بضاعة أتلفها إغلاق الأديرة.. فواكه وخضراوات ومنتجات لحوم ودواجن تبحث عن مشترٍ

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر



مع بداية أزمة كورونا وغلق الكنائس وإعلان الأديرة عن عدم استقبالها للزوار وتوقف كافة الأنشطة والصلوات، ظهرت مشكلة جديدة لدى الأديرة وهى المنتجات التى تنتجها خاصة الغذائية والتى قد تتعرض للتلف نتيجة لتراكمها وتحديدا المواد الطازجة مثل الفواكه والخضراوات وبعض منتجات اللحوم والألبان.

المشكلة الرئيسية أن دخل الدير يعتمد بشكل أساسى على مبيعات المزرعة والمصانع الصغيرة والتى يدفع منها رواتب العمال والسائقين وغيرها، ومع طول مدة الحظر وغلق الأديرة تزايدت الأزمة وما ساهم فى تفاقمها هو غلق الكنائس التى كانت تعتبر الموزع الرئيسى لتلك المنتجات إلى جانب هامش بسيط يتم توزيعه على محلات البقالة الكبيرة «السوبر ماركت» التى يمتلكها أقباط أو الموجودة بالأحياء التى تضم عددًا كبيرًا من الأقباط.

ومن خلال أساليب متعددة للترويج استخدم المسئولون عن تلك المنتجات بالأديرة صفحات «الفيس بوك» سواء من خلال خدام أو صفحة الدير وصفحات الخدمات الكنسية والكنائس للتشجيع على الشراء مع توفير الكثير من المميزات أهمها السعر التنافسى خاصة أن منتجات الدير من المتعارف عليه أنها أغلى بعض الشىء من غيرها المتوافرة بالأسواق والتفسير المعلن دائماً أنها صحية ولم يستخدم فى إنتاجها أى كيماويات أو هرمونات، ومن بين المميزات أيضا خدمة التوصيل للمحافظات بجانب بعض العروض على الأسعار.

الأزمة أيضا أن بعض الأديرة كانت تصدر منتجاتها لأقباط المهجر من لحوم وطيور مجمدة وعسل نحل ومنتجات ألبان ولحوم نصف مصنعة وكذلك المنتجات الزراعية الطازجة والمصنعة، إلا أن توقف التبادل التجارى بين الدول بسبب جائحة كورونا أوقف هذه الميزة، وهو ما تسبب فى زيادة حجم مشكلة تراكم المنتجات بشكل إضافى.

المنشورات التى تم الترويج لها على «فيس بوك» وصلت إلى حد صيغة الاستغاثة بأن المنتجات تتعرض بالفعل للتلف والخسائر تصل إلى ملايين الجنيهات وهو أيضاً سيؤثر على رواتب العمال وكذلك لن تتمكن من تجديد المحاصيل للعام التالى بسبب الخسائر، قد تكون الصيغة مبالغ فيها بعض الشىء لأن الدير لن يتوقف أمام هذه الخسائر البسيطة ولكنها طريقة مناسبة لجذب المستهلك الذى يعتبر المنتج هو بركة من بيت الرب ويد رجال الله.

وتعد الأديرة الموجودة على مسافات بعيدة من الأحياء الآهلة بالسكان هى الأكثر معاناة فى توزيع منتجاتها لأن المستهلك سيبحث عن الدير الأقرب للشراء منه ولن يسافر مئات الكيلو مترات ليشترى سلعة بعينها، بينما أديرة الراهبات أو الأديرة القريبة من المدن تستطيع بسهولة أن تبيع منتجاتها، وبعض الأديرة لجأت للاتفاق مع الكنائس الكبيرة والكاتدرائيات لبيع منتجاتها نظراً لتردد البعض عليها لإنهاء بعض الإجراءات مثل الزيجات وغيرها.