«صاحب المقام».. صناع الفيلم يتحدثون لـ«الفجر»
وجد فيلم «صاحب المقام» طريقه للعرض كأحد أفلام موسم عيد الأضحى عبر طريقة غير تقليدية وهى منصة إلكترونية، ليكون أول فيلم مصرى يسلك هذا الطريق فى موسم سينمائى يعانى من تبعات وآثار فيروس كوفيد 19 مستغلاً التطور التكنولوجى، ليؤسس بشكل ما شكلاً مختلفًا بقرار جرىء من صناعه بأن يصل الفيلم للجمهور عن طريق الشاشة الصغيرة والإنترنت، طبيعة الفيلم بدورها تتناسب مع قرار صناعه بعرضه بهذه الطريقة ربما تكون الظروف قد قادت لهذا الطريق لكن القرار نفسه مع طبيعة الفيلم يؤكد أن القادم سيشهد تغييرات جذرية فيما يتعلق بطريقة العرض.
يسرا: تعاملت مع شيوخ الصوفية والفيلم مغامرة جريئة
«روح» الشخصية التى عادت بها يسرا لكاميرا السينما مجددا من خلال تجربة فيلم «صاحب المقام» والذى فتح الأبواب أمام صناع السينما للعرض على منصة الكترونية فى مغامرة جريئة فى ظل أزمة فيروس كورونا وتأثيرها على الأنشطة الفنية كافة، نجح الفيلم فى أن يجد لنفسه مسارا مختلفا ويجذب الجمهور لمشاهدته منذ العرض الأول عبر المنصة.
وتقول يسرا عن موافقتها على هذا العمل إنها منذ قراءة سيناريو الفيلم وجدت نفسها تقع فى غرام الشخصية والعمل ككل فقد أعجبت بالسيناريو منذ قراءته لأول مرة خاصة أن الموضوع جديد ومختلف وجرىء والشخصية غير معتادة للجمهور، كما أنها تحب الصوفية وتتعامل مع العديد من الأشخاص والشيوخ الصوفيين كما قرأت العديد من الكتب الصوفية قبل مشاركتها فى العمل.
بالإضافة لأن فريق العمل كالكاتب إبراهيم عيسى والمخرج محمد العدل والمنتج أحمد السبكى وأيضا بطل الفيلم آسر ياسين وباقى فريق العمل من عوامل الجذب التى حمستها للموافقة على الدور دون أى تردد خاصة أن الجميع كان فى أفضل حالاته.
وأكدت يسرا أن صعوبة الشخصية التى جسدتها ضمن الأحداث تكمن فى سهولتها فشخصية «روح» شخصية طيبة وبسيطة وسهلة وغريبة أيضا، وهو ما جعلها أكثر صعوبة بالنسبة إليها.
فهى شخصية واحدة ولكنها تظهر بأكثر من شكل تخرج فى الوقت المناسب لتصحح المسار لشخصية «يحيى» التى يجسدها آسر ياسين ضمن الأحداث فهى بمثابة الضمير له.
ووجهت يسرا رسالة شكر لفريق عمل فيلم «صاحب المقام « الكاتب إبراهيم عيسى والمخرج محمد العدل لأنهم قاموا بتغيير الشخصية من رجل لامرأة حتى تقدمها يسرا لإعجابها الشديد بالشخصية «روح» بعد أن تحدث إليها المخرج وطلب منها أن تقرأ الفيلم وإذا نال إعجابها سيقوم بتغييره لامرأة وبالفعل بعد قراءتها للسيناريو أعجبت كثيرا بفكرة تحويل الشخصية التى لا يمكن تكرارها مجددا فهى فخورة بأنها ضمن ما قدمته خلال مشوارها.
وكشفت عن أنها واجهت بعض الصعوبات أثناء التحضير الخارجى للشخصية مثل الملابس فهى تظهر كممرضة وأحيانا وهى تقرأ كتابًا وفى مشاهد تظهر وهى داخل المواصلات فشخصية روح تجعل الجمهور فى حيرة هل هى ضمير للبطل «يحيى» تظهر له فى الوقت المناسب كى يصحح من أخطائه خلال الأحداث أم أنها شخصية حقيقية لها كيان حقيقى وليست وهمية.
وعن «روح» فى حياة يسرا تقول إن والدتها كانت هى بمثابة هذه الشخصية فى حياتها والتى كانت تلجأ لها فى أزماتها لتساندها وتدعمها وتجعلها تخرج من أى محنة بقوة وتشعر دائما أن أى نجاح تحققه هو برضا والدتها ودعائها لها دائما.
وكشفت يسرا بأن المسجد الذى صورت خلاله مشاهد الفيلم هو المسجد الذى خرجت منه جنازة والدتها.
وعن تجربة عرض الفيلم للمرة الأولى عبر المنصات الإلكترونية بعد أن كان من المقرر عرضه بدور العرض السينمائية تقول يسرا: إنها تجربة مختلفة وتناسب الظروف الحالية وأنها سعيدة كثيرا بهذه التجربة كتجربة أولى لها عبر شاشة المنصات الإلكترونية، وتعتبر يسرا أن منتج العمل أحمد السبكى الذى يحب السينما كثيرا، يجب أن تحسب له هذه التجربة كأول منتج مصرى يقوم بعرض عمله السينمائى كعرض أول عبر شاشة منصة إلكترونية، وأضافت أنه يجب على هذه المنصات أن تبحث بطريقة أو بأخرى لتحقيق ربح مادى بشكل أكبر للجهات المنتجة.
آسر ياسين: دورى فى الفيلم أوصلنى للعالمية
«يحيى» رجل الأعمال الثرى لا يمتلك الوقت إلا لإنجاز مشروعاته خاصة بعد وفاة والده وخسارته لثروة كاملة، وبالفعل يصبح من أكبر رجال الأعمال لكن القدر يضعه فى الامتحان الصعب وتنقلب حياته رأسا على عقب ويبدأ فى تصحيح مسارات حياته بعد أن يلتقى بـ«روح» أو يسرا، فيحيى هى الشخصية التى يجسدها آسر ياسين من خلال فيلم صاحب المقام» فى ثانى تجربة له عبر منصة بعد أن قدم مسلسل «كل أسبوع يوم جمعة».
يقول آسر ياسين إنه لم يتردد فى قبول الشخصية بعد أن تحدث مع المخرج محمد العدل فى جلسات عمل جمعت بينهما تحدثا خلالها عن الفكرة وتحمس كثيرا، وبأنه كان بالفعل مرتبط بأكثر من عمل لكنه قرر تأجيله لكى يخرج الفيلم للنور فى الوقت المناسب.
وأضاف أنه شعر أن الفيلم به الكثير من الروحانيات وقت التصوير على الرغم من الصعوبة لكنه تأثر كثيرا بهذا الدور فى حياته الشخصية وشعر بأنه يخاطب قلبه، فهو يحب القراءة فى الصوفية. وقال إنه قبل الفيلم لم يكن يعلم بأن هناك من يذهب للأضرحة فى المناطق الشعبية لكى يرسل رسائل مكتوبة إلى الله.
وعن شخصية يحيى يقول إنه رجل أعمال يتعرض للعديد من المشاكل بعد أن يتخذ قرارًا يقلب مسار حياته ويجعله يواجه العديد من الأزمات بحياته العملية والشخصية بعد تعرض زوجته «أمينة خليل» للدخول فى غيبوبة بشكل مفاجئ، وفجأة تظهر له شخصية «روح» والتى تجسدها يسرا فيتغير تفكيره تماما ويبدأ رحلة جديدة ويقابل أشخاصًا مختلفين.
ويؤكد آسر ياسين أن التحول لشخصية «يحيى» ضمن الأحداث من رجل لا يؤمن بالصوفية إلى العكس تماما، هو أمر منطقى كثيرا بعد تعرضه لكل هذه الأزمات ضمن الأحداث، ويرى أن هذا الفيلم لديه رسالة مهمة ومختلفة.
وأضاف آسر أنه يؤمن كثيرا بأن كل شىء يحدث بتخطيط ربانى لا يتدخل فيه الأشخاص على الرغم من أن كل منا يكون لديه خططه ومشاريعه إلا أن التخطيط الإلهى يكون الأفضل دائما. أما عن تجربته الثانية بالعرض عبر شاشة المنصات الإلكترونية فيقول آسر ياسين إنه أثناء تصوير الفيلم لم يكن أحد بفريق عمل «صاحب المقام» على دراية أن العمل سيعرض عبر شاشة المنصة ولكنه سعيد بعرض العمل كأول عمل سينمائى مصرى يعرض بالمنصة قبل عرضه عبر شاشة السينما، فهى خطوة مناسبة كثيرا للظروف التى نمر بها.
وأضاف آسر ياسين أن تجربته الأولى عبر شاشة منصة شاهد والتى كانت قبل شهور بمسلسل «فى كل أسبوع يوم جمعة» لمس نجاحها وقت عرض المسلسل وحققت جماهيرية واسعة ما جعله مطمئنًا لعرض الفيلم عبر شاشة منصة شاهد أيضا خاصة أنه سيتيح للجمهور مشاهدته على نطاق أوسع وليس بمصر فقط. وأكد آسر ياسين أن عرض فيلم «صحاب المقام» عبر شاشة منصة شاهد جعلته يصل للعالمية بأعماله العربية فى مختلف دول العالم وهى شىء إيجابى كثيرا للعرض عبر شاشة المنصات الإلكترونية يعوض عن العرض السينمائى، ووجه آسر ياسين رسالة شكر للمنتج أحمد السبكى على مجهوده بالعمل وجرأته لاتخاذ هذا القرار دون تردد أو قلق.
محمد العدل: تجربة مصرية 100%
بتجربته السينمائية الثالثة يؤكد المخرج محمد العدل على أنه لا يقدم تجربة تمر مرور الكرام فمع كل عمل جديد هو صاحب رسالة مختلفة وفى صاحب المقام يقدم تجربة تحمل الكثير من الجرأة والمغامرة.
يقول محمد العدل أنه قبل «صاحب المقام» كان هناك مشروع درامى سيجمعه بالكاتب إبراهيم عيسى وكان يتمنى أيضا أن يعمل معه سينمائيا وحينما قدم له فكرة الفيلم أعجب بها كثيرا وقدمها لأحمد السبكى الذى لم يتردد فى إنتاجها. ويؤكد أن الفيلم يناقش قضية مختلفة لم تقدمها السينما المصرية بهذا الشكل الجرىء من قبل.
وأضاف عن فكرة العرض عبر المنصات الإلكترونية للمرة الأولى أنها تجربة مختلفة كثيرا وتتناسب مع ما يعانى منه صناع السينما بالفترة الحالية بعد أزمة فيروس كورونا التى جعلت السينما تستقبل 25% فقط، أما بعرض الفيلم عبر شاشة المنصات فتتيح للجمهور أن يشاهد الفيلم بمنزله، وأن هذا القرار أيضا يساعد الجهات المنتجة ليجد مسارًا مختلفًا فى ظل هذه الظروف التى يمر بها العالم. وشدد محمد العدل مخرج «صاحب المقام» أن فكرة الفيلم هى فكرة محلية كثيرا تعبر عن المجتمع الذى ينبع منه العمل، وتنقله للثقافات الأخرى بكل دول العالم عبر شاشة المنصة الإلكترونية التى تتيح نسب مشاهدة أكبر من عرضه بدور العرض السينمائية. وعن التشابه بين فيلمه وأحد الأعمال السينمائية الأخرى أكد أنه لم يشاهد الفيلم الذى تحدث عنه البعض وأكد أن فيلم «صاحب المقام» هو فيلم مصرى 100%.
