حرب المايوهات «البوركينى vs البيكينى».. جمعية مستثمرى نويبع وطابا: لن نسمح بالبوركينى لأنه غير مطابق للمواصفات الصحية

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر



البعض طالب بأن ترتدى المرأة «المايوه» اللى يريحها بغض النظر عن المكان

أشعلت عودة السياحة التدريجية وموسم الصيف ما يسمى بمعركة «المايوه» من جديد، بعد شكوى بعض السيدات نتيجة منعهن من دخول حمامات السباحة ببعض الفنادق الكبرى بسبب «البوركينى» أو ما يُعرف بالمايوه الشرعى، واشتراط إدارة الفندق ارتداء مايوه عادى أو بكينى.

أثارت تلك المعركة التى اندلعت أكثر من مرة منذ 2010 وفى 2015 وفى 2017 ثم فى 2020 حالة من الجدل ما بين من يرى أنه من حق الفندق وضع القواعد التى تناسب نوعية ضيوفه مع منح غير المحجبات الفرصة فى السباحة بمايوه عادى دون أن تكون محط جذب انتباه للمختلفين عنها والذى قد يسبب لها الحرج أو يعرضها لمضايقات من أى نوع.

وما بين من يرى أن مثل تلك القواعد هى قواعد عنصرية تتنافى مع أبسط مبادئ الحرية وهى اختيار المرأة الزى الذى يناسبها دون فرض أو إجبار، مطالبين بالتصعيد ضد هذا النوع من الفنادق سواء بتحرير المحاضر ضدها أو كتابة قائمة بأسمائها ونشرها على أوسع نطاق بهدف مقاطعتها.

حاورت «الفجر» عددا من مؤيدى ومعارضى مثل هذه القواعد بالفنادق وبعض المسئولين بالقرى السياحية، كما تحدثنا إلى رئيس جمعية مستثمرى نويبع طابا لاستيضاح الأمر فى التحقيق التالى:

1- مؤيدو القرار: المشايخ السبب.. وشيل ده من ده يرتاح ده عن ده

اعتبرت شمس محمد أن إدارة أى فندق هى ملكية خاصة وبالتالى فمن حق صاحب المكان اختيار نوعية الضيوف الذين يستقبلهم، مشيرة إلى أن المكان الحكومى أو العام هو فقط الذى يجب إتاحته للجميع، مؤكدة أن خلع الحجاب أو ارتداءه ليست مشكلة لأن المشكلة الوحيدة هى النقاب لأنه مصدر من مصادر عدم الأمان وهناك من يستغله استغلالاً سيئاً.

ووافقتها فى الرأى سما محمد والتى قالت لـ«الفجر» إن كل مكان حر فى إجراءاته وأن هذه المعايير تحدد على حسب زوار المكان، مشيرة إلى أنه ربما هناك بعض المحجبات أو ذويهم تصرفوا بشكل غير مهذب أو نظروا لمن ترتدى المايوه بشكل مستفز، ما تسبب فى اتخاذ بعض الفنادق مثل هذا القرار، لافتة إلى أن هناك شواطئ يتم تخصيصها للمحجبات فقط ولم يتحدث أحد.

وقالت مها سعد، إن لكل مكان قواعده، وأنه على كل شخص معرفة قواعد المكان قبل التوجه إليه فإن ذهب فعليه احترامها وإن لم تناسبه فليبحث عن مكان آخر، مشيرة إلى أن ما يحدث من التوجه لمكان قواعده معلنة وافتعال المشكلات هو أمر غير مقبول ويسبب إحراجاً لفاعله هو فى غنى عنه، خاصة أن من حق كل مكان اختيار قواعده الخاصة.

وكان من بين الآراء التى أثارت حالة من الجدل ما كتبه إسماعيل حسنى، أحد مؤيدى قرار الفنادق، على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» قائلًا: إن الحرية لا تعنى الفوضى وأن جلوس عائلة ترتدى المايوهات فى مكان واحد بجانب عائلة من المحجبات قد تعرضها للاتهام بالفسق والفجور والتعرى والانحلال الخلقى، أو لأن ينظر أحدهم لهم باحتقار، خاصة مع انتشار فكر أن التعرى يستفز الذكورة وأنه يعد سببا من أسباب التحرش».

واعتبر إسماعيل أن الأماكن العامة فقط هى التى لابد أن تتسع للجميع، أما الأماكن الخاصة فمن حقها وضع قواعد تقصر التواجد على المحجبات أو غير المحجبات أو تخصص أوقاتاً لكل منهم، مشيرا إلى أن الخلط بينهما فى بلد هى رقم 2 على العالم فى التحرش فهو أمر غير مقبول خاصة مع التحريض المستمر من الشيوخ ضد غير المحجبات واتهامهن بالفسوق والفجور وإباحة التحرش بهن، مستطردا: «شيل ده من ده يرتاح ده عن ده» بحسب قوله.

وأوضحت ليلى وهاب أنها من مؤيدى هذا القرار معللة ذلك بأن نسبة المحجبات ارتفعت بشكل كبير فى المجتمع ولهن أماكن كثيرة متوفرة بعكس غير المحجبات واللاتى يتوفر لهن أماكن محدودة.

وأضافت: «أنا عن نفسى من الفئة الغلبانة اللى بيقولوا عليها مبهرجة وبدور على المكان اللى فى ناس شبهى عشان أعرف ألبس مايوه عادى بحرية بعيد عن مضايقات الرجال المصاحبين لبعض المحجبات، وللأسف المحجبات نفسهن بينهن من ينظرن لمثلى نظرة قاتلة وبيكون فى شكاوى كتير فالقرار بالنسبة لى عادل».

2- رافضو القرار: يخالف مفهوم الحرية الشخصية

فى المقابل لاقى القرار هجوما ورفضا كبيرا لدى قطاع عريض فاعتبره محمد محروس قراراً خاطئاً، يخالف مفهوم الحرية الشخصية، مشيرا إلى أن المنع يجب أن يكون فقط للنقاب كإجراء أمنى.

وقالت جيلان محمد لـ«الفجر» إن فرض زى محدد على المرأة هو شىء مرفوض تماما، مشيرة إلى أن تعرض من ترتدى المايوه للمضايقات يعود لتواجدها وسط طبقة معينة تحمل فكراً محدداً وليس بسبب المايوه فى حد ذاته.

وأضافت: «أنا بلبس مايوه عادى وكنت فى إحدى القرى السياحية ويجلس حولى من يرتدى مايوه مثلى ومن يرتدى البوركينى ومن ترتدى النقاب والحقيقة أننى لم أتعرض لأى مضايقات لأن الاحترام ليس حكرا على من يرتدى زيا معينا وإنما هو انعكاس للأخلاق».

وأشارت إلى أنه من حق الفندق أن يشترط ارتداء المايوه وأن يرفض النزول بغيره من الملابس فعلى سبيل المثال غير مقبول النزول بالعباءة أو الجلابية، ولكنه ليس من حقه فرض شكل معين لهذا المايوه.

وقالت داليا داوود إن التطرف السلفى أو الداعشى يقابله تطرف من نوع آخر فالجميع يتعامل بعنصرية، والطبيعى أن يفرض الشاطئ أو الفندق نزول المياه بالمايوه دون أن يحدد شكل هذا المايوه، وتكون هناك رقابة بداخله تلقى القبض على أى شخص يسبب مضايقات على الشاطئ أو فى حمام السباحة بدلا من تقييد حرية الجميع وفرض زى لا يناسبهم.

وقالت رضوى فتحى إن فتح الباب للتدخل بشكل المايوه سمح لبعض القرى بالساحل الشمالى بفرض البكينى وليس أى مايوه آخر على نزيلاتها، وهو ما يعد تشدداً غير مقبول خاصة أننى على سبيل المثال لدى حساسية من الشمس ورغم أننى لا أرتدى مايوه المحجبات إلا أن ارتداء البكينى يعرضنى لمشاكل مرضية وبالتالى فوضع مواصفات للمايوه أمر غير مقبول.

وأعربت سجود عبد المعز عن استيائها من اضطهاد المرأة ووضع قوانين عليها فى كل مكان قائلة: «اشمعنى يعنى الستات بس هم اللى عليهم قوانين ما كل ست أو بنت تلبس المايوه اللى يريحها سواء بيكينى أو بوركينى أيا كان، ومش معنى إنى بلبس بوركينى إنى مقدرش أروح أغلب المناطق الراقية وأروح أصيف فى مستوى أقل لمجرد إنى بلبس بوركينى».

3- أصحاب الفنادق والقرى السياحية: المحجبات يتحايلن بالبوركينى ومنعه يريحنا من وجع الدماغ

وقصت لنا ماجى حبيب، مسئولة بإحدى القرى السياحية، قصة البوركينى قائلة: «من واقع تجربتى بقريتنا السياحية والتى تسمح بنزول المحجبات حمامات السباحة بالمايوه الشرعى نصادف الكثير من وقائع التحايل كأن ترتدى إحداهن تى -شيرت أسود أو بنطلون ترينج أسود وتدعى أنه مايوه، وقطعا خطورة الملابس القطنية على حمامات السباحة والفلاتر معروفة، أيضا هناك من ترتدى إيشارب حرير وترفض لبس البونيه وتصر على نزول حمام السباحة به».

من جانبه، قال سامى سليمان، رئيس جمعية مستثمرى نويبع- طابا، لـ«الفجر» إن الأمر لا علاقة له بالدين أو اضطهاد المحجبات على الإطلاق والدليل أنهن متواجدات بالفنادق بالفعل وإنما يُمنعن فقط من نزول حمامات السباحة بمايوه الحجاب.

وأوضح «سليمان» أن الكثير من الفنادق تلقت شكاوى من ضيوفها خاصة الأجانب يسألون عن المواد التى يتم تصنيع مايوهات المحجبات منها وهل هى مطابقة للمواصفات الصحية من عدمه ومدى تأثيرها على الكلور خاصة فى حمامات السباحة، حتى أن بعض السائحين كانوا يخشون على أطفالهم نزول حمامات السباحة بجوار المايوهات مجهولة المصدر، ولأنه من غير المنطقى تحليل عينة من مايوه كل محجبة فاختارت بعض الفنادق منع النزول بمايوه المحجبات.

وأضاف أن هناك فنادق بها أكثر من حمام سباحة خصصت أحدهم لمرتدى مايوه الحجاب ولكن الفنادق التى لا يوجد بها سوى حمام سباحة واحد فلم يكن أمامها خيار، مشيرا إلى أن طبيعة الضيوف فى كل فندق هى التى تفرض القواعد وليس العكس، مؤكدا أن جميع الفنادق تضع قواعدها معلنة وأنه على كل شخص اختيار الفندق الذى يتفق مع معاييره بكل حرية.