أثري يكشف عن نقوش نادرة عمرها 1250 عام مهددة بالاندثار بقرافة الشافعي (صور)

أخبار مصر

أبو العلا خليل الباحث
أبو العلا خليل الباحث الأثري


تعتبر النقوش الإسلامية سواء شواهد القبور، أو النصوص التأسيسية من أهم العناصر الأثرية، حيث أنها التاريخ مكتوبًا بيد أصحابها، ولا تقل أهمية بحال عن أي بردية أو نص مكتوب على حائط معبد مصري قديم، وتعتبر نقوش شواهد القبور أحد المصادر التي يعتمد عليها الباحث في تأصيل فترات تاريخية أو أحداث. 

وكشف أبو العلا خليل الباحث الأثري المعروف، عن مفاجأة من العيار الثقيل في حوش شريف باشا، الكائن بشارع السيدة نفيسة في قرافة الإمام الشافعي، وهو حوش رائع للغاية تم تأسيسه على الطراز الإسلامي المملوكي. 

وقال خليل في تصريحات خاصة إلى الفجر، إن على يمين الفناء الخارجي للحوش شاهدي قبر رخاميين أثريين غاية في الندرة، يرجع تاريخهما على الأقل إلى  1250 عام مضت، تم نقشهما بالخط الكوفي على الرخام، والخط غير منفوط، أي دون نقط أو تشكيل على الأحرف، أي أن الشاهدين يرجعان إلى فترة ما قبل ظهور النقط والتشكيل. 


وأشار خليل إلى أن أحد الشاهدين لسيدة تدعى فاطمة الله، وهما يشبهان شواهد القبور الموجودة في مقام يحي الشبيه، من ناحية الطراز والخط، ولكن شواهد يحي الشبيه أصبحت مدمرة الآن بفعل الرطوبة والأمطار الأخيرة، والأملاح، على عكس هذهين الشاهدين الموجودين على حالتهما، مما يجعل قيمتهما الأثرية عالية للغاية. 

وقال خليل إنه اكتشف هذين النقشين منذ فترة طويلة، وأوصى بضرورة سرعة تسجيلهما ونقلهما إلى متحف الفن الإسلامي، ودراسة النصوص عليها، وتحديد أسماء أصحابها، وتاريخ الإنشاء، نظرًا لندرة هذه النقوش وما تمثل من قيمة تاريخية، ولكنهما لم يُسجلا حتى الآن. 


وأشار إلى أن التربي المسؤول عن المدفن، وكان يدعى عم إبراهيم، وكان رجلا صالحًا يعلم قيمة هذه الشواهد الرخامية ويحافظ عليها، ولكنه مات منذ أيام وترك أولادًا صغارًا يُخشى من إساءتهم التصرف في هذين الشاهدين. 

وكان الشاهدين مغطيان بباب خشبي أثري قديم، وأفاد أبو العلا خليل أنه الباب أصبح غير موجود الآن، وتم استبداله بقطعة خشب، وقد كان هذا الباب من الضخامة والثقل بحيث يحتاج إلى أربعة رجال لتحريكه، وكما نعرف أن الأبواب الخشبية أصبحت مهمة للغاية، ويتم الآن شرائها وتصديرها لإقبال الأوربيين عليها.