رجب الشرنوبي يكتب: "كراكيب" الحزب الوطني وتلوث الساحة السياسية!!

مقالات الرأي

بوابة الفجر



الحزب الوطني.. البلد بلدهم..صوتنا لا هيقدم ولا هيأخر..إحنا غلابه..مصطلحات لا زالت تتردد في بعض حلقات الحوار حينما يدور الحديث حول الإنتخابات،إرث من تراث سيء السمعة ورثته الساحة السياسية عقب سيطرة الحزب الوطني عليها لأكثر من ثلاثة عقود قبل يناير، ممارسات لا زالت رائحتها العفنة تزكم الكثير من الأنوف ولم تغادر ذاكرة من أكتوي بها وكانت سبباً يوماً ما في ظلم وقع عليه أو سُلب حق من حقوقه وأسرته بسببها، فهل لا زالت مخالب الحزب الوطني القديم تقبض علي طموح وأحلام أبناء الطبقة الكادحة والتي تمثل السواد الأعظم من المصريين؟!

هل يمكن لهذه المفاهيم القديمة والتي تعد بمثابة قطع متهالكة من المفروشات و الأثاث  القديم"الروببيكيا" أن تعوق إعادة تهوية المنزل وإعادة فرشة من جديد حتي تتنفس  معه الأجيال الجديدة هواء نقي وتولد لديها مشاعر الأمل في غداً أفضل بعد الخلاص من هذه "الكراكيب"؟؟!

بداية لا خلاف علي أن ممارسات الحزب الوطني علي مدار ثلاثة عقود مضت قبل أحداث يناير كانت كافية لترسيخ مثل هذه المفاهيم المحبطة، بل كانت كفيلة بقتل الطموح والأمل في غداً أفضل لأجيال ولدت في هذه الحقبة أو عاصرتها،وليس خافياً علي أحد منا أن الحزب الوطني بممارساته المختلفة كان ضمن الأسباب الرئيسية وراء أحداث يناير وما تبعها من سنوات الخراب العربي.

هذه الأجيال نفسها هي من إستردت بقبضتها وطنها مرة أخري ممن تصوروا " التنظيم الدولي للأخوان ووكلائه" أنهم حلوا بدلاً منه،  وأنهم بإمكانهم الإستمرار خمسمائة عام علي الأقل في حكم مصر!!!!ونسي هؤلاء أن هوية مصر التي تكسرت علي أعتابها كل الهجمات الإستعمارية  الشرسة عبر تاريخها الطويل كانت قادرة علي إحتضان هذه الثقافات جميعها  دون أن تذوب فيها!!!

إضافة إلي ذلك يجب علينا أن نُقِرّ عدداً من الحقائق حتي نستطيع أن نؤسس بواقعية ساحة سياسية جاذبة نقية تقوم في الإساس علي مشاركة سياسية حقيقية ومعبرة،اول هذه الحقائق أن الحزب الوطني وصل لأعلي درجات التنظيم بين كل الأحزاب المصرية وأقواها تأثيراً.

 لا يستطيع  أحد أن ينكر أن الحزب تسلل إلي كل حارة بل كل شارع في كل قري مصر،كما أنه من الظلم البين أن يُتهم كل من مارس حقة السياسي من خلال وحدة تنظيمية من وحدات الحزب الوطني بالخيانة وعدم الوطنية،فالحزب مثله مثل أي مؤسسة حكومية أو شعبية يحتوي بين أروقته الصالح والطالح..الشريف والفاسد..الكفء والمتسلق.

الحقيقة الثانية أنه بالرغم من النوايا السيئة والأهداف الخبيثة التي كانت وراء أحداث يناير والتي أستغلت المطالب المشروعة لفتيات مصر وشبابها الأنقياء إلا أنها ساعدت بشكل أو بآخر علي زيادة الوعي السياسي والإقبال عليه  في الشارع المصري بين الأجيال الحالية من أبناء مصر وهو حق دستوري وطبيعي لهم.

ثالث هذه الحقائق انه منذ تولي القيادة السياسية الحالية المسئولية تعمل بشكل دائم ضمن إطار واضح من القناعات السياسية الوطنية الراسخة، التي تهدف إلي تغيير هذه المفاهيم وتنقية الأجواء وتحسين الصوره الذهنية للدولة بكل مؤسساتها عند كل مواطن، خصوصاً الأجيال الجديدة فهي من بيدها صنع مستقبلها مستفيدة في ذلك من خبرات وطنية شريفة تحاول أن تأخذ بيدهم وتساعدهم.

إهتمام الدولة بالشباب والمرأة وذوي الإحتياجات الخاصة وأبناء مصر بالخارج قناعات ورؤي سياسية يعمل الرئيس السيسي علي تثبيتها ووضعها في الإعتبار والأخذ بها في خطط الدولة بشكل واضح طوال الوقت.

وجود اكثر من مائة حزب سياسي دليل واضح علي حرية العمل السياسي والإنتماء الحزبي رغم أن الغالبية العظمي من هذه الأحزاب كرتونية وليس لها وجود فعلي علي الأرض.

لن يحك جلدك إلا ظفرك "حقيقة"توارثناها أجيال وراء أجيال يجب أن يؤمن بها كل فتيات مصر وأبنائها، صناعة التاريخ وتغيير الواقع يحتم عليهم قطع طريق طويل لإثبات وجودهم وإرادة حقيقية هم فقط من يمتلكون قرارها، أول هذه خطوات هذا الطريق هو زيادة وعيهم السياسي والمشاركة الفعلية من خلال أي من هذه الأحزاب والكيانات السياسية، والتواجد بكثافة أمام اللجان في أي إستحقاقات دستورية وممارسة حقهم في إبداء الرأي وليس التخاذل وعدم النزول،مشاركتهم  في المؤسسات الحزبية تمكنهم من  تغيير مسارها وفق مايؤمنون به من أفكار وأطروحات سياسية لها  الكثير من التأثير علي حياتهم العملية بعد ذلك.

أتمني من شباب مصر وبناتها..رجالها وسيداتها..عجائزها وكل أبنائها..التواجد بكثافة أمام اللجان في إنتخابات مجلس الشيوخ القادمة  يومي الحادي عشر والثاني من أغسطس، فنحن من نصنع مستقبلنا بأيدينا وليس الآخرون، فلا يجب أن نترك الفرصة ليستغلها الآخرون بتخاذلنا ويصنعون هم مستقبلهم بأيديهم ونحن في مقاعد المتفرجين، ساعتها لن يكون أمامنا سوي مر الشكوي والرضاء بالأمر الواقع