أستاذ آثار يدق ناقوس الخطر.. أنقذوا بوابة الرامسيوم بالأقصر من السقوط

أخبار مصر

بوابة الرامسيوم بالأقصر
بوابة الرامسيوم بالأقصر


أطلق الدكتور محمد صالح عالم الآثار ومدير عام المتحف المصري الأسبق، نداءً ومناشدة إلى الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار والدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، وأعضاء اللجنة الدائمة للأثار المصرية القديمة لإنقاذ بوابة معبد الرامسيوم بالبر الغربي في مدينة الأقصر.

وكشف صالح أن البوابة وصلت إلي حالة سيئة جدًا، وسبق أن تشكلت لجنة مصغرة من اللجنة الدائمة منذ 10 أعوام برئاسة الأستاذ الدكتور مصطفي الغمراوي وعضوية مجدي الغندور وعضويته، وتقابلنا مع الدكتور محمد البيلي مدير منطقة القرنة حينئذ والدكتور كريستيان لوبلان رئيس البعثة الأثرية للرامسيوم.

واتضح أن المشروع أكبر من طاقة البعثة الفرنسية حينها، واجتمع رؤساء بعثات الحفائر الأجنبية في مصر مع اللجنة الدائمة للأثار المصرية ولم يحدث شيء، وطالب بإطلاق حملة دولية لإنقاذ بوابة معبد الرامسيوم المنهارة، والتي أصابت المياه الجوفية "التي عولجت من عدة سنوات" والأملاح أساساتها، ويمكن أن يحدث لها -لا قدر الله- ما هو أسوأ، وأرجو التحرك قبل أن يحدث ما لا يحمد عقباه.

وتابع صالح: أعرف أن موضوع إعادة تركيب أحجار بوابة معبد الرامسيوم صعب جدًا وتناقشت عدة مرات مع مسيو لوبلان أثناء اجتماع اللجنة الدائمة في إحدى المرات، ومع الزميل الدكتور محمد البيلي، واقتنعت أن العمل ليس سهلًا واتفق تماما مع خطاب المعهد الفرنسي وترجمته العربية في هذا الشأن.

وأضاف: ندائي للوزارة بعد عمل جلسة منذ بضعة سنوات مع رؤساء البعثات الأجنبية في مصر اتضح أيضا أنهم لا يستطيعون القيام بالعمل سواء فرادى أو مجموعة منهم، ورأيت أن أعيد إحياء الموضوع الذي أصبح في غياهب النسيان ولن أنسي إثارته ما حييت.

وتابع: أقدر ما قام به الدكتور كريستيان لوبلان في المعبد على الرغم من أني غير موافق على إعادة تركيب أعمدة من أحجار غير أثرية لإكمال شكل صالة الأعمدة وكذا أرضيات بأحجار غير أثرية، ويُحمد للبعثة القيام بحفائر واكتشاف تماثيل هامة جدًا وتنظيف المعبد.

وواصل: ندائي لوزير السياحة والأثار والأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، بعمل حملة دولية بمساعدة اليونسكو لعمل ما يسمي كونوسرتيوم، وطلب مساعدات من الدول للمساهمة في هذا المشروع الهام مثلما حدث مع معابد أبو سمبل وفيلة ومقبرة نفرتاري وغيرها، وما قام به لوبلان من عمل في إعادة تركيب النصوص الخاصة بالبيلون علي الورق أمر محمود جدًا وله الشكر هو ومساعدوه.

وأكد، لا بد من البدء في عمل الدراسات المطلوبة وشراء قطعة الأرض شرق معبد الرامسيوم من الأهالي، وعمل المنصات المطلوبة لرص الأحجار المفكوكة عليها وغيرها من أعمال تحضيرية يجب أن تبدأ من الآن وليس غدًا، وكل ذلك ناقشناه من عشر سنوات ولم يحدث شيء. 

وأضاف: قام المسيو جولفان كما أعتقد مشكورًا بعمل حائط من الطوب اللبن حتي لا ينهار جسمي برجي البيلون والذين لم يسقطا حتى الآن بفضل الله ولا أتهم أحدًا بالتقاعس بل أدق ناقوس الخطر.

من ناحيته قال الدكتور أحمد سعيد أستاذ آثار وتاريخ مصر والشرق الأدنى القديم جامعتي القاهرة والكويت أن الموضوع فعلًا جاد ويجب أن يؤخذ بجدية، لأنه ليس عندنا سوى رامسيوم واحد يملك أهم نقوش معركة قادش، وهذا استنادًا على المجهودات الكبيرة التي تبذلها وزارة السياحة والآثار بقوة وجد بقيادة الوزير الدكتور خالد العناني، بجانب مجهودات المركز الفرنسي الذي يعمل على دراسات الرامسيوم منذ أكثر من أربعين عامًا.

وقال سعيد إن ترميم الرامسيوم واجب مقدس، وقد يتكلف الكثير ويحتاج بالفعل لحملة من اليونسكو باعتباره ضمن أهم موقع في مصر مسجل على قائمة التراث العالمي، ويجب وضع خطة وتكوين لجنة سريعة للعمل، ونبدأ بإمكانيتنا إلى أن تتم تهيئة الظروف كاملة.

وعن رؤيته لكيفية إنقاذ الرامسيوم، قال، نبدأ أولا بوضع خطة ترميم محلية ولدينا المرممين الأكفاء، بوجود لجنة من أساتذة الأثار المصرية لمراجعة المصادر وكل المنشور علميًا عن الرامسيوم، حتى يكون هناك رسم وتصور واضح لبوابتي الرامسيوم ونقوشها، وذلك ليعتد به في الترميم والفك والتركيب إذا لزم، وفي نفس الوقت يتم التحرك الفعلي لنداء دولي عن طريق اليونسكو، لعمل حملة عالمية للمساهمة في هذا المشروع الهام لإنقاذ معبد الرامسيوم وصروحه.