حقائق جديدة عن تمويل تنظيم الحمدين لحزب الله الإرهابي

عربي ودولي

بوابة الفجر



يوما بعد يوم تنكشف فصول تمويل تنظيم الحمدين القطري لحزب الله الإرهابي اللبناني، فبعد أن كان المتورطين الرئيسيين في القصة غير معروفين، ظهرت أسمائهم ومناصبهم، لتتضح جوانب القضية أكثر وأكثر، وسط مطالبات أوروبية بعقاب قطر.

وقال العميل السابق لعدد من أجهزة الاستخبارات الغربية، جايسون جي، في تصريحات صحفية لموقع "فوكس نيوز" الأمريكي، إن عضوا بالعائلة الحاكمة في قطر هو من سمح بمنح أسلحة إلى حزب الله الذي تصنفه الولايات المتحدة منظمة إرهابية.

ويملك جايسون، ملف وثائق يثبت تمويل قطر لحزب الله، حصل عليه إبان عمله في الدوحة كعميل سري لأحد أجهزة الاستخبارات.

ويتضمن الملف معلومات عن صفقة سلاح اشترتها شركة قطرية من أوروبا الشرقية، لصالح حزب الله.

ويوثق الملف أيضا الدور الذي لعبه عضو العائلة الحاكمة في قطر، في مخطط تمويل حزب الله منذ عام 2017، وفق فوكس نيوز.

و"جايسون جي"، هو عميل استخبارات سابق، يملك في الوقت الحالي شركة مقاولات في ألمانيا، وسبق له العمل في العديد من أجهزة الاستخبارات العالمية، وخدم في جهاز استخباراتي غربي قوي لمدة 16 عاما.

كما أنه خدم في الفترة بين 2016 و2017 كعميل سري لأحد أجهزة الاستخبارات الغربية، في قطر، حيث تولى جمع المعلومات عن نشاط الدوحة في تمويل التنظيمات الإرهابية.

وكانت صحيفة دي تسايت الألمانية، أول من كشف فضيحة تمويل قطر لحزب الله، وذكرت أن الملف الذي بحوزة جايسون يضم معلومات عن تبرعات بمبالغ طائلة جمعتها مؤسسة قطرية، بمعرفة مسؤولين كبار في الحكومة القطرية، وذهبت إلى حزب الله في لبنان.

في المقابل، أوضح موقع فوكس نيوز نقلا عن الملف نفسه، أن جمعيتين قطريتين تعملان تحت غطاء الأعمال الخيرية، هما جمعية الشيخ عيد بن محمد الثاني الخيرية ومؤسسة التعليم فوق الجميع، منحا أموالا لحزب الله تحت غطاء "الطعام والدواء".

وكانت صحيفة دي تسايت ذكرت أن شركة علاقات عامة ألمانية خاضت منذ نهاية 2017، جهود وساطة بين جايسون وقطر، التقى خلالها العميل الاستخباراتي مع دبلوماسي قطري كبير في 6 اجتماعات في بروكسل، من أجل تسوية الأمر، وإعادة ملف الوثائق إلى الدوحة.

لكن "فوكس نيوز" كشف هوية الدبلوماسي القطري، وهو عبد الرحمن بن محمد سليمان الخليفي، سفير قطر في بلجيكا.

ولفت الموقع الأمريكي إلى أن "الخليفي حاول شراء صمت جايسون مقابل 750 ألف يورو".

ورفض جايسون التوقيع على اتفاقية الصمت قبل أسابيع، وكانت الاتفاقية تلزم جايسون بعدم الحديث عن الملف وما فيه من معلومات، وتنص على غرامة ضخمة في حال مخالفته الاتفاق.

وفي هذا الإطار، قال جايسون لـ"فوكس نيوز": "هدفي هو أن توقف قطر تمويل المتطرفين"، مضيفا "على قطر ابعاد التفاح السيء إذا أرادت أن تصبح عضوا في المجتمع الدولي".

وتتشابه تصريحات جايسون لـ"فوكس نيوز" مع تصريحات سابقة لـ"دي تسايت"، قال فيها إنه "القطريين تعهدوا لي (في الاجتماعات مع الخليفي) في البداية بطرد ممولي حزب الله من أوساط السياسة والسلطة، لكنهم لم يفعلوا ذلك، لذلك لم أوقع اتفاق معهم".

وتعليقا على هذه القضية، قال موقع "فوكس نيوز"، إن "تمويل قطر لواحدة من التنظيمات الإرهابية، يثير شكوكا حول شراكة الإمارة والولايات المتحدة في ملف مكافحة الإرهاب"، مضيفا: "عدد من السياسيين الأوروبيين البارزين يطالبون بإجراءات عقابية ضد قطر".

ونقل الموقع الأمريكي عن ناتالي جوليه، وهي سيناتور فرنسي قادت لجنة تحقيق في ملف الشبكات الإرهابية في أوروبا، قولها: "لابد أن يكون لدينا سياسة أوروبية فيما يتعلق بقطر، وأن نكون حريصين فيما يتعلق بتمويلها للإرهاب".

وأضافت: "بلجيكا (مقر اجتماعات الدبلوماسي القطري وجايسون) يجب أن تطالب الاتحاد الأوروبي بفتح تحقيق وتجميد جميع الحسابات المصرفية القطرية".

وأوضحت: "علينا وضع سياسة واضحة لمنع أي تمويل للإرهاب خاصة من دول مثل قطر وتركيا" التي تدعم الإخوان وأيدلوجيتها الخطيرة.

فيما قال إيان بيزلي جونيور، عضو البرلمان البريطاني لـ"فوكس نيوز": "سلوك النظام القطري فاضح، ويجب على الحكومات في بلجيكا والمملكة المتحدة اتخاذ موقف حاسم".

وتابع: "هذه الاتهامات خطيرة، خاصة وأن سفير (قطر لدى بلجيكا) والناتو متورط فيها، ويجب التحقيق فيها واتخاذ إجراءات مناسبة".

وأضاف: "حزب الله جماعة إرهابية محظورة في بريطانيا والعمل معها لا يمكن التسامح معه"، متابعا: "سأتصل غدا بوزير خارجية المملكة المتحدة، وأطالبه بالتحقيق في هذه الاتهامات".

أما إفرايم زوروف، وهو مسؤول في منظمة سيمون وايزنثال الحقوقية الأمريكية، فقال: "دور قطر في تمويل حزب الله يتطلب اتخاذ إجراءات فورية ضد المتورطين وطرد السفير القطري فورا".