بعد فضح علاقتها بحزب الله.. كيف تخاطر قطر بنفسها؟

عربي ودولي

بوابة الفجر


مخاطرة قطر بتمويل جماعات الإرهابية من أجل اتقاء شرها، يضعها في وجه النار، فإصرار الإمارة الصغيرة على تقديم الدعم المالي والعسكري لمليشيا إيران في المنطقة، رغم كل التحذيرات العربية والغربية ومقاطعة شقيقاتها لها، سيعرضها وكذلك الجهود التي تسعى لمحاصرة نفوذ إيران بالمنطقة للخطر.

وما كشفته الوثائق التي اطلعت عليها شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية بشان تمويل قطر لصفقات الأسلحة لصالح ميليشيا “حزب الله” الإرهابية، يؤكد ذلك، حيث أكدت الشبكة أن ذلك يعرض القوات الأمريكية البالغ عددها 10 آلاف عنصر والمتمركزة في قطر، للخطر.

وفي 2019، رد الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، على تصريحات لوزير الخارجية القطري السابق، حمد بن جاسم، تضمنت مغالطات قطرية معتادة ضد دول المنطقة، بعد موافقة الملك سلمان بن عبدالعزيز على استضافة 500 جندي أمريكي، قائلا:" "حمد بن جاسم القريب البعيد وعراب سياسات الظاهر والباطن كان دائما سباقا في توجهاته ومنها استقدام القوات الأميركية إلى قطر وتأسيس العلاقات مع إسرائيل والتحريض على الفوضى في سوريا وليبيا، ملاحظاته اليوم من باب الاستهزاء وكأن الخطر المحيط لن يطال قطر".

وتضم قطر أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، وهي قاعدة العديد، والتي تستضيف 10 آلاف جندي أمريكي، فضلًا عن عدة قواعد عسكرية تركية تضم قرابة ٥٠٠٠ جندي تركي، ومئات المستشارين العسكريين، ليس ذلك فحسب، فقطر أصبحت أرضا مستباحة للحرس الثوري الإيراني.

وعقب استهداف قائد فيلق القدس السابق، قاسم سليماني، سارع وزير خارجية قطر، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني للقاء نظيره الايراني محمد جواد ظريف في طهران، بعد أن انتشرت أنباء غير مؤكدة تشير إلى أن طائرة الاغتيال المسيرة قد انطلقت من قطر، استباقًا لأي رد انتقامي قد تتعرض له بلاده، خصوصا وأن القوات الأمريكية متواجدة في أكبر قاعدة في الخليج، قاعدة العديد في قطر.

وعندما تزايدت التوترات بين طهران وأمريكا، في سبتمبر من العام الماضي، كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الإدارة الأمريكية نقلت مقر قيادة القوات الجوية الأمريكية في الشرق الأوسط بشكل مؤقت من قطر إلى ولاية ساوث كارولاينا؛ في ظل التوترات مع طهران ومخاوف من نشوب صراع في المنطقة.

واعتبرت الصحيفة أن تلك الخطوة تشكل تحولًا تكتيكيًا مهمًا رغم أنها استمرت فترة وجيزة؛ حيث استعادت قاعدة "العديد" السيطرة، وذلك رغم نفي وزارة الدفاع الأمريكية والحكومة القطرية الأمر.

ويرى قادة سلاح الجو إن نقل المهام إلى قاعدة مختلفة كان طموحًا طويلًا بفضل التكنولوجيا الجديدة، إلا أنه يأتي وسط تجدد التوتر مع إيران، وقال الميجور تشانس سالتزمان إن "الوظائف التي يوفرها مركز العمليات الجوية والفضائية المشترك في قاعدة "العديد مهمة للغاية وضرورية للغاية، لدرجة أننا لا نستطيع تحمل وجود نقطة فشل واحدة"، ولكن الحوادث الأخيرة التي تورطت فيها إيران ساعدت على زيادة إلحاح المشروع.

ويقول محللون إنه في حالة اندلاع نزاع مع إيران، فمن المحتمل أن تصبح"العديد" مستهدفة، خاصة وأنه لا يوجد ضمان كبير على أنه يمكن الدفاع عنه، وهو ما اكده دوجلاس باري، وهو باحث متخصص في الطيران بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية بلندن، بقوله: "لا يتطلب الأمر الكثير من الخيال لإلقاء نظرة عليه والتفكير فيه، إذا احتدمت الأمور وتطورت إلى صراع شامل، فستكون قاعدة العديد أحد الأهداف ذات الأولوية".