مى سمير تكتب: مذكرات هارى وميجان وكواليس الخروج الملكى الذى هز عرش بريطانيا

مقالات الرأي



«العثور على الحرية: هارى وميجان وصنع عائلة ملكية حديثة» عنوان سيرة ذاتية للأمير هارى وميجان ميركل، دوق ودوقة ساسيكس، كتبها كارولين دوراند وأوميد سكوبى ونشرتها هاربر كولينز. تم الإعلان عن السيرة الذاتية فى 4 مايو 2020 لإصدارها فى 11 أغسطس المقبل. ومن المقرر أن يتجاوز الكتاب العناوين الرئيسية لوسائل الإعلام للكشف عن تفاصيل غير معروفة لحياة هارى وميجان معا، مما يبدد العديد من الشائعات والمفاهيم الخاطئة التى طاردت الزوجين.

يحاول الكتاب الجديد «العثور على الحرية: هارى وميجان وصنع عائلة ملكية حديثة» تسليط الضوء على ميجان ميركل والخروج الملكى غير المسبوق للأمير هارى، حيث قام المؤلفون والخبراء الملكيون كارولين دوراند وأوميد سكوبى باستعراض التفاصيل المتوترة التى سيطرت على العلاقة بين دوق ودوقة ساسيكس مع شقيق هارى الأكبر وزوجته ويليام وكيت دوق ودوقة كامبريدج، حيث أطلقت الصحافة عليهم لقب (فاب فور) أو الأربعة الرائعين، ولكن يبدو أو كواليس الملكية كانت تحمل قصصاً تفتقر الكثير من الروعة. 

يستكشف الكتاب - الذى يعرض مئات المقابلات الجديدة مع مصادر قريبة من الزوجين - رحلة دوق ودوقة ساسيكس، بالإضافة إلى «جانبهم من القصة»، حيث يكشف كل شىء من علاقتهما الرومانسية إلى التدقيق العام القاسى الذى واجهوه قبل أن يقرروا فى نهاية المطاف التنحى من أدوارهم الملكية  فى يناير 2020 والانتقال للعيش بين أمريكا الشمالية والمملكة المتحدة. 

الملاحظ أن صناع الكتاب لم يلتقوا مع ميركل والأمير هارى بشكل شخصى. وفقا لبيان صادر عن المتحدث باسم الدوق والدوقة: «يعتمد هذا الكتاب على تجارب المؤلفين الخاصة كأعضاء فى هيئة الصحافة الملكية وتقاريرهم المستقلة». فى المقابل يزعم الكتاب أنه يقدم نظرة عامة موثوقة وحميمة عن تجارب الزوجين والانحراف الدرامى لهما بعيدا عن العائلة المالكة.

1فتاة الاستعراض والأميرة 

عندما دخلت ميجان ميركل إلى حياة الأمير هارى، ورد أن أحد كبار الشخصيات الملكية وصفها بأنها «فتاة استعراض هارى»، بينما قال عضو آخر فى العائلة المالكة: «إنها تأتى مع الكثير من المشاكل». يكشف المؤلفان كارولين دوراند وأوميد سكوبى عن التحيز المزعوم الذى واجهته ميجان عند دخول العائلة المالكة، بالإضافة إلى علاقتها المضطربة مع زوجة شقيق زوجها كيت ميدلتون.

يدعى الكتاب أن ميجان ستوافق على التقييم القائلة بأنها وكيت ميدلتون لا تجمعهما علاقة صداقة. علاقتهما، بعد زواجها من هارى، لم تتقدم كثيرا عما كانت عليه عندما كانت مجرد صديقة هارى.

لم يحدث أى تقارب بين السيدتين، وكتب المؤلفون فى مقتطف من الكتاب، نشر فى صحيفة صنداى تايمز البريطانية: «كانت زهور عيد ميلادها التى ترسلها لها كيت جميلة، لكن ميجان كانت تفضل وقوف كيت بجوارها بشكل شخصى أثناء أصعب الأوقات مع الصحافة».

خلال فترة الخطوبة لم تلتق ميجان مع كيت إلا في  عدد قليل من المناسبات. يروى الكتاب لحظة واحدة عبروا فيها مسارات فى قصر كنسينجتون فى عام 2017، كلاهما يتجهان للتسوق فى نفس الشارع - لكن كيت ذهبت بمفردها فى سيارة رينج روفر الخاصة بها دون أن تهتم بأن تعرض على ميجان بأن تأتى معها.

حسب الكتاب توقعت ميجان أن تجمعها علاقة قريبة من كيت وانتظرت من الأخيرة أن تكشف لها عن كواليس وأسرار العالم الملكى لكى تساعدها فى بدء هذه الحياة الجديدة. فى غضون ذلك، قال مصدر إن كيت شعرت أنه بعدم وجود الكثير من القواسم المشتركة بينهما «بخلاف حقيقة أنهم يعيشون فى قصر كنسينجتون».

وعلى الرغم من أن الصداقة المفقودة بين السيدتين إلا أنهما فى نفس الوقت لم يعلنا حالة حرب مع بعضهما البعض. لقد شعرت ميجان بخيبة أمل لافتقار رابطة خاصة مع سيدة أخرى تجمعهما ظروف مشتركة، ولكنها لم تتوقف كثيرا أمام هذه الحقيقة. 

ينفى الكتاب مجموعة من القصص الملفقة التى انتشرت فى وسائل الإعلام، مثل أن ميجان - قبل زفافها - تسببت فى بكاء كيت أثناء بروفة ارتداء ملابس وصيفات العروس خلال تحضيرات حفل زفافها. يقول أحد المقربين: «كانت تلك القصة سخيفة وخطيرة للغاية»، وكتب المؤلفون: «العديد من المساعدين عبر الأسر الملكية يؤكدون الآن أن دوقة كامبريدج لم تبك خلال أى بروفة على ارتداء ملابس حفل الزفاف». 

وبحسب ما ورد تعتقد ميجان أنها كانت ضحية «التحيز الجنسى والأحكام المسبقة» فى الصحافة الشعبية. يكتب المؤلفان: «إذا استيقظ رجل قبل الفجر للعمل، يتم التصفيق لأخلاقيات عمله. إذا قامت المرأة بذلك، اعتبرت امرأة صعبة المراس أو فتاة ليل. تفاقمت المعايير المزدوجة عندما يتعلق الأمر بالنساء الناجحات صاحبات البشرة السمراء، وغالبا ما وصفت بأنها كثيرة الطلبات أو عدوانية».

2الإخوة الأعداء 

إذا كانت العلاقة بين الدوقات فاترة، فإن الكتاب - الذى يضم حوالى 200 مصدر - يرسم صورة رهيبة للعلاقة بين الأمرين وليام وهارى، مؤكدا ما أثير من تقارير بشأن تحذير ويليام لشقيقه هارى من الاستمرار فى علاقته مع ميجان أثناء مرحلة مبكرة من قصة حبهما.

قال مصدر عن  مشاعر هارى بعد لقائه بميجان: «لم يكن من السهل رؤية هارى سعيداً وراضياً، ولذلك كان من الرائع رؤيته سعيدا». لكن فى الوقت نفسه شعر ويليام دائما أنه بحاجة إلى العناية بشقيقه الأصغر هارى، ليس كملك مستقبلى بل كأخ أكبر. لقد شعر طوال حياتهما بأن عليه أن يراقب هارى والتأكد من أنه ليس فى مشكلة و أنه يسير على  الطريق المستقيم.

وقال مصدر للمؤلفين: «هذان شقيقان قضيا كل حياتهما مع أناس يحاولون الاستفادة منهما»، «لقد طور كل منهما راداراً خاصاً لاكتشاف هذا النوع من الأشخاص، ولكن نظرا لأن ويليام لم يكن يعرف الكثير عن ميجان، فقد أراد التأكد من أن حب هارى لها لم يصبه بالعمى». وفقا للمصادر نبه ويليام شقيقه هارى قائلا: «ليس هناك حاجة للتسرع فى هذا الأمر، خذ الوقت الذى تحتاجه للتعرف على هذه الفتاة». 

حسب أحد أصدقاء هارى شعر الأخير أن ويليام كان مصاباً بالتكبر أثناء حكمه على ميجان. يكتب المؤلفان: «خلال حياته المهنية التى امتدت لعشر سنوات فى الجيش، خارج الفقاعة الملكية، تعلم هارى ألا يصدر أحكاماً سريعة بشأن الأشخاص بناء على لهجتهم، أو تعليمهم، أو عرقهم، أو فئتهم، أو مهنتهم».

بعد تحذير ويليام أصيبت علاقة الشقيقين بالتوتر، و«بالكاد تحدثا»، حيث أوضح المؤلفون أن العلاقات الأسرية داخل الملكية لم تساعدها الأجواء التنافسية الموجودة بين قصر كنسينجتون وقصر باكنجهام وكلارنس هاوس.

توقفت زيارات هارى المنتظمة لرؤية ويليام وكيت وأطفالهما عندما كان الجميع يعيشون فى قصر كنسينجتون بحلول صيف عام 2017. يقول الكتاب إن كيت «لم تفعل الكثير لرأب الصدع». قال مصدر إن هارى سئم من الديناميكية بينه وبين ويليام، وشعر بالغضب من أن شقيقه طلب مثل هذا الشىء الذى يعد بمثابة إهانة لزوجته المستقبلية.

وقال مصدر إن هارى كان يحمى للغاية ميجان. كان الأمير هارى يدرك أن الكثير من الناس ضدهم، وبالتالى كان حريصاً على فعل كل ما بوسعه للحفاظ على سلامتها وإبعادها عن التعرض للأذى - حتى لو كان ذلك يعنى إبعاد نفسه عن هؤلاء الأشخاص. 

3العزلة الملكية 

يرسم الكتاب صورة لشعور هارى وميجان بأنهما محاصران و معزولان بشكل متزايد أثناء محاولتهما تشكيل حياة جديدة لأنفسهما وفقا لتقاليد القصر، وفى نفس الوقت يتعرضان للتشويه من قبل وسائل الإعلام.  ويقال أيضا إن ميجان، التى تخلت عن مهنتها فى عالم التمثيل ومنزلها فى لوس أنجلوس للزواج من الأمير هارى فى 2018، أخبرت أصدقاءها أنها شعرت بالتخلى عن حياتها كلها لهذه العائلة. قالت ميجان لأصدقائها: «كنت على استعداد للقيام بكل ما يلزمه الأمر، ولكننا وصلنا إلى هذا الوضع، إنه أمر محزن للغاية». 

ساعدت علاقة هارى المتدهورة مع ويليام فى تحفيز هارى وميجان للانتقال إلى قصر وندسور. وقال مصدر أنهما أرادا الابتعاد عن الأنظار والمراقبة التى سيطرت عليهما أثناء الحياة فى قصر كنسينجتون.

يُزعم أن الأمير هارى شعر بأنه «غير محمى» من قبل عائلته. تقول المصادر أن الأمير هارى شعر أنه كانت هناك «مناسبات عديدة كان يمكن للمؤسسة الملكية وأسرته أن تساعدهما فيها، وتدافع عنهما، وتدعمهما، ولكن المؤسسة الملكية لم تفعل ذلك أبدا».

وبحسب ما ورد اشتبه هو وميجان فى أن عدداً من أعضاء العائلة الملكية كانوا يسربون قصصا عنها للصحافة. يقول الكتاب: «كان هناك عدد قليل من الأشخاص الذين يعملون فى القصر الذين تمتعوا بثقة الزوجين». صديق للزوجين أشار إلى الحراس باسم «الأفاعى». فى غضون ذلك، وصف أحد موظفى القصر المحبطين من أسلوب عمل فريق دوق ودوقة ساسيكس بأنه «العجلة الثالثة المثيرة للإزعاج داخل القصر».

وقالت المصادر إن الأمير هارى يعتقد أن بعض الحراس «ببساطة لم تعجبهم ميجان ولم يتوقفوا عند عمل أى شىء لجعل حياتها صعبة». 

 فى الوقت الذى حاول فيه هارى وميجان القيام فيه بمهامهما الملكية على أكمل وجه، يدعى الكتاب أن الزوجين شعرا بالإحباط لأنهما لم يسيطرا على القصص التى تتناول حياتهما وأخذا المقعد الخلفى للأمير وليام وكيت ميدلتون.

يقول الكتاب: «مع زيادة شعبيتهما، واجه هارى وميجان صعوبة فى فهم سبب اهتمام قلة قليلة داخل القصر بمصالحهما». لقد كانا مركز اهتمام وسائل الإعلام وعلى الرغم من ذلك كان عليهما الاكتفاء بدور ثانوى. أحيانا يتم إخبارهما أن مشاريعهما يجب أن تنتظر إلى أن يتم الإعلان عن مشاريع أو مبادرات ولى العهد الأمير تشارلز والأمير وليام. 

4- التنحى 

وبحسب ما ورد كان قرار الأمير هارى بالتنحى من أصعب قرارات حياته. وأوضح مصدر أنه على الرغم من أنه لم يكن من السهل عليه المغادرة، إلا أنه كان خياره الوحيد لكى يسعد عائلته الصغيرة ويخلق الظروف المناسبة لتربية ابنه. يقول الكتاب: «يحب هارى الملكة، لكن زوجته تشعر بالظلم، وهو يعشق ابنه. عالم هارى كله هو ابنه الصغير ارشى».

ورد أن إخفاء الأمير هارى وميجان قرارهما عن الجميع تسبب فى إثارة الشكوك بوجود سوء نية من أجل النيل من سمعة الأسرة المالكة. ووفقا للكتاب، فإن استقالة الزوجين تسببت فى شعور الملكة بالألم، التى زعم أنها لم تكن على علم بهذا القرار. حتى أن هارى وميجان فكرا فى كسر البروتوكول لرؤيتها فى يناير عندما عادا إلى المملكة المتحدة فى زيارة قصيرة لكنهما كانا يخشان من أن الزيارة قد تتسبب فى مزيد من المشاكل. 

يؤكد الكتاب أن ميجان لم تكن صاحبة قرار مغادرة العائلة المالكة بل هارى الذى كان بمثابة القوة الدافعة وراء هذا القرار الذى هز عرش بريطانيا.