خبير بوكالة الفضاء المصرية: انطلاق "مسبار الأمل" تاريخي للإمارات والعالم

أخبار مصر

بوابة الفجر


انطلق مسبار الأمل على متن الصاروخ ميتسوبيشي H2A من قاعدة الإطلاق اليابانية تانيجاشيما ليبدأ رحلته التي ستستغرق 7 أشهر، حتى يصل المسبار إلى مداره حول الكوكب الأحمر "المريخ"، بحلول فبراير 2021، تزامنا مع الذكرى الخمسين لقيام اتحاد دولة الإمارات.

اللافت في هذه المهمة، هو أنه يستخدم كاميرا استكشافية من صناعة وتركيب أيادٍ إماراتية خالصة في "مركز محمد بن راشد للفضاء"، وهذه المهمة التاريخية هي الأولى عربيا والتاسعة عالميا، وتؤسس لمستقبل عربى في مجال استكشاف الفضاء.

وقال دكتور مهندس أحمد فرج خبير أنظمة التحكم الحراري بوكالة الفضاء المصرية: اذا تحدثنا عن مواصفات مسبار الأمل، فإن أبعاده هي 3 في 7.9 أمتار في حالة فتح الألواح الشمسية وعملها، أما وزنه فيبلغ 1350 كيلوجراما، أي ما يعادل حجم سيارة رباعية الدفع، ومدة الرحلة تقريبا 200 يوم أي 7 أشهر، ليقطع المسبار مسافة حوالي 493 مليون كيلومتر. 

وأوضح دكتور احمد فرج، أن دورة كاملةحول كوكب المريخ تستغرق 55 ساعة بسرعة 121 ألف كيلومتر في الساعة، ويلتقط صورا يرسلها إلى مركز القيادة والسيطرة الإماراتى من 6 إلى 8 ساعات تقريبا، مرتين أسبوعيا خلال دورانه من أقرب نقطة أما مدة المسبار في المدار الخاص به فتكون 687 يوما أى عامين أو ما يعادل سنة مريخية كاملة.

وأشار، إلى أن كوكب المريخ هو صحراء جليدية شاسعة فقدت غلافها الجوى بسبب تغير مناخى واسع النطاق منذ حوالي 3،5 مليار سنة، وهو الكوكب الرابع في الترتيب بالنسبة للبعد عن الشمس، وثانى أصغر الكواكب بعد كوكب عطارد، وهو أكثر الكواكب شبها بالكرة الأرضية، لذلك ندرسه، والشائع نظريًا أو افتراضيًا أنه كانت توجد عليه مياه منذ نحو 3.5 مليار سنة، وهذا يعنى افتراضيا أيضًا أنه كانت توجد عليه حياةيبلغ قطر المريخ نحو 6792 كيلومتر، أما لماذا هو أحمر اللون، فهذا بسبب كثافة غبار أكسيد الحديد الثلاثى على سطحه، هذا عن وصف الكوكب.

ونوه فرج، بأن هذا سبب حرص الدول سواء عربيا أو عالميا على استهداف كوكب المريخ بالبحث والدراسة، وفى حالة مسبار الأمل يتم ذلك من خلال كاميرا استكشافية متعددة الطول الموجى تلتقط صورا رقمية دقيقة وملونة للمريخ بدرجة وضوح 12 ميجا بيكسل، وستتم دراسة الغلاف السفلى ومدى تواجد نسبة الأوزون وكميته ونسبة الجليد المتواجد أو الماء على الطبقة السفلية للكوكب. 

وأوضح أنه بالنسبة للتقنيات والوسائل المستخدمة في دراسة كوكب المريخ، فمنها وسائل خاصة بالأشعة تحت الحمراء كمقياس طيفي لدراسة الطبقات السفلى، أو الغلاف السفلى من طبقات الغلاف الجوى، وكذلك تحليل درجات الحرارة، وجهاز تصوير عالى الدقة لتحديد كمية الأوزون، ومقياس طيفي للاشعة فوق البنفسجية لتحديد نسبة الأكسجين والهيدروجين ودراسة الطبقات العليا، أو الغلاف العلوي للمريخ.

وقال إن كل هذه الوسائل والأدوات ستتيج إجابات لم يسبق لأى مهمة فضائية أن طرحتها في مجال استكشاف المريخ مثل البحث عن الفارق بين المناخ الحالي على كوكب المريخ ومناخه في الماضى البعيد، وكذلك دراسة نسبة أو أسباب تلاشى الغلاف الجوى للمريخ، اكتشاف العلاقة والتفاعل بين الطبقات العليا والسفلى للغلاف الجوى للمريخ. 

كما أن المسبار سيوفر أول صورة شاملة عن كيفية تغير الغلاف الجوى للمريخ وتغيرات الطقس على مدار اليوم أو الفصول المختلفة للعام.

وأضاف العائد ليس مقصورا على الإمارات وحدها بل لجميع الدارسين والمهتمين والمختصين على مستوى العالم في مجال الفضاء، إضافة إلى تدريب الكوادر وبناء موارد بشرية في مجال تكنولوجيا الفضاء تدخل بهم الإمارات السباق في مجال الأبحاث الخاصة بالفضاء، وتطوير المعرفة والتطبيقات الفضائية، وتأسيس اقتصاد مستدام مبنى على المعرفة وتعزيز التنوع، وبالطبع توفير الجهود في مجال استكشاف وتشجيع الابتكار والتكنولوجيا، والأهم كذلك هو ألا تكون الإمارات أو دول العالم العربى فقط دول مستخدمة للمعرفة بل أن تكون موفرة وصانعة للمعرفة، وهذا يعود على الإمارات خاصة والعالم العربى عامة بالقدرة على تطوير البنية التحتية والهندسية والصناعية والعلمية والبحثية.

الجدير بالذكر ان الإمارات أعلنت عن هذه المهمة في 2014، بعد دراسة جدوى في 2013، أي ان المهمة نفذت بعد 7 سنوات من دراسة الجدوى، إضافة إلى أن الإمارات أطلقت نحو 9 أقمار صناعية وجار الإعداد خلال السنوات الثماني المقبلة إطلاق 8 أقمار جديدة.

وفي سبتمبر الماضى أطلقت دولة الإمارات أول رائد فضاء هو هزاع المنصورى، الذي زار محظة الفضاء الدولية (ISS)، ولا يتوقف طموح دولة الأمارات الشقيقة عند ذلك، بل إنها تنوى في 2117 أي بعد نحو 100 عام، أن تبنى مدينة المريخ للعلوم وعمل برنامج سياحة للفضاء، وهو البرنامج الذى ذكرته استراتيجية الإمارات لعلوم الفضاء العام الماضى.

أما الدول التي تستهدف المريخ بالرحلات الاستكشافية فهى الإمارات، الولايات المتحدة، الصين والمنتظر انطلاق رحلاتهم للمريخ قبل نهايه شهر يوليو الجاري، ودول أوروبية بالتعاون مع روسيا والتي تم تأجيل رحلتها إلي 2022 بسبب جائحة كوڤيد 19وجميعها تدرس الحياة على المريخ، في حين تدرس الإمارات المناخ وطبقات الغلاف الجوي السفلى والعلوي، ولماذا هذه الفترة تحديدا يتم استهداف المريخ بالرحلات، لأن المريخ يكون أقرب ما يكون إلى الأرض لأن الدورة المريخية الفلكية تكون مرة كل 26 شهرا، وتكون المسافه بينهما حوالي ٥٥ مليون كيلومترا، وتستغرق الرحلة تحو 7 أشهر