دكتور خالد صلاح يكتب: ماذا بعد......؟

مقالات الرأي

بوابة الفجر



ماذا بعد......؟
ماذا بعد نتيجة الثانوية العامة؟
سؤال يفرض نفسه على الآباء والأمهات وعلى الطلبة أنفسهم.
وهذا السؤال يفرض نفسه كثيراً ويأخذ من تفكير أولياء الأمور بشرائحهم الثلاث.
الشريحة الأولى من حصل على مايريدون من مجموع كلي.
الشريحة الثانية من حصل على مجموع يتوقف تحديد المصير عليه على مكتب التنسيق.
الشريحة الثالثة من حصل على على مجموع أقل بكثير مما كان متوقع.
وفي كل الشرائح الثلاث ينتاب أولياء الأمور القلق على ابنائهم.
ففي الشريحة الأولى من حصل على المجموع الكلي الكبير الذي يؤهل صاحبه للالتحاق بأي كلية يريدها سواء كان في القسم العلمى أو الأدبي.
وربما يكون القلق الذي ينتاب هذه الشريحة سواء كان ذلك القلق لدى أولياء الامور أو الطلاب قلق إيجابي, حيث أنه يتمثل في مقارنات بين كليات القمة من حيث سوق العمل وما يحتاجه المجتمع في الوقت الحالي, وربما يكون القلق مبعثه الخضوع لتنفيذ أحلام الماضي في أن يكون الابن أو الابنة طبيباً أو صيدلياً أو مهندساً إذا كان في المجال العلمي.
وفي كليات القمة بالنسبة للقسم الأدبي ربما يكون اختيار الكلية خاضع للإمكانات المادية والبشرية.
فمن هذه الفئة من يختار كليات المناصب والاسماء الرنانة, ومن هذه الفئة من يختار كليات العمل الفوري؛ لأن ظروفهم لا تسمح بأن يجلس الابن أو الابنة بعد التخرج.
والشريحة الثانية والتي تتمثل في أصحاب المجموع الكلي الذين لا يعلمون هل سينصفهم التنسيق ويكون من نصيبهم كليات القمة وما يتمنونه أم سيجعلهم التنسيق في كليات تالية لأهل القمة.
وعادة يكون أصحاب القلق الحقيقيين في هذه الشريحة هم الأباء والأمهات وكأنهم يؤدون أختبارات من نوع خاص اسمها نصيبي وقسمتى, ويظل الآباء والامهات في قلق متواصل حتى ظهور نتائج التنسيق.
ومبعث القلق للآباء والأمهات في هذه الشريحة نابع من اختيار البدائل ومدى توازنها بالنسبة للسابق واللاحق من الكليات والصراع الدائر بين ما يتمنون وما يُفرض عليهم, ولا يحسم هذا الصراع إلا بظهور نتيجة التنسيق.

والشريحة الثالثة تتمثل في أصحاب المجموع الكلي المنخفض.
وينتاب القلق في هذه الشريحة أولياء الأمور فقط, لأنه يكون قلق مشوب بالحزن لعدم حصول ابنائهم على ما كانوا يتمنون بالرغم من أن في بعض الأحيان يكون الابناء ليسوا مؤهلين للحصول على ما يتمنى آبائهم بسبب ضعف قدراتهم أو قلة مجهوداتهم.
ويزداد قلق الاباء في هذه الشريحة مع مسحة من الحزن وهم ينتظرون في طابور التنسيق وتتابع مراحله إلى أن يصيبهم الدور في الدخول بمرحلة التنسيق المناسبة لأولادهم.
وفي كل الاحوال وفي كل الشرائح يجب أن يكون الشغل الشاغل للآباء والأمهات هو قدرات ابنائهم وما يستطيع الابناء تحقيقه من نجاح في تخصصات تتناسب مع قدراتهم وأمكاناتهم.
ويجب أن يضع الآباء والأمهات في أعماق أنفسهم أن النجاح في الثانوية والحصول على أعلى الدرجات ليس معيار للنجاح في الحياة العملية في بعض الأحيان.
وأن عدم الحصول على الكلية التي كان يحلم بها الآباء والأمهات ومن ورائهم ابنائهم ليس نهاية لتحقيق أي إنجاز.
ربما يكون في كلية غير ما كان يتمنى ويصبح استاذاً جامعياً بها.
وربما يكون في كلية من الكليات التي تمناها ويصبح على غير المأمول.
وهذا بالطبع لا نقلل من انجاز كل طالب وحصوله على ما يتمناه من مجموع كلي والالتحاق بالكلية التي كان يتمناها وتحقيق أهدافه.
وأنما اردنا أن يفكر كل الآباء والأمهات في أبنائهم سواء كانوا من الشريحة الأولى أو الثانية أو الثالثة في ما يتناسب مع قدرات الابناء.
    فيا كل أب ويا كل أم أسالوا أنفسكم دوماً بعد ظهور النتيجة.
ماذا بعد.....؟