وزير الخارجية الفرنسي يزور الصرح البطريركي في لبنان

أقباط وكنائس

اللقاء
اللقاء


استقبل غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي بعد ظهر اليوم الخميس في الصرح البطريركي في بكركي، وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان على رأس وفد ديبلوماسي.

واستهل غبطة البطريرك اللقاء بكلمة ترحيبية عرض فيها العلاقات التاريخية بين البطريركية المارونية وفرنسا ولبنان.

وأثنى على الجهود التي يقوم بها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ووزير الخارجية السيد جان ايف لودريان لا سيما وقفته المؤثرة واللافتة الاخيرة حول لبنان في الجمعية الوطنية الفرنسية. وشكر غبطته فرنسا على الدعم الذي تقدمه للمدارس الكاثوليكية والخاصة لتواجه هذه المحنة الصعبة.

وتناول غبطته الظروف اللبنانية والاقليمية التي شجعته على طرح مشروع الحياد الايجابي والناشط في سبيل انقاذ لبنان خصوصًا وان لبنان تاريخيا هو بلد محايد ولطالما ادت سياساته السابقة المحايدة الى درء الاخطار العسكرية والسياسية والاقتصادية عنه، ما ادى الى ازدهاره وتميّزه في محيطه.

وأشار أيضا إلى أن نظام الحياد يقتضي قيام دولة قوية بمؤسساتها وجيشها لتتمكن من حل القضايا الداخلية العالقة والدفاع عن سيادة لبنان واستقلاله.

من جهته عبّر الوزير لودريان عن تقديره لمبادرة غبطة البطريرك لاسيما وان سيادة لبنان التي تتمسك بها فرنسا تستلزم ان يكون لبنان بلدًا محايدًا بعيدًا عن الصراعات والمحاور مؤكدًا ان لبنان يملك كل المقوّمات للنهوض من جديد.

كان "الراعي" قد اجتمع بأصحاب الغبطة البطاركة مار يوسف العبسي بطريرك الروم الكاثوليك، ومار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الانطاكي، وغريغوار بيدروس العشرين كاثوليكوس بيت كيليكيا للارمن الكاثوليك، والمطرانان شاهية بانوسيان ومكاريوس اشقريان ممثلين عن قداسة كاثوليكوس بيت كيليكيا للارمن الاورثوذكس آرام الاول كيشيشيان في اطار لقاءاتهم الدورية وذلك بحضور المطارنة سمير مظلوم، بولس صياح وجوزف نفاع، حيث عقدوا اجتماعًا تناولوا فيه الاوضاع الراهنة في البلاد بانعكاساتها الاقتصادية والمعيشية، كما ناقشوا خطط الاغاثة المعتمدة من قبل كنائسهم، الهادفة الى توفير الامن الغذائي والصحي ودعم القطاعين الزراعي والمهني، وكيفية تنسيق الجهود لمضاعفة المساعدات وحسن الافادة منها.

وفي هذا الاطار كان عرض لمشروع لجنة الاغاثة للمساعدة والتعاضد " الكرمة "، المستوحى من آية يوحنا الانجيلي: "انا الكرمة وانتم الاغصان". 

وركّز الآباء بصورة خاصة على ضرورة تلبية حاجات قطاعات الشبيبة من خلال المشاريع التنموية، التي توفر فرص العمل لهم، وتحدّ من هجرتيهم الداخلية والخارجية وسجّلوا تقديرهم لكل مبادرات التضامن التي يطلقها اللبنانيون من المقيمين والمنتشرين في مواجهة الازمة الراهنة.

وفي هذا السياق من مقاربة الازمة المعيشية الراهنة، يتطلع الآباء الى دور حكومي اكثر فعالية لجهة الاصلاحات والتدابير الكفيلة برفع حدة الازمة والاسهام في استعادة دورة الحياة الاقتصادية واستقطاب قدرات الدعم المحلية والخارجية، ويناشدون جميع القيادات اللبنانية الترفع عن الحسابات السياسية وتجاوز الخلافات الفئوية والتضامن قولًا وعملًا مع المؤسسات الدستورية في ورشة الانقاذ الوطنية.