لواء دكتور مختار الصياد يكتب: الشائعات والحروب النفسية.. وآلية مواجهتها

ركن القراء

اللواء الدكتور مختار
اللواء الدكتور مختار الصياد


الشائعةُ هيَّ كلام يَحملُ جانبًا من الصحة لكنه مختلق، وينتقل بعدة طرق منها الكتابة أو الحوار اللفظي أو إحدى وسائل التواصل الاجتماعي والرسوم والصور والنكات والسير الذاتية وغيرها من الوسائل، وقد تؤدي إلى إحداث أضرارٍ بالغة بالأشخاص والمجتمعات وقد تطول الدول.

وتكتسبُ الشائعات أهميتها من الغموض والالتباس الذي يحيط بها.. وقد يكون مصدرها شخص أو جماعة أو حزب أو جهة ما أو دولة.. والشائعات لا تصدر من فراغ بل تستندُ إلى جزءٍ من الواقع.. وقد تتبدلُ أو تتغير زيادة أو نقصانا حال نقلها من مصدرها إلى المصادر المستهدفة بها.

- وتتمثل خطورة الشائعات في أنَّ الناس يتداولونها دون حتى التحقق من صدقها أو من مصدرها.. أو الأهداف التي يتخفى مروجوها خلفها.

- ومن صور الشائعات تلك التي يراد بها تفكيك أواصر المجتمع كالتي تستهدف الاستفادة من تأثير العوامل الدينية وحساسية الأوضاع بين عنصري الأمة المصرية.. وأيضًا هناك أمثلة أخرى مثل تلك التي تعاصر الثورات والانتفاضات أو التي تُعاصر بعض الأوضاع السياسية المختلفة أو الأوضاع الإقليمية والدولية والأوضاع الداخلية الاجتماعية والاقتصادية.

- ويتوقف تأثيرها على مدى تقبلها من الرأي العام من عدمه.

- وتُعد الشائعات أيضًا أداة من أدوات الجيل الرابع للحروب، حيثُ يستهدف مروجوها النيل من العلاقة الطيبة بين السلطة والجماهير.. وقد يَستهدفون من وراء ترويجها إحداث فوضى عارمة في المجتمع.. وهو ما يُؤثر حتمًا في حالة رواجها على الاقتصاد وعلى الأمن القومي للبلاد وعلى الإنجازات التي تتم على أرض الواقع. 

- لذلك فإنَّ مُواجهة الشائعات في مهدها وقبل استفحال أمرها لهو بالأمر الحتمي والضروري وذلك بطرق عديدة لعل من أبرزها الأدوات الآتية:

- الإلمام بعوامل الإنذار المُبكر للشائعات عن طريق الرصد الدقيق لها- والالمام المستنير بكافة المشكلات المجتمعية المختلفة «سياسية.. اقتصادية.. اجتماعية.. إلخ» والعمل على حلها سريعاً.

- محاصرة الشائعات مكانيًا وزمانيًا ومحاولة تحديد مصدرها ومن وراء تلك الشائعات وأهدافهم وتبصرة المواطنين بذلك. 

-ونشر الحقائق الصادقة التي تبلور الجهود الحقيقية المبذولة من جانب الدولة أو جهاتها المختلفة، التي من شأنها تفنيد الشائعات ووأدها في مهدها.

- ولا غرو فإنَّ وسائل الإعلام لها دورٌ عظيم الشأن في توعية المواطنين وتحصينهم ضد خطر الشائعات التي قد تنالُ من شرائح المجتمع المختلفة أو من بعضها مع الأخذ بعين الاعتبار الفروقات المختلفة بين شرائح المجتمع وبعضها البعض «ثقافيا وتعليميا واجتماعيًا».

- لذلك فإنَّ الشائعات تتطلب إدارة واعية حذو الكتف بالكتف مع مستوى خُطورة الأزمات والمَخاطر التي قد تتسبب عنها.

اللواء الدكتور مُختار محمد الصياد، خبير إدارة الأزمات والمخاطر