فتح النار عليهم وبدأ بالطفل.. نجار يقتل 3 أشخاص بسبب مسمار في المرج

حوادث

الضحية أحمد و شقيقة
الضحية أحمد و شقيقة محمود


جثث ملقاة أمام عتبة المنزل، وأم مصدومة تجثو على ركبها لا تصدق هول ما حدث لابنيها، تكاد تكذب عيناها اللتان تريان زهرتي شبابها اقتطفتهما يد الغدر فجأة، تصرخ، وتستغيث، تستنجد بكل من تقع عليه عيناها، عله يستطيع أن يوقف نزيف الوقت، ويساعدها في الحفاظ على أرواح ابنيها داخل جسديهما الممدين على الأرض.. إنها جريمة تنخلع لها القلوب المتحجرة، وتقشعر لها الأبدان الثابتة، وقعت في وضح النهار بأحد شوارع حي المرج بالقاهرة، أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص، واختلط فيها دم المصري المسلم بأخيه المصري المسيحي، فانتقلت محررتا الفجر للكشف عن تفاصيل القصة المأساوية.

 

"رصص الجثث جمب بعض"

 

بوجه تتساقط عليه الدموع كالمطر الأسود، وصوت ترتعش نبراته من الحسرة على فراق زوجها في ريعان شبابه، جلست الزوجة والأرملة الشابة تروي تفاصيل مقتل زوجها (أحمد) وشقيقه (محمود)، وطفل من جيرانهم يدعى (سيف)، على يد الجاني والذي يدعى "صابر".

 

المشكلة بسبب "مسمار"

 

قالت زوجة الضحية أحمد، إن المشكلة بدأت بسبب "مسمار توك توك"، عندما قام أحد جيرانهم (قريب الضحية الثالثة الطفل القبطي)، بفك هذا المسمار من "توك توك" الجاني، وهو صابر، لمعرفة قياسه لكي يشتري مسمارا مشابها لمركبته الخاصة، ثم أعاده مرة أخرى إلى "توك توك" الجاني، ولكن الأخير لم يهدأ له بال بعد هذا الفعل، وتشاجر مع الشاب القبطي وأسرته.

 

"بنته لسه مشبعتش منه".. بصوت مبحوح من الوجع، وحسرة على الأيام الجميلة مع زوجها، تواصل الزوجة حديثها إلى "الفجر"، وتقول إن زوجها ضحية الغدر كان يعمل موظف بالهيئة العربية للتصنيع، وأنهما تزوجا منذ عامين ونصف، ولديهما طفلة صغيرة، تبلغ من العمر عام ونصف.

 

خرج ليصلح الباب.. فعاد قتيلا

 

تروي الزوجة تفاصيل يوم الواقعة، وبدايتها، وتقول، إن زوجها وشقيقه ووالدهما كانوا يقومون ببعض الإصلاحات في محيط منزلهم، وفجأة، ظهر "صابر" -الجاني- مرة أخرى، وبصحبته هذه المرة شقيق زوجته، وافتعل المشاكل وأطلق السباب، ثم أحضر سلاحا آليا من منزله، وأطلق النيران منه، فأسقط أول ضحاياه، وهو طفل قبطي عمره 6 سنوات، من أقرباء الشاب الذي نزع "مسمار التوك توك"، كان يلهو بالطائرة الورقية، وحينها تحرك "محمود" شقيق زوجها لنجدة الطفل، ولكن الجاني لم يرض عن فعلته، فقرر أن يعاقبة بإطلاق النار علية بمنطقتي الصدر والرقبة، وعندما حاول زوجها إنقاذ الضحيتين أطلق عليه المتهم النيران، فوقع جريحا، ثم لفظ أنفاسه، ليكمل مثلث الضحايا.

 

سلاح يقتل كل من يقف في طريقه

 

وأردفت الزوجة، أن الجاني كان يستخدم سلاحًا آليًا، وأن الضغطة الواحدة منه على الزناد، كانت تخرج العديد من الشظايا والطلقات، فالطفل الصغير أصيب بأربع طلقات، وشقيق زوجها أصيب بثلاث طلقات، أما زوجها فقد أصيب بأربع طلقات ببطنه.

 

"بأي ذنب ٣يموتوا كدة".. هكذا تابعت الزوجة حديثها، والأسئلة تتفجر من ذهنها الذي لا يتحمل كثرتها، مضيفة: بأي ذنب يقتل ثلاثة أشخاص على يد بلطجي!!، مطالبة بعودة حق زوجها وشقيقة والطفل الصغير.

 

هروب الجناة

 

ولفتت، إلى أن الجيران حاولوا إمساك المتهم والسيطرة عليه، لكنه صاح بهم: "اللي هيقرب هقتله زايهم".

 

وأبدت الزوجة دهشتها من عدم الإمساك به أو بشقيق زوجته حتى هذه اللحظة، مشيرة إلى أن الأجهزة الامنية ألقت القبض علي عائلته، لدفعه لتسليم نفسه ولكنه لم يبال فأفرجوا عنهم بعد أسبوع، مؤكدة أن قوات الأمن وجدت أسلحة آلية وخراطيش بمنزله.

 

"بتاع مشاكل وكلنا بنكرهه حسبي الله ونعم الوكيل فيه".. بتلك الكلمات وصفت زوجة المجني عليه أحمد، الجاني صابر، لتعبر عن مدى كره الأهالي والجيران له، لاعتياده على أفتعال المشكلات، ولكنهم لم يتوقعوا أن يصل الأمر للقتل، وذلك لضعف قوته البدنية.

 

شاهد عيان: ذهبا لنجدة طفل فقتلهما

 

في السياق، روي نجار بالمنطقة، شاهد عيان على الواقعة، أنه كان يصلح باب منزل أسرة الطفل الضحية، وفوجئ بالمتهم يهرول نحول المنزل، ويطلق الشتائم وضرب بالنار بسلاح آلي، وكان معه شقيق زوجته، مضيفا: ضرب الطفل القبطي بطلقة نارية، وسقط جثة هامدة، وأسرعا جيران الطفل المجني عليه "أحمد"، و"محمود"، إلى نجدة الطفل فضربهما أيضا وتوفيا في الحال. 

 

"الضحية مكانش لية في المشاكل"

 

وتروي زوجة القتيل الثاني "محمود"، مأساتها وتقول: "يوم الواقعة استيقظت من النوم على ضرب النار وفوجئت بزوجي محمود سقط جثة هامدة في الشارع، وأضافت الزوجة، والدموع تملا عينيها: "ماكنش ليه في المشاكل"، لافتة إلى أنها متزوجه منذ سنتين ولديها 4 أطفال وأطفالها اتيتموا وعاوزة حقهم.

 

إلى ذلك، روى "سمير"، أحد أقارب الطفل الضحية، إلى "الفجر"، ما يعرفه عن الواقعة، موضحا أن "عم علي"، والد الشابين الضحيتين أحمد ومحمود، كان يصلح باب المنزل، وفجأة جاء المتهم مع زوج شقيقته، و"عمال يتخانق ويقوم بالتعدي بالشتائم ويهدد ويقول "اللي هيتكلم معايا هموته"، وقام زوج شقيقته -الذي كان يمسك أيضا بسلاح خرطوش، وهو معروف عنه أنه مسجل خطر- بالتعدي على "عم علي"، وأسرع صابر بعد ذلك وأحضر سلاحا وأطلق أول طلقة على الطفل أثناء لعبه في الشارع، ثم أسرع عليه "محمود" جارنا فأطلق عليه ثلاث رصاصات، ثم أطلق النار أيضا على أحمد شقيقه، ثم أطلقا النيران في الهواء ولاذا بالفرار.

 

جيران وأخوات.. ولكن

 

وأضاف "سمير": "كلنا في المنطقة جيران وأخوات منذ سنوات عديدة، وتربطنا علاقات إنسانية وطيدة، ولا يوجد موقف يستدعي هذا، وإن احيانا كانوا بيتشاجروا مثل المشاجرات العادية"، مستكملا، أنهم والمتهم جيران في نفس المنطقة فالعقار أمام العقار، متابعا: "الموضوع ماكنش، يستحق كل هذا فاحمد ومحمود كانوا أعز اصدقائه فكان لدى كل واحد منهم ٤ أطفال مالهمش ذنب".