أم كلثوم حبيبى أصغر منى

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر



هل كان مصطفى أمين حب شبابها الحقيقى؟!.. ورجاء النقاش يشرح أسباب سرية الزواج 

هل كانت الست تفضل أزواجًا أصغر منها سنا؟! 

ابن شقيقها يؤكد علاقة الزواج التى استمرت 10 سنين

قبل أن تقرأ هذه الحلقة

فى الحلقة الماضية بحثنا حول علامة استفهام أخرى أحاطت حينا بأم كلثوم، علامة استفهام خبيثة تظهر حينا، وسرعان ما تتخفى لتعاود الظهور على حين غرة، إن أم كلثوم التى تجاوزت دورها الفنى إلى لعب أدوار وطنية حاسمة ومعلنة كانت هدفا دائما لكل كارهى مصر والعروبة وخصومهم السياسيين، ولذلك فإن جزءًا لا يتجزأ من هدف هذه الحلقات هو كشف النقاب عن زيف شائعات وأقاويل التصقت بمحيط كوكب الشرق من كثرة تكرارها، وتجاهل الرد عليها، إن الشائعة ككرة الثلج تكبر بالتجاهل، وحلقة الأسبوع الماضى كانت مخصصة لبحث الإجابة عن سؤال من وراء إلصاق تهمة الشذوذ بأم كلثوم، وبعد بحث تاريخى وعلمى دقيق انتهيت إلى أن أم كلثوم لن ولم تكن أبدًا سحاقية.

وبعد نشر الحلقة فوجئت بحملة ضد الجريدة وضدى لأننى اتهمت أم كلثوم بالشذوذ، المثير أن بعض أصدقائى نصحونى أن أكتب لتوضيح الأمر، وعلى الرغم من أننى لم أقتنع بحكاية التوضيح لأن الأمر واضح وضوح الشمس، إلا أننى استجبت للنصيحة.

مرة أخرى هذه حلقات تبحث وتنقب فى الشوارع الخلفية لأم كلثوم دون خوف أو قيود، ربما لأننى عكس كل من هاجمونى أثق فى سيدة الغناء العربى كثيرا.

1حب العمر

لو سألت أى مستمع لأم كلثوم عن حب عمرها، فسوف يرد بلا تردد أحمد رامى، وهذه إجابة صحيحة وإن كانت ناقصة، بالتأكيد علاقة الحب الرومانسى بين ثومة ورامى لا يمكن إنكارها، فهى مطرزة بخيوط الدانتيلا فى أعمالهما وحياتهما، ولكن بعض المقربين من أم كلثوم يرون أنها عرفت وعاشت قصة حب وزواج طويلة فى عز شبابها، بحسب أحد الكتاب الموثوق بهم جدا والذى عاصر أم كلثوم والزوج السعيد، وكان مصدر ثقة لأم كلثوم، الكاتب الكبير الراحل رجاء النقاش كان مقربا من ثومة وطلبت منه السفر معها فى بعض رحلاتها الفنية، من ناحية أخرى، فإن رجاء النقاش كان يحظى باحترام وتقدير كبار الكتاب فى مصر فى تلك الفترة، وبعد عرض مسلسل أم كلثوم كتب النقاش يؤكد الزواج بين ثومة ومصطفى أمين فى عز شبابهما، ويرى النقاش أن احترامنا لأم كلثوم وتقديرنا لها كشخصية وطنية وعربية وسفيرة للفن، فإن كل ذلك لا يقلل من حقنا فى التعرف على حياة أم كلثوم، فحياة العظماء لا تخصهم فقط، وليست ملكا للأسرة أو العائلة، ولكنها ملك للشعوب والأمم والتاريخ، فزواج ثومة من الصحفى الشاب كان أقرب للزواج التقليدى، لأن زواجها الثانى أو المعلن كانت فى عمر تجاوز الخمسين، بينما كان زواجها من مصطفى أمين فى عمر الثلاثين، ولذلك ربما علينا أن نعيد النظر أو بالأحرى الاعتبار لهذا الزواج، فهو زواج فى عز شباب ثومة ومصطفى أمين، زواج استمر عشر سنوات لكوكب الشرق ثومة ونجم الصحافة مصطفى أمين.

2زواج العظماء

يرى النقاش أن زواج أم كلثوم ومصطفى أمين والذى استمر سرا عشر سنوات كان زواجا متكافئا، فمصطفى أمين كان من أشهر الشخصيات الصحفية، ولأنه كان قريبًا للزعيم سعد زغلول وتربى فى منزله، فقد كانت له علاقة قوية بكبار السياسيين من الوفد وجميع الأحزاب، وكان مصطفى أمين ضمن مجموعة الشباب التى اختارها أحمد حسنين باشا لتكون مقربة من الملك الشاب فاروق فى ذلك الوقت، بالإضافة إلى أن مصطفى أمين الذى درس فى أمريكا كان موضة صحفية جديدة، ولذلك يرى النقاش أن زواج مصطفى أمين بأم كلثوم كان زواجا متكافئا، وأن مصطفى أمين كان خير سند ومستشار لأم كلثوم الزوجة الشابة الشهيرة والثرية، ولكنها كانت فى حاجة إلى ناصح يؤمن جانبه من ناحية، ويعرف الكواليس والأسرار والأخبار والاتجاهات من ناحية أخرى، ولكن تأكيد رجاء النقاش لزواج أم كلثوم يفتح بابا للتساؤل المثير، هل كانت أم كلثوم تفضل الزواج من شباب أو رجال أصغر منها سنا؟ هذا السؤال يفرض نفسه خلال البحث فى الشوارع الخلفية لأم كلثوم.

3- محطات مختلفة

هناك اختلافات كثيرة بين زوجى أم كلثوم، مصطفى أمين والدكتور محمد الحفناوى، أقل هذه الاختلافات هى المهنة، فبينما كان الحفناوى طبيبًا كبيرًا فى تخصصه محبًا للفن والأدب، فإن مصطفى أمين كان شمسا ساطعة فى كل من السياسة والصحافة، كما أن زواج ثومة من مصطفى كان سرًا، فإن زواج ثومة من الحفناوى كان معلنا، ولكن التشابه الوحيد فى الزيجتين هو السن، أو بالأحرى فارق السن، فكل من الزوجين كان أصغر سنا من أم كلثوم، فارق السن بين ثومة ومصطفى أمين كان 14 عاما، بينما كان فارق السن بينها وبين الحفناوى 19 عاما، وبالنسبة للنقاش فى فارق السن بين أم كلثوم ومصطفى أمين لم يكن سببًا فى سرية الزواج، إذ يرى النقاش أن ثومة لم ترد أن تتحمل مشكلات وخلافات مصطفى أمين وعداواته، لأنها وجه وطنى لا يجوز أن تحسب على فريق أو ضد فريق آخر، ويبدو أن أم كلثوم لم تكن تهتم بأن تتجوز رجلاً أصغر منها سنا، وهذا الموقف يبدو موقفًا تقدميًا وتحرريًا مقارنة ليس بزمانها فقط، بل حتى الآن، فحتى فى الزيجة المعلنة حتى الآن اختارت رجلا أصغر منها، وأعتقد أن أم كلثوم تمتعت بشخصية قوية ومثقفة وتجربتها الطويلة منذ طفولتها كانت أنضج كثيرا من سنها، ولذلك لم تقف عند عمر الزوج كثيرا، والملاحظ أن فارق السن بين ثومة وأزواجها لم يكن يثير الاهتمام أو الجدل فى ذلك الوقت من القرن الماضى، من المؤسف والمحزن أن المجتمع يرجع إلى الخلف سريعا، فعندما نشرت تنويها عن هذه الحلقة بعنوان (هل كانت أم كلثوم تحب شبابا أصغر منها؟) أثار العنوان غضب البعض، لأن عقولًا تغيرت فى مجتمع ضاق فكره، واتسع فقط لأفكار جنسية وأوهام لا تهتم إلا بالنص السفلى من الإنسان.


الحلقة القادمة والأخيرة

دار أم كلثوم.. كان حلمًا فخيال فهوى