د.حماد عبدالله يكتب: سيدنا " يوسف عليه السلام" فى مصر !!

مقالات الرأي

بوابة الفجر



هذا المقال ترددت فى كتابته كثيراً ولكن وجدت من اللازم ومن الواجب التعرض لموضوعه فهو يدخل ضمن إطار إهتمامى بالهم العام وبعض الخاص  ولكن هنا فى هذا المقال أعتبره أنه " هم عام " بالفعل ولعل لو هناك حظ لهذه المشكلة أن ينال هذا المقال إهتمام أحد ممن فتح الله عليهم بالعلم أو سلطة القرار التنفيذى لكى ندلى جميعاً (بدلاوينا ) (جمع دلو) فى هذه القضية .
الموقف أننالا نعدل أبداً فى تصرفاتنا  المالية مع الإدارة العليا فى كل مؤسساتنا فى البلد بما فيها رئيس مجلس الوزراء ، الوزير ، المحافظ على قمة الهيكل الوظيفى فى البلد ، وبالتالى ينعكس ذلك على أساتذة الجامعات وأصحاب الكادر الخاص سواء كانوا قضاة أو ضباط شرطة أو جيش أو مهنيين وكبار الموظفين فى الدولة.
فجدول المرتبات الذى يعتمده الدكتور " محمد معيط" وزير مالية وخزانة مصر والذى يعلن دائماً معاناته من شقة (الطلب أكثر من الدخل) وبالتالى تحضرنى فوراً قصة " سيدنا يوسف بن يعقوب " عليه السلام وزير خزانة مصر الفرعونية حينما جاء على رأس خزانة مصر الفرعونية فى أصعب الظروف الإقتصادية التى مرت بالبلاد كما جاء فى التاريخ.
نعود للموضوع الهياكل الإدارية ومرتباتها المعتمدة من وزراء المالية شيىء مضحك للغاية ولكن هناك ما يضاف إلى تلك المرتبات تحت أسماء وهمية 



مثل بدل كتب ، بدل بحوث ، بدل جهد إضافى ، بدل مكتبات ، بدل ملابس ، بدل أخطار وظيفية وبدل جلسات وبدل أى كلام !!

إننا نبحث عن إضافات لهذه المرتبات الهزلية لموظف الدولة مهما كان منصبه ورقيه وسموه وإرتفاعه الأدبى ، إلا أن هناك مثل هذه السخافات المضافة لكشف المرتبات حيث يصل أصل المرتب ستمائة جنيه لوكيل أول الوزارة ولعل الوزير أيضاً لا يزيد عن ألف ومائتين جنيهاً ولكن بالإضافة ربما يزيد عن 200% من أصل المرتب.
أى إجمالا أيضاً لا يتعدى الثلاث آلاف من الجنيهات شهرياً !!
شيىء يدعوا الموظف العام يسعى إما لمحاولة الإضافة لدخل شريف وفى الأغلب الأعم فى طبقات الموظفين المتعددة الدرجات هناك سعى غير شريف ، بمعنى غير كريم  أى أن هناك إمتهان للموظف أمام طلبات الحياة  ، وما يمتلكه من إمكانات مرتب متواضع  لكن الشيىء المدهش أن نفس المؤسسة التى يقبض فيها الكبير هذا المبلغ الهايف نجد طفل جميل يأتى أوطفلة جميلة تأتى لكى تقبض عشرات الآلوف من الجنيهات فى الشهر تحت مسمى " الخبرة النادرة " – شيىء لا يصدقه عقل إلا العقل المصرى المتخلف للأسف الشديد!!