رامى رشدى يكتب: «برهامى شو».. زعيم السلفيين يتفرغ لـ«اللايف» فى زمن كورونا

مقالات الرأي



3 لقاءات يوميا من المكتب والسيارة والعيادة لجذب أنصار جدد ودعم الأنصار والتلاميذ

نائب رئيس الدعوة السلفية ينشر فتاويه عن زواج البنات ونصائح لشراء سيارة بالتقسيط والتأخر فى سداد الإيجار

فى المكتب وداخل السيارة وراءه بحر الإسكندرية الهادىء الجميل ومن داخل العيادة، يقدم الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية بالمدينة ٣ لقاءات لايف يومياً لا يقل الواحد منها عن 50 دقيقة مغتنما أى فرص للوصول إلى الناس ونشر أفكاره وفتاويه.

الظهور الكثيف لبرهامى فرصة للوصول إلى أكبر عدد من الناس ونشر أفكار الدعوة بينهم وهم فى منازلهم بسبب الخوف من الإصابة بفيروس كورونا والذى تسبب فى زيادة معدل استخدام السوشيال ميديا والإنترنت، خصوصا بين الشباب كما أن اللقاءات اللايف لبرهامى وسيلة للتواصل مع أنصاره من أعضاء وشباب الدعوة السلفية مع صعوبة التنقل خوفا من أن يصاب الرجل بالفيروس الغامض.

1- غلق المساجد كان فرصة لاقتحام عالم السوشيال ميديا

قرار غلق المساجد خلال حظر التجول الذى كان مفروضا منذ أيام مع منع إلقاء الخطب والدروس وصلاة الجمعة على مدار نحو 100 يوم فتح بابا واسعا أمام دعاة السلفيين وعلى رأسهم ياسر برهامى ليستبدلوا منبر المسجد بكرسى المكتب، مع الفارق أن من يجلس أمامه فى المسجد هم أنصاره وأتباعه وتلاميذه، بينما فى اللايف وعلى الإنترنت يصل إلى كثيرين دون استئذان أو رغبة منهم، ليجد المستخدم برهامى أمامه وخلال ثوان قد يكمل المستخدم سماع برهامى أو يتوقف وفى جميع الأحوال برهامى يكسب لأنه وصل إلى جمهور كان من الصعب عليه أن يدخل إلى بيوتهم فى الظروف العادية.

أمام برهامى أكثر من وسيلة لمحاصرة المواطنين والشباب من هواتفهم وفى غرف نومهم مثل فيس بوك ويوتيوب، خاصة أنه يستعين بشباب السلفيين الماهر فى نشر اللايف والفيديو بطرق مكثفة، ولحظية، كما يستغل الإمكانيات المادية لموقع «أنا السلفى» الناطق الرسمى باسم الدعوة السلفية بالإسكندرية من كاميرات وأجهزة وتقنية بث بجودة «اتش دى».

2- استهداف قواعد جديدة بمخاطبة أوجاعهم

مضمون لايف البرهامى يعتمد على الأوجاع التى سببتها كورونا وتمكنه من استهداف قواعد جديدة، بجانب الحديث عن تفاصيل حياتية مثل ما الحكم إذا اتفق زوج وزوجته على تأجيل الإنجاب فى العام الأول من الزواج ليستمتعا ببعضهما ونحو ذلك؟. وكان جوابه أن ذلك مكروه، كما تطرق إلى ما التصرف إذا أقرض شخصا آخر مبلغاً من المال ثم علم أنه يتعاطى المخدرات فهل يطالبه بأمواله قبل انتهاء أجل الدَّين؟ وما حكم بيع السيارات بالتقسيط بمضاعفة الثمن «الجنيه بجنيه» وحكم شهادات ادخار بنك فيصل الإسلامى وكيفية إخراج زكاتها.

كما تناول برهامى فى اللايف الأحكام الواردة فى باب تزويج البنات، وفى تلك النقطة فإن برهامى لا يستهدف الشباب فقط ولكنه يستهدف الآباء والأمهات، ومنها أيضا مسألة مثل هل يلزم المستأجر دفع أجرة المسكن فى ظل أزمة كورونا وتوقفه عن عمله؟.

3- مخاطبة قواعده للحماية من خطر كورونا

يتناول برهامى فى لايفاته موضوعات يستهدف بها قواعد الدعوة وتلاميذه الذين يصعب عليهم حضور دروسه كما يصعب عليه بالمثل الانتقال إليهم فى المحافظات والأحياء بعد غلق المساجد ومنع إقامة الدورس والخطب، ومن الموضوعات التى تناولها برهامى لمخاطبة تلاميذه، «فقه السنة، الفوائد لابن القيم، شرح كتاب التوحيد للإمام محمد بن عبدالوهاب» وتلك الدورس غالباً ما تكون يوم الاثنين من كل أسبوع ومكثفة فى لايفاتها ويتم الإعلان عن مواعيدها على موقع «أنا السلفى».

4- ابتعاده عن القضايا التى أشعلت الرأى العام مؤخراً

يركز برهامى فى اللايفات والڤيديوهات المنشورة على السوشيال ميديا وموقع «أنا السلفى» على قضايا بعينها ويتجنب أخرى، إذ اقترب من القضايا الاقتصادية التى تشغل أذهان الناس فى البيوت وفى العمل وفى شتى نواحى التعاملات الاقتصادية فى وقت أزمة انتشار جائحة كورونا، فى نفس التوقيت لم يلغ دورس الفقه والتوحيد لتلاميذه.

وابتعد برهامى عن القضايا التى تشغل الرأى العام مؤخراً مثل التحرش وملابس المرأة التى تشابك فيها المجتمع بجميع فئاته ومؤسساته، وغيرها من القضايا الجدلية التى لم تسمع فيها لبرهامى لا رأى ولا فتوى ولا تعليق.

ويسير مشايخ الدعوة السلفية الكبار على نفس درب برهامى فى تسجيل فيديوهات ولايفات فى نفس المضمون والاتجاه وأغلب المشايخ من أمثال سعيد الشحات ومحمد إسماعيل المقدم الذين يركزون على المحاضرات والدروس العلمية ويبتعدون عن الفتاوى، ولا علاقة لهم بالقضايا الاجتماعية والسياسية المثارة على الساحة فهل غير برهامى ورفاقه من استراتيجياتهم.. الأيام المقبلة ستكشف عن السر.