي توجد به إلى داخل الخلية لإعطاء جهاز المناعة فرصة أكبر للتعرف على أجزاء الفيروس وتحفيز جهاز المناعة بشكل أكبر.

- ما مراحل تصنيع اللقاح والمواد المستخدمة ؟

تصنيع اللقاح هو زراعة خلايا خارج جسم الإنسان قابلة للعدوى بهذا الفيروس وإضافة التركيب الجيني للفيروس داخل الخلية وبعد فترة معينة يتم فصل الفيروس من الخلية بطرق معينة بناءً على كثافة الفيروس، من خلال أجهزة طرد مركزية ويتم تنقيته بصورة كاملة في وسط معقم تماما ووحدات مخصصة ومعقمة لتصنيع اللقاحات لتتم عملية الاختبار والتأكد من عدم حدوث عدوى أو تلوث.

 وبعد ذلك يتم حقنه وملاحظته من إنتاج المناعة بالشكل المطلوب وعم حدوث عدوى بكتيرية أو طفيلية أو فيروسية أخرى، ثم يتم تقسيمه لأحجام بكميات مختلفة في أنواع معينة من الزجاجات بتركيب معين لمنع تكسير الفيروس داخلها أو التصاقه بهذه المواد، ويتم تخزينه في درجة حرارة معينة ثم يتم توزيعه واستخدامه، ولكن هذا لم يحدث إلى أن يتم الانتهاء من التجارب السريرية واعتماد اللقاح ثم يبدأ التصنيع على مراحل واسعة.


- ما الكمية التي صنعت من اللقاح حتى الآن؟

بدأ التصنيع بالفعل بـ 300 مليون جرعة تكون جاهزة في سبتمبر القادم، ولكن لم يتم استخدامها حتى الأن إلى أن يثبت اللقاح فاعليته ويعتمد بانتهاء التجارب السريرية من المرحلة  الثالثة في نفس التوقيت بنهاية سبتمبر القادم، وهذا عدد قليل جدا مقارنة بالمطلوب، وسوف يتم التصنيع فيما بعد على نطاق أوسع بمجرد اعتماد اللقاح بشكل رسمي.

- ما حجم التعاقدات التي تم إبرامها على لقاح أكسفورد؟

ما تم التعاقد عليه رسميا حتى الآن 30 مليون جرعة تكون جاهزة للاستخدام بنهاية 2020 بداية 2021، مقسمة بين أمريكا وإنجلترا، إلى جانب 400 مليون جرعة مقسمين بين 4 دول أوروبية في نفس الفترة وذلك لقدرة هذه الدول على التصنيع بنفسها وهم (ألمانيا، فرنسا، هولندا، إيطاليا).

بالأضافة إلى ذلك تم التعاقد على ان شركة "أسترازينيكا" لتصنيع 2 مليار جرعة خلال عامين من الأن خلال دورات مختلفة من الإنتاج بعد هذه الفترة، كما أن معهد المصل الهندي تعاقد وأخذ حق التصنيع من "أسترازينيكا" لأنه من أكبر الأماكن المصنعة للقاحات على مستوى العالم وسيقوم بتصنيع 400 مليون جرعة بمجرد اعتماد اللقاح وخلال عامين ينتج 2 مليار جرعة.

كما أن الدول التي تتعاقد على أخذ حق التصنيع تنتج اللقاح بصورة أسرع بكثير مقارنة بالدول التي تنتظر التعاقد على شراء اللقاح، وذلك لأن أول دورة من إنتاج اللقاح تكون للاستخدام المحلي ثم يتم الإنتاج للتصدير وإعطائه لدول أخرى.


- هل من غير المرجّح أن يكون للقاح أوكسفورد تأثيرٌ مناعي مستدام فيستمرّ فترة طويلة جداً؟

يتبين لنا ذلك عند الانتهاء من التجارب السريرية التي تتم على اللقاح، التجارب السريرية في أوكسفورد بدأت أبريل الماضي، وهذه الفترة بينت أن اللقاح ينتج أجساما مضادة ولكن يجب الانتظار لتحديد كم تبلغ هذه الفترة، ونأمل ان مناعة لقاح أوكسفورد ضد فيروس كورونا تستمر لفترة طويلة. 

- ما المقصود بتوليد الخلايا التائية المعروفة بـ "تي-سيلز" وما الفرق بينه وبين الأجسام المضادة لكوفيد 19؟

جهاز المناعة يوجد به مكونات عديدة ولكن مكونين فقط هما القادرين على عمل ذاكرة مناعية وهما أيضا الذراعين أو المكونين الأساسيين الذي يستهدفهم اللقاح، الأجسام المضادة هي القادرة على التعامل مع الفيروس ومنعه ومعادلته وتدميره أثناء وجوده خارج الخلية، ولكن عند دخوله للخلية لا تستطيع الأجسام المضادة اختراق الغلاف الخلوي.

أهمية الذراع الثاني من جهاز المناعة وهو الخلايا التائية، يوجد من الخلايا التائية، وأنواعا متعدةة، ولكن النوع الأكثر أهمية هو الخلايا التائية القاتلة ولديها القدرة للتعرف على الخلايا التي يوجد بها فيروس أو عدوى، وبمجرد رؤيتها بروتين غريب عن الجسم تميز فورًا ما يوجد بداخل الخلية وتقوم بالارتباط بالخلية التي يوجد بداخلها العدوى وتعمل على قتلها والتخلص منها بصورة متخصصة دون تدمير الخلايا المجاورة ومنعها من الانفجار وظهور فيروسات جديدة تعدي خلايا جديدة في الجسم.

- البروفيسور جون بيل استاذ الطب بـ أوكسفورد لوح مسبقا بأن فيروس كورونا باق للأبد.. وأن هناك دورات جديدة من صناعة اللقاحات.. هل ينطبق ذلك التصريح على لقاح أوكسفورد؟

لا أحد يعلم فيروس كورونا باق للأبد أم لا.. بالفعل توجد مؤشرات على بقاء الفيروس ولكن لا يوجد إجابة قطعية وجازمة لهذا الاحتمال.

يوجد هناك دورات جديدة من صناعة اللقاح كما أن أي لقاح يتم إنتاجه الآن يتم العمل على تطويره بصورة أو بأخرى سواء لكونه أكثرفاعلية أو أرخص أو لسهولة تصنيعه وتخزينه. 

- ما توقعات المرحلة الثالثة من إنتاج اللقاح؟

توقعات المرحلة الثالثة مبنية على ما شاهدناه في المراحل السابقة ولكن هي توقعات لا يتم توقعها أو تأكيدها حتى انتهاء التجارب السريرية بشكل كامل، وعمل التحاليل الإحصائية المطلوبة وعرضها بصورة علمية لمعرفة نسبة الحماية.

- متى تبدأ عملية تصدير اللقاح؟ وعند عملية التصدير هل هناك أولوية في التصدير لدول قبل الأخرى؟

هذه اتفاقيات دول وقرارات المنظمات العالمية، ولكن عند اعتماد اللقاح تبدأ عملية التصدير، وتم التعاقد حتى الأن على التصدير للدول الأتية (الهند، المانيا، فرنسا، هولندا، إيطاليا، أمريكا، إنجلترا)  وتأمين عدد من الجرعات، كما أن البلدان التي تم التعاقد معها لأخذ حق تصنيع اللقاح سوف تنتج على الفور ليكون اللقاح جاهز لديها خلال شهور قليلة.


- هل توزيع لقاح أوكسفورد على بلدان العالم سيكون من شأن شركة أسترازينيكا أم الجامعة؟ وهل سيمنح عبوات أم تصريح تصنيع كما شوهد في عقاقير أخري؟

يرجع ذلك لاتفاقيات حكومات ودول ومنظمات عالمية، وشركة أسترازينيكا هي التي لديها حاليا حق التصنيع والتصدير وأيضا يكون للجامعة دور في ذلك.

- ما الجهة التي تحدد سعر اللقاح في السوق؟ 

ما أعلنت عنه شركة أسترازینیكا أنه سیتم بیع اللقاح بسعر التكلفة في فترة الوباء، ویبلغ سعر التكلفة حالیا 7 دولار للجرعة، وعند إنتاج كمیات أكبر تقل التكلفة لـ 6 أو 5 دولارات للجرعة الواحدة، وعند استمرار الفیروس بشكل موسمي مثل الإنفلونزا یمكن یتم وقتها إضافة هامش ربح لكل جرعة و لكن لم يخرج تصریح رسمي بشأن ذلك حتى الآن

- ما هي أوجه التعاون بين جامعة أوكسفورد ومنظمة الصحة العالمية.. وهل هو تعاون استرشادي أم مرجع رئيسي؟

الأبحاث التي تتم في جامعة أوكسفورد تتم بصورة علمية بحتة ولا تحتاج لمنظمة الصحة العالمية أو مرجع غيرها، كما أن المنظمات العالمية لا يكون تعاقدها مع الباحثين والعلماء، هي تعاقدات حكومات وجهات إدارية أكثر منها جامعات أو مؤسسات بحثية.

- هل ينوى الدكتور أحمد سالمان تأسيس مركز بحوث فيروسة في مصر قريبا؟

ذلك حلم شخصي اتمنى أن يحدث، وذلك لا يحدث بمجهود فردي ولكن يجب وجود عدة عوامل وتكاتف مجتمعي كبير يتضمن جميع قطاعات وأطياف المجتمع ابتداء من السادة المسؤولين صناع القرار من تسهيلات وتمويل ودعم لهذا النوع من الأبحاث لأن نجاحه مكلف جدا.

كما يجب على الدول العربية الاهتمام بطرق الأبحاث التي تحدث في أوكسفورد بهذا الشكل لنجاحها، فيجب الدعم الحكومي في المقام الأول ورجال الأعمال والمستثمرين وعلى العلماء أيضا الاهتمام بنشر الوعي بأهمية هذا النوع من الأبحاث والمشاركة فيه بشكل فعال.

هذا النوع من الأبحاث ليس نوع من أنواع الترف التقني، فوباء فيروس الكورونا درس قاسي ويجعل هذا النوع من الأبحاث ضرورة من ضروريات الحياه لأن له  تأثيرا مباشرا وفعال على أرواح البشر وصحتهم العامة والاجتماعية، وبغير ذلك الدعم يصبح من الصعب تحقيق هدف مثل ذلك لذا يجب التكاتف من جميع افراد المجتمع وعلى رأسهم العلماء لتحقيق هذا الحلم على أرض مصرية بأيادي مصرية. 


- كيف تري الوضع الوبائي في مصر الآن وما تقييمكم للتعامل الحكومي مع الجائحة؟

يوجد اهتمام وتعامل بالصورة العلمية المطلوبة على حسب الإمكانيات المتوفرة، كما أن الوضع في مصر الفترة الحالية أخذ منحنى الانزلاق في تسجيل الإصابات، ولكن تراجع الحالات أو تقدمها لا يعني انتهاء الوباء حتى يكون هناك لقاح فعال، فلابد من أخذ الاحتياطات اللازمة بصورة صارمة، وذلك لأن قطاع عريض من المواطنين ليس لديهم مناعة ضد الفيروس، وأي شخص لم يتعرض للفيروس حتى الأن فهو على عرضة للعدوى، كما أنه من الوارد عدوى الحالات التي تم شفائها مرة أخرى وأبحاث علمية هي التي تؤكد ذلك.


- ماذا عن الموجة الثانية من فيروس كورونا ؟

الخوف الأكبر في الفترة الحالية هو حدوث موجه ثانية، وللأسف جميع المؤشرات ترجح حدوث ذلك، لذا يجب الألتزام واتباع كافة الإجراءات الاحترازية بشكل صارم إلى ان يتم إنتاج لقاح فعال. 

- لماذا تواصل الولايات المتحدة الأمريكية في تسجيل إصابات ووفيات مرتفعة يوميا؟

توجد بعض العوامل التي أدت إلى ذلك، فهناك أجزاء من الولايات المتحدة الأمريكية بدأت تأخذ إجراءات سريعة وصارمة، وهناك ولايات لم تأخذ الاحتياطات اللازمة، كما لا يوجد في الولايات المتحدة تأمين صحي شامل حتى وإن كانت الحكومة تحاول توفير دعم لعمل مسحات ولكن العلاج أيضا مكلف جدا.

إلى جانب المظاهرات التي اندلعت مؤخرا في أمريكا مع عدم الالتزام بأي نوع من أنواع الاحتياطات أو التباعد الاجتماعي والذي أثر بشكل سلبي على زيادة الحالات، وازدحام المستشفيات وانهيار القطاع الصحي بغض النظر عن الإمكانيات التى توجد، ولكن المؤشرات العالمية تقول أنه يوجد 2.6 سرير لكل 1000 مواطن وذلك معدل منخفض جدا مقارنة بالدول الأوربية، كما أن مواطنين كثيرين فقدوا وظائفهم والتأمين الصحي مما ترك أثر سلبي أيضا.

- هل يمكننا القول أن كوفيد ١٩ ينتهي بنهاية العام الجاري بإنتاج اللقاح؟ 

ذلك حلم ولكن غير منطقي، وبناء على المعطيات الحالية شبه مستحيل أن ينتهي الفيروس بنهاية العام الجاري، ولكن الخوف أن تحدث موجة ثانية أعنف بدخول فصل الشتاء مثلما بدأت تظهر في أوروبا.

ونأمل بنهاية العام الجاري إنتاج اللقاح ويبدأ التعامل مع الفيروس بلقاح يتم تعميمه على مستوى كبير حتى نصل لهدف نهاية الفيروس.