"أنامل العازفين" تبدع قطعة فنية أثرية بمتحف المركبات الملكية (فيديو)

أخبار مصر

فريق العمل داخل المتحف
فريق العمل داخل المتحف


كأوركسترا متناغمة يعمل فريق ترميم متحف المركبات الملكية، والذي تدق أنامل عازفيه على أرقى القطع الأثرية التي خلفتها لنا أسرة محمد علي باشا، والتي تحتاج منهم إلى عناية عازف قيثارة، وإحساس فنان يدرك أن نغمة واحدة خارج السياق سوف تخلق لحنًا لا تستسيغه عين الرائي، فمحبي الآثار يسمعون بأعينهم، ويرون بآذانهم. 

توثيق لحظة فض لوحة زيتية
استطاعت كاميرا بوابة الفجر الإلكترونية أن تكون شاهدة على عملية فض تغليف إحدى اللوحات الزيتية الأثرية، والتي تخص الملكة جلنار زوجة الخديوي إسماعيل، أحد أهم القطع الأثرية التي وصلت حديثًا إلى متحف المركبات الملكية في بولاق، قادمة من متحف قصر المنيل، حيث ستكون ضمن سيناريو عرض المتحف. 


وراقبت الكاميرا تلك المراحل، والتي بدأت بإدخال اللوحة محاطة بكل وسائل الحماية الممكنة إلى داخل معمل ترميم المتحف، ثم بدأ المرممين التعامل بدقة ورفق لإزالة مواد التغليف عن اللوحة، والتي بدأت تظهر للعيان جميلة شامخة تعبر عن وجهة نظر فنان ضرب منذ ما يقرب من مائتي عام بفرشاته لإظهار إحدى سيدات العائلة المالكة في أرقى صورة ممكنة. 

عملية دقيقة تستغرق شهرا
ومن ناحيتها، قالت الدكتورة إيمان نبيل، مدير ترميم متحف المركبات الملكية في بولاق، والمتخصصة في ترميم اللوحات الزيتية، إن عملية ترميم اللوحة قد تستغرق أشهرًا، وهنا يعمل الفريق بشكل جماعي لإنجاز العمل بالإتقان المطلوب في أقصر فترة ممكنة. 

وعن مراحل ترميم اللوحة قالت نبيل إنها تبدأ أولًا بالتوثيق، والذي يرصد كل العيوب الموجودة بها والتي نتجت عن طول فترة التخزين حيث تعاني اللوحة من بعض الشروخ التي تظهر بعضها للعيان، والبعض الآخر منها الذي لا يُرى سوى بالميكروسكوب الضوئي. 

وأضافت، أنه بعد مرحلة التوثيق تبدأ مرحلة العلاج والتي تبدأ بطبقة أساس اللوحة ثم الطبقة اللونية، وما قبل مرحلة العناية بالطبقة اللونية يعمل الفريق كل فرد في قطعة من اللوحة، أما المرحلة الأخيرة، وهي العناية بالطبقة اللونية فتعمل فيها يد واحدة كي تخرج اللوحة متناغمة متناسقة تتحدث بما أراد الفنان القديم أن يوصله لنا. 

مجهود كبير لإنجاز المشروع
يُذكر أن فريق ترميم متحف المركبات الملكية بذل مجهودًا كبيرًا لإنجاز هذا المشروع، حيث كان المتحف مكانًا مهجورًا غير مؤهل، ولكن بفضل جهودهم وعملهم المستمر منذ شهور انتهوا تقريبًا من أعمال الترميم للقطع الأثرية، والتي أصبحت جاهزة للعرض مع افتتاح المتحف خلال شهر على الأكثر، ووجه الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار بضرورة الإسراع من الانتهاء من جميع الأعمال المتبقية في الوقت المحدد لها وبنفس الكفاءة، مع الالتزام بكافة الضوابط والإجراءات الوقائية التي أقرها المجلس الأعلى للآثار للحد من أزمة كورونا.

كتيبة المرممين
وفريق عمل المتحف، وهم المرممين، محمد حسام، وحسام سلطان، ومحمد بسيوني، وأحمد سمير، وسوزان إمام، وإيمان ربيع، وهبه جلال، وعلي هنيدي، تحت إشراف الدكتور مصطفى عبد الفتاح رئيس الإدارة المركزية للترميم، ومدحت صابر مدير عام متاحف القاهرة الكبرى، ودكتور مجدي منصور مدير عام آثار ومتاحف القاهرة الكبرى، استطاعوا ترميم 42 عربة ملكية، وما يقرب من 70 لوحة زيتية وورقية، في وقت قياسي. 

والجدير بالذكر أن متحف المركبات الملكية، والذي يقع في منطقة بولاق خلف مبنى وزارة الخارجية، على الكورنيش، والقريب من ميدان التحرير، أنشئ في عهد الخديوي إسماعيل (١٨٦٣-١٨٧٩)، وسُمي حينها بمصلحة الركائب الخديوية، ثم تغير اسمه إلى مصلحة الركائب السلطانية في عام ١٩١٤، ثم مصلحة الركائب الملكية في عام ١٩٢٤، ثم تحول أخيرا إلى متحف الركائب الملكية في عام ١٩٧٨، ويعتبر المتحف من أندر المتاحف حيث يعد الرابع من نوعه على مستوى العالم بعد متاحف روسيا.