"الجرائد القديمة وكتب نجيب محفوظ".. أبرز مقتنيات طبيب الغلابة

محافظات

طبيب الغلابة
طبيب الغلابة


غرفة صغيرة لا تتعدى مساحتها ٣ أمتار بها مكتب خشبي متهالك رص عليه مئات الكتب القيمة فى المجالات المختلفه والجرائد القديمة التى يرجع تاريخ إصدراها لأكتر من ٥٠ عام، كان يجلس دكتور محمد مشالى المشهور ب" طبيب الغلابة" لقرأتها فى أوقات فراغه النادرة حسبما روى لنا فى لقاء للفجر قبل أشهر قليلة فى عيادته المتواضعه التى تبعد خطوات قليلة عن مسجد السيد البدوى بمدينة طنطا فى محافظة الغربية.

وخلال لقائه كشف عن تفاصيل يومه الذى يبدأ من خروجه من منزله فى السابعة من صباح كل يوم راكبا القطار متوجها لمدينة طنطا حيث عيادته الكائنة فى الدور الثان بأحد العقارات القديمة بجوار السيد البدوى وفى يده فطاره المعتاد "سندوتشين الفول والطعميه" ليتناول فطوره وهو يقرأ أحد الجرائد القديمة ليستعيد بها ذكرياته قبل ٧ عقود حتى تبدأ عيادته فى الزحام التى اعتادت عليه حتى العاشرة مساءا ثم يتوجه لعيادته الاخرى بقرية شبشير الحصه حتى منتصف الليل ليعود لمنزله ليأخذ قسط من الراحة ليعاود مساندة مرضاه الغير قادرين.

ومع الساعات الأولى من بداية اليوم الثلاثاء انتهت رحلة "طبيب الغلابة" التى دامت لاكثر من سبعين عام فى مساندة مرضاه من الفقراء والمساكين حيث غاب عن عالمنا عن عمر يناهز 76 عام وشيع جثمانه ظهر اليوم بمقابر العائلة بقرية ظهر التمساح التابعة لمركز ايتاى البارود بمحافظة البحيرة وذلك طبقا لوصية طبيب الغلابة قبل وفاتة.

والجدير بالذكر أن الدكتور محمد مشالي من مواليد محافظة البحيرة في عام 1944، كان من أسرة متوسطة الحال يعمل والده مدرس، الذى انتقل إلى محافظة الغربية لمباشرة عمله الجديد، واستقرت مع أسرته هناك، وتخرج من كلية الطب قصر العيني في القاهرة 5 يونيو 1967، وتخصص في الأمراض الباطنة وأمراض الأطفال والحميات، ليعمل في عدد من المراكز والوحدات الطبية بالأرياف التابعة لوزارة الصحة المصرية في محافظات مختلفة، وفي عام 1975 افتتح عيادته الخاصة في طنطا، وتكفل برعاية أخوته وأبناء أخيه الذي توفي مبكرا وتركهم له، ولذلك تأخر في الزواج، ولديه 3 أولاد تخرجوا جميعًا من كلية الهندسة، وظل لسنوات طويلة يخصص قيمة كشفه الطبي في عيادته لا تزيد عن 5 جنيهات، وزادت أخيرا لتصل إلى 10 جنيهات، ثم ١٥ جنية وذلك قبل وفاته بحوالى عام.