منى مكرم عبيد فى حوار لـ«الفجر»: أتوقع زيادة نسبة المرأة فى تعيينات «الشيوخ»

أخبار مصر

بوابة الفجر


المرأة المصرية تعد كتيبة الاقتحام الأولى في معركة التقدم

أكدت الدكتورة منى مكرم عبيد، أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، أول امرأة تشغل منصب عضو الهيئة العليا لحزب الوفد فى حوارها مع «الفجر» أن المرأة المصرية قادرة على تولى المناصب العليا مثل رئاسة البرلمان أو الوزراء، موضحة أن خوضها السباق الانتخابى على المقعد الفردى لمجلس الشيوخ تحت مظلة حزب الوفد جاء للتأكيد على دور المرأة التى أثبتت عن جدارة خلال العشر سنوات الأخيرة أنها رقم مهم فى المعادلة السياسية، كما تحدثت عن الدور الجديد لمجلس الشيوخ.

■ فى ظل تعرض العالم لفيروس كورونا وأزمات اقتصادية هل تم إجراء انتخابات مجلس الشيوخ فى توقيت مناسب؟

- آن الأوان للعمل بجدية للتغلب على التحديات التى فرضتها الجائحة، لأن الإغلاق التام لن يكون فى صالح المجتمع، ولكن الفتح وفقاً لضوابط هو الأمر الأفضل والمتبع عالمياً، ويجب أن نكون صادقين جائحة كورونا وضعت العالم أمام تحديات جديدة، وفرضت إعادة النظر فى تحديد أولوياته وشعاراته، لذلك علينا المسارعة فى تحديد الأولويات من خلال الاهتمام بالصحة والبحث العلمى بشكل أكبر، مع قضايا تغير المناخ، والتحول الرقمى كما يحدث بالخارج، وهو ما يمكن تطبيقه فى التعليم عن بعد.

■ هل ترين أن نسبة ١٠% لتمثيل النساء داخل مجلس الشيوخ مناسبة؟

- الأمر لم يعد مجرد نسب وأرقام وإنما التفاعل فى الانتخابات والترشيح، والمرأة المصرية فى العشر سنوات الأخيرة أصبحت رقما مهماً فى المعادلة السياسية، وطوابير التصويت كشفت قدرة المرأة على تحقيق التقدم لمرشح ما، أو سقوط آخر، وهذا يعنى أن المرأة لم تعد مجرد «عدد» كما أن مقاعد المرأة ليست لتحسين الصورة، بقدر ما أصبحت ممارسة عملية تجنى المرأة ثمارها بعد سنوات من المشاركة الإيجابية، ولذلك أدعو المرأة لمواصلة مشاركتها فى العمليات الانتخابية حتى تحصل على ما تستحقه، وطموحى بلا حدود لصالح المرأة ومهما كانت النسب ستكون أقل ما تستحقه النساء.

■ وما الذى تقدمه المرأة لمجلس الشيوخ ؟ وما العائد من تمثيلها هل سيفتح لها الباب لتمثيل أكبر بعد ذلك ؟ وفى أى المجالات؟

- المرأة المصرية تعد كتيبة الاقتحام الأولى فى معركة التقدم فى القرن الحادى والعشرين، وفى الوقت نفسه تظل خط الدفاع الأخير ضد قوى التخلف والظلام، كما أن المرأة عمود المجتمع، ولم تعد مشاركتها نوعا من الترف، وأتمنى أن تتولى المرأة مناصب أكبر، فما المانع أن تتولى رئاسة البرلمان أو رئاسة الوزارة، ربما يرى البعض الأمر غريبا لكن مساهمة المرأة فى الحياة السياسية والنماذج الدولية الناجحة فى تولى المرأة منصب رئيس الوزراء أو الرئاسة ملهمة، فالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ونجاحها فى العبور ببلادها من أزمة كورونا كذلك رئيسة وزراء أيسلندا، كاترين ياكوبسدوتير، ورئيسة وزراء نيوزيلندا، جاسيندا أرديرن، أمر ملهم ونتمنى أن يقتنع مجتمعنا ويثق فى قدرة المرأة على تحقيق الأفضل، ومن خلال مجلس الشيوخ سيكون هناك فرصة لمناصرة هموم المرأة ووضع آلية قانونية حازمة لمواجهة التحرش والعنف ضد المرأة.

■ ما الجديد الذى يقدمه مجلس الشيوخ؟

- نتطلع إلى ظهور مجلس الشيوخ بصورة مختلفة عن فترات سابقة، وقيامه بدور جديد يسمح بإعادة بناء مؤسسات الدولة، فالشيوخ هو الغرفة البرلمانية الثانية، وسيضم خبرات وكفاءات عديدة، وبالتالى يمكنها تقديم خبراتها التشريعية والتنموية والسياسية والثقافية للمجتمع، وهو ما يثرى النقاش فى القوانين المكملة للدستور، أو اقتراح قوانين يحتاجها المجتمع.

■ هل سيضيف الشورى شيئا للعلاقات المصرية الدولية؟

-هناك تحديات تفرض نفسها خاصة فى ملف السياسة الخارجية فى ظل إقليم ملتهب وقضايا شائكة وتحديات عديدة، خاصة الأزمة الليبية وسد النهضة، والمطامع التركية فى شرق المتوسط، وخلق علاقات متوازنة مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى، ولذلك سأستغل علاقاتى مع كل الأطراف لتبنى القضايا للحفاظ على الأمن القومى لمصر، وحقوقها التاريخية فى المياه، وتعزيز العلاقات مع دول الاتحاد الأوروبى خاصة فرنسا وألمانيا، فخلال السنوات الماضية شاركت فى كثير من الفعاليات وصناع القرار والسياسات فى الأوساط الأوروبية، الأمريكية، والإفريقية، فالتواصل مع أعضاء الكونجرس والشيوخ مهم جدا فى الوسط الأمريكى، وبالتالى الحوار يضمن توصيل رؤية مصر فى تعاملها مع القضايا الراهنة، وهو ما يحافظ على المصالح العليا للمجتمع.

وأعتقد أيضا أن الفترة المقبلة مهمة لتعزيز التواصل مع القارة السمراء للحفاظ على مصالحنا فى العمق الإفريقى الذى يساعد على تعزيز الروابط الثقافية والتاريخية بين شعوب القارة، إلى جانب زيادة الصادرات وخلق مزيد من فرص العمل.

■ هل تتوقعين أن يقوم الرئيس عبد الفتاح السيسى بزيادة تمثيل المرأة عن نسبة الـ١٠ % بمقاعد الشورى؟

- أتوقع ذلك بالفعل خاصة أن الرئيس يسعى دائما لمساندة دور ومكانة المرأة المصرية فى المجتمع، إذ حصلت المرأة فى عهده على حقوق لم تتح لها فى فترات سابقة، كما أنه على المستوى الشخصى يتخذ العديد من القرارات تتسق مع مواقفه تجاه المرأة.

■ هل سيكون للتكنولوجيا دور فى مجلس الشيوخ؟

- جائحة كورونا فرضت علينا ضرورة الاهتمام بالتكنولوجيا، فالعالم يتغير، وكثير من العادات الاجتماعية والثقافية سوف يطولها التغيير، ولن تظل الأمور كما كانت فى السابق، ولذلك يجب الاهتمام بالتكنولوجيا، والتعليم عن بعد، وعلى سبيل المثال شاركت خلال الأشهر الماضية خلال فترة العزل الصحى التى طالت كل دول العالم فى ورش عمل واجتماعات دولية عبر الإنترنت مع الأمم المتحدة، والاتحاد العام لنساء مصر، وأيضا مع مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمى للحوار بين أتباع الأديان والثقافات «كايسيد» فى النمسا، إلى جانب التفاعل الإيجابى والحوار مع طلابى فى الجامعات ، وهو ما يفرض علينا الاستعداد الكامل للتعامل مع مثل هذه الظروف مستقبلا.