قصة الشهيد أبانوب النهيسي وأسباب احتفال الكنيسة به

أقباط وكنائس

ارشفية من فيلم للقديس
ارشفية من فيلم للقديس


تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية؛ برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، غدًا الجمعة، بتذكار إستشهاد القديس أبانوب النهيسي.

وبحسب كتاب الكنيسة التاريخي (السنكسار)، تحتفل به الكنيسة في 24 أبيب من كل عام قبطي.

وُلِدَ القديس ابانوب من أبوين مسيحيين ببلدة نهيسة (نهيسة: قرية بمركز طلخا محافظة الدقهلية)، فنشأ وترعرع في الطهارة والقداسة، ولهذا كان منذ صغره وديعًا متواضعًا. ولما أثار دقلديانوس الاضطهاد على المسيحيين، اشتاق أن يسفك دمه على اسم السيد المسيح.

مضى يومًا لحضور القداس، فسمع الكاهن يعظ الشعب ويثبتهم على الإيمان ويحذرهم من عبادة الأوثان. فظل كلام الكاهن يرن في أذنيه، وعندما عاد إلى بيته وزع ما ورثه عن والديه على الفقراء وكان في الثانية عشرة من عمره. 

وقال في نفسه: إن العالم يمضي وكل شهوته " (1يو 2: 17)، ثم قام ومضى إلى لوسيانوس والي سمنود واعترف أمامه بالسيد المسيح؛ فلاطفه ولما لم يقبل أمر بضربه على بطنه حتى تكسرت عظامه وخرجت أمعاؤه، فأرسل الرب ملاكًا ليشدده ويشفيه؛ فأمر الوالي بسجنه، وهناك اتفق مع بعض المسيحيين على أن يجاهروا بإيمانهم وينالوا إكليل الحياة، وكان القديس يرى ملاكًا ينزل ويضع الأكاليل على الشهداء. 

استدعاه الوالي وأمر بربطه وتعليقه منكسًا على صاري المركب التي يقلع فيها الوالي إلى أتريب (أتريب: مدينة قديمة اندثرت وحاليًا بجوار بنها محافظة القليوبية)، وجلس للأكل والشرب، وفيما هو يشرب تحجر الكأس الذي في يده، ولم يستطع الوالي أن يحرك قدميه، والجنود صاروا عميانًا. أما القديس فنزل إليه ملاك الرب وشفاه وأنزله. وبعد أن وصل الجند إلى أتريب اعترفوا جميعهم بالسيد المسيح أمام واليها، أما القديس فأمر الوالي بجلده مائة جلدة، ووضعه في الزيت المغلي وحرقه بالنار والكبريت ووضع أسياخ محماة في عينيه وعصره بالهنبازين، وكان ملاك الرب يشفيه ويعزيه. فآمن عدد كبير من أهل أتريب وكذا والي سمنود وجنوده، فهيج الشيطان جماعة من عباد الأوثان فقتلوا عددًا كبيرًا ونال الجميع أكاليل الشهادة.

وتقدم قائد جند والي أتريب وأمر القديس أن يسجد للإله أبلون، فرفض. فغضب الوالي وأمر بتقطيع ذراعيه ورجليه وإرساله إلى الإسكندرية. ولما قرأ أرمانيوس رسالة والي أتريب بخصوص القديس، أمر بحرق جسده بأسياخ حديدية محمية في النار ووضعها في عينيه وفمه وأذنيه وبطنه ورجليه ورميه في السجن، فنزل ملاك الرب وشفاه. 

وفي الصباح أمروه أن يبخر للأوثان فرفض، فأمر الوالي بإلقائه في جب به ثعابين وحيات، فلم يصبه أذى، وفي الصباح أخرجوه من الجب فوجدوه حيًا، فآمن كثيرون فقطعوا رؤوسهم ونالوا أكاليل الشهادة؛ فغضب الوالي وأمر بوضعه في الزيت المغلي جدًا، فأطفأ الرب لهيب النار وانتشله من الزيت وشفاه وعزاه وقواه. 

وأخيرًا أمر الوالي بقطع رأسه فنال إكليل الشهادة؛ فأخذ القديس يوليوس الأقفهصي جسده وكفنه وأرسله إلى بلده نهيسة ووضعوه في صندوق ودفنوه في كنيسة نهيسة بإكرام جزيل، وبعد فترة نقل الجسد إلى كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بجوجر التابعة لكرسي سمنود.

وفي سنة 916 للشهداء تم نقل الجسد إلى كنيسة القديسة العذراء مريم بسمنود وبُنى فيها مذبح باسمه.