عمرو خالد: الإحسان علامة تميز حجك.. الحج يخرج أفضل ما عندك

أخبار مصر

الدكتور عمرو خالد
الدكتور عمرو خالد


قال الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، إن الغاية من فرض الله تعالى الحج مرة واحدة في العمر فحسب، بعكس الصلاة والصيام وغيرها من العبادات، هو أن يجمع الإنسان طاقات، لأعلى درجة إحسان لأن الفرصة قد لا تتكرر، والتجربة قد تكون الأولى والأخيرة

وأضاف في سادس حلقات برنامجه "مشتاق للحج"، أنه "لعل هذا هو السر في اشتراط الإسلام شرط الاستطاعة لأداء فريضة الحج، ليتمكن صاحبها من أدائها بإتقان وإحسان، لأنها فريضة ستؤدى مرة واحدة في العمر كله".

وأشار خالد إلى أنه لكي يكون الحج متقنًا وتحقيق الغاية منه وهو الإحسان من أجل حياة جديدة رائعة وكاملة، فلا بد من تحقيق أهداف هذه الرحلة، في أن يكون الحج متعة روحية هائلة عن طريق فهم أسراره ورموزه، وأن لا يتحول إلى حركات لا روح فيها ومناسك لا ثمرة من ورائها.

ووصف خالد - الذي استضاف معه ابنه الأصغر "عمر" - الحج بأنه "معسكر أخلاقي.. لا خطأ فيه "الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ".

وأوضح أن هذا المد البشري الذي يسمونه "النفرة" يتم في هدوء ودون حادث واحد ودون مشاجرة، وهو أمر لا تفسير له إلا أن المشاعر الدينية الفياضة تضع الناس في حالة لياقة نفسية تامة.. الكل ترفعهم مشاعرهم الروحية إلى أقصى درجة من الصبر والتحمل والتراحم والتعاون والمحبة فيحققون هذه المعجزة المرورية دون حادث واحد".

وقال خالد إنه "لولا هذا الشعور الديني المهيمن لكان يمكن أن تكون هذه النفرة مجزرة ومذبحة بشرية تتلاحم فيها الأذرع في ألف خناقة وخناقة، واصفًا المشهد بأنه "موقف عجيب.. يتزاحم فيه الملايين في اتجاه واحد إلى مكة.. كلهم يقولون: لبيك.. في تعب.. لكن بحب عجيب لله".

وبين أنه على الرغم من الزحام، إلا أنه لم تحدث "خناقة" واحدة وهو ما وصفه بـ "قمة الإحسان"، الذي هو إتقان وانضباط، وأعلى درجات الانضباط في السلوكيات.

وأشار إلى أن الإحسان يكون في الدعاء خلال يوم عرفة، معتبرًا أن الإحسان سر الولادة الجديدة للحاج، وفاصل بين عهدين، وتحول جذري في مسار الحياة، ولذا حصر رسول الله- صلى الله عليه وسلم – الحج فيه فقال: "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه"، معلقًا: "أنه بذلك تكون ولدت مرتين.. وأنك تستحق ولادة جديدة لأنك حججت بإحسان".

ومن بين أخلاق الحج، كما تحدث خالد حماية البيئة وقت الحج، لأنه ممنوع قطع شجرة أو قتل حيوان، "منتهى الإحسان"، واصفًا مكة بأنها "أول محمية طبيعية في العالم "متهى التحضر".

وحث خالد على أن ينوي كل إنسان الإحسان في العشرة الأوائل في بيته وبلده ليمن الله عليه حجة بإحسان، لافتًا إلى أن "رغبة الإحسان تجعلك تقدم أحلى ما عندك.. وأنها سر إبداعك وسر نجاحك وتفوقك ورزقك"، إلى حد قال معه إن "الإحسان يجعلك تصنع المعجزات".

وروى خالد من عجائب الحج، قصة الشاب الإندونيسي الذي حج مشيًا على الأقدام.. فلم يملك إلا أن يحج سيرًا على الأقدام من إندونيسيا إلى لمكة.. وكان السر في ذلك كلام أبيه.. الذي كان عندما يعزم على أمر يبذل كل جهده ويجعله أحسن ما يمكن.