العلاقة بين الصحافة والمشاهير «بوسة وقلم».. وحكاية أول عزاء كتبته مصادفة منذ «15» عامًا

منوعات

بوابة الفجر


 شهيرة النجار

العلاقة بين الصحافة والمشاهير علاقة غريبة ومعقدة، فمشاهير الفن بعضهم يصدّر حياته الشخصية فى الصورة العامة، وما أن تهاجمه الصحافة أو تنتقده، حتى يبادر الفنان أو الفنانة بالقول: لماذا تتدخل الصحافة فى حياة المشاهير الخاصة؟ على الرغم من أنها الصحافة ذاتها التى يرسل الفنان أو الفنانة لها من خلال مديرى أعمالهم أخبارهم وحفلاتهم وتعاقدات مسلسلاتهم وأفلامهم الجديدة حتى يتم النشر، لأنه بالبلدى «الماركتنج» أو التسويق لهم الجالب للشهرة، وما أن يتزوج الفنان ينشر صورة زفافه أو إنجابه، ولو حدث مشاكل فى الزواج وكتبت الصحافة يهاجمها ويصول ويجول، وأنتم مالكم وخذ عندك، والأمثلة كثيرة حول زيجات سرية وأبناء ونسب وقضايا طلاق وخلافه، والأمر ذاته بطريقة «لا تقربوا الصلاة» مع مشاهير المجتمع من أهل المال والسهر والحفلات، وما نطلق عليه وجوهًا اجتماعية مألوفة، لكن الحقيقة تلك الطبقة بها تفريعات معقدة، فليس كل مشاهير المجتمع ذوى حظوة، أو بالبلدى يريدون التحكم فيما يتم نشره عنهم أو لا يتم، فيه ناس تسعى بل تبذل الرخيص والغالى لنشر صورها حتى يقال شخصية مجتمع، ويا سلام لو الصورة مع شخصية أقدم شهرة أو ماليًا معروفة يكون الشو عالى، حتى إذا وصلت تلك الشخصية للشهرة التى تريدها بعد الإعلانات غير الرسمية، تبدأ فى التنطيط ومتى تنشر ومتى لا تنشر، حتى إن حفلات هذا العالم من المجتمع كان يصدر من أجلها مجلات كاملة صور فقط لا غير لنقل صور الأفراح وحفلات الغداء داخل البيوت، أو تحت عنوان سهرة مع الصديقات أو الأصدقاء، افتتاح فيللا فلان الجديدة أو عيد ميلاد فلانة، خطوبة فلانة، يوم على البحر مع الصديقات، عزاء فلان أو فلانة، لكن، وتحت كلمة لكن كام خط، متى ينشر هؤلاء صور الأفراح أو الأحزان أو الحفلات حسب الظروف التى تلاءمهم، فمن غير المعقول حد تظهر صور له فى زفاف وكان عنده حالة وفاة قبلها بأسبوع يبقى هنا المجلة أو الصحيفة التى نشرت صوره فى المناسبة السعيدة ستضعف أسهمه، يبقى تتهاجم الصحيفة ويردد كلامًا من نوعية «أنتم بتدخلوا فى خصوصية الناس ليه؟.. وعيب»، ومش بعيد شتيمة «يا مرتزقة» وكلام من النوع دا. اعتبر نفسى أول من كتب عن الجنازات والعزاءات، وجاء ذلك مصادفة، وكان لهذه المصادفة عامل فى فهمى لطبيعة هذا المجتمع الذى يطلق البعض عليه «مخملى» أو «إيليت»، حيث كان المتوفى نجم مجتمع شهير بحفلاته الكبيرة السنوية التى تصل لألف فرد داخل قصره، وكان يبتدع كل عام طريقة فى الملابس لدخول حفلاته التى ينعم على أكابر المصايف بدخولها، ولما توفى لم يسر فى جنازته إلا عدد لا يتعدى أصابع اليد الواحدة، فكتبت شعرًا عن المرحوم وعلاقاته ودنياه وكيف لم يسر أصدقاؤه فى جنازته، وإذ فجأة بعد نشر الخبر يهب أحد أفراد الأسرة غاضبًا عليّ، ليكتب أن الجنازة كانت بالآلاف، أى والله، كلمته وقلت له وقتها أسماء الأشخاص الذين حضروا الجنازة والأمارات، فصمت، ثم قال: عارف بس ما ينفعش يكتب إن جنازة «....» لم يحضرها أحد، إحنا كبار. قلت له: كتبت عشان أورى الناس الزمن فالرجل الذى كان قصره مليئًا بالأصحاب لحظات الفرح وخيره عليهم استخسروا حتى يسيروا فى وداعه لمثواه الأخير، فهذه هى الدنيا، وأكملت: وبعدين فلان الله يرحمه كان بيكلمنى عايز أخباره وحفلاته وعزوماته داخل قصره أنشرها له، ولو كان عايش كان طلب خبر وفاته يتنشر لو مات، ليرد قريبه: ماشى لكن ما نقولش إن اللى حضر لم يتعد «9» أفراد.

هنا عزيزى القارئ تأتى المعضلة، كيف ومتى نكتب، فلو كتبت ما لا يتناسب مع ظروف المكتوب عنه تبقى «متلصص»، ولو كتبت بما يخدم شكله العام تبقى «صحفى» من الطراز الأول وصاحب قلم محترم وجرئ، نفس الفم الذى ينعتك بأسوأ الألقاب هو ذاته الناعت بأفضل الألقاب، وبالعدد المقبل بإذن الله حكايات من مشوارى الاجتماعى أبطالها طاردونى لأنشر عنهم وشخصيات قدمتها اجتماعيًا بعد مطاردتها لى بالنشر ثم التعالى لما اتلمعوا بالقدر الذى يريدونه، علاقة القط والفار بين الصحافة والمشاهير مع استكمال ملف اليهود وجلال علوبة عن الحرية والمجتمع فى عصر ما قبل ثورة يوليو.