نفق مظلم.. مصير المفاوضات بعد إعلان إثيوبيا بدء ملء سد النهضة

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية


دخلت المفاوضات المصرية الإثيوبية السودانية إلي نفق مظلم بعد استهانة إثيوبيا بالتحكيم الدولي ومجلس الأمن والاتحاد الأفريقي حيث شرعت إثيوبيا في ملء السد بدون الرجوع للمصر أو مراعاة لحقوق مصر والسودان والتاثير على حصة مصر من مياه النيل، قد وصلت المفاوضات الاخيرة برعاية الاتحاد الأفريقي إلي نفق مسدود.

بدء ملء السد 
كشف سيليشي بيكيلي وزير الري الإثيوبي، يوم الأربعاء، عن البدء في تعبئة سد النهضة بالرغم من تعثر الاتفاق مع مصر والسودان حول مشروع سد النهضة المثير للجدل بسبب مخاوف من تأثير السد على حصة مصر والسودان من المياه، مضيفا، أن هذه المرحلة التي وصل إليها سد النهضة في إثيوبيا تساعد على بدء عملية التخزين الأولي حوالي 4.9 مليار متر مكعب.

أوضح بيكيلي، في تصريح صحفي، أن ما وصلت إليه أعمال البناء في السد تسمح ببداية ملء بحيرة السد بشكل طبيعي، مؤكدا أن المفاوضات التي انتهت بين الدول الثلاث؛ إثيوبيا والسودان ومصر بحضور مراقبين وخبراء أفارقة، شهدت توافق حول بعض النقاط.

أضاف الوزير الإثيوبي، أن بلاده تحفظت على بعض النقاط، كما أن عمليتي بناء وتعبئة سد النهضة تتحركان بشكل طبيعي، جاء إعلان إثيوبيا عن بداية ملء سد النهضة، في ظل تعثر جولات مباحثات مع مصر والسودان حول عدد من الجوانب الفنية والقانونية المرتبطة بالمشروع.

أرسلت السودان، أمس الثلاثاء، تقريرهل النهائي لرئاسة الاتحاد الإفريقي، عن مفاوضات سد النهضة بين السودان ومصر وإثيوبيا بعد ختام المفاوضات التي بدات في 3 يوليو الجاري واستمرت حتى 13 يوليو برعاية الاتحاد الافريقى.

شمل التقرير النهائي، تقييم السودان لهذه الجولة من المفاوضات حيث أشارت إلى التقدم المحدود فى القضايا العالقة، وشمل التقرير مقترحات من السودان لحل تلك القضايا.

خلاف مستمر
من المقرر، أن يدعو سيريل رامافوزا، رئيس جمهورية جنوب إفريقيا، بصفته رئيس الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي، لقمة أفريقية مصغرة من رؤساء دول المكتب الأفريقى ورؤساء دول وحكومات الدول الثلاث للنظر فى الخطوة القادمة للمحاولة الوصول لاتفاق يرضي طموحات الدول الثلاثة.

أظهرت صور جديدة ملتقطة بالأقمار الاصطناعية، ارتفاع منسوب المياه، في البحيرة خلف سد النهضة الكهرومائي، لكن نفى بعض محللين" إنه من المحتمل أن يكون ذلك بسبب الأمطار الموسمية وليس بداية ملء السد الإجراءات الحكومية حيث جاءت الصور، بينما تصرح إثيوبيا ومصر والسودان، أن المحادثات الأخيرة حول سد النهضة التي انتهت يوم الاثنين الماضى بدون اتفاق.

سد النهضة 
تشير التقديرات، أن بحيرة السد تستوعب نحو 74 مليار متر مكعب من المياه، وتصر إثيوبيا على ملء البحيرة خلال 4-7 سنوات، وتريد مصر أن تمتد هذه الفترة إلى 10 سنوات مع التوافق على منظومة قانونية تحكم إدارة التدفق المائي خلال سنوات الجفاف.

تصرح إثيوبيا، أن السد الضخم يوفر فرصة لتقليل معدل الفقر بين الملايين من مواطنيها الذين يبلغ عددهم حوالي 110 مليون نسمة ويصبح السد مصدرا رئيسيا للطاقة والكهرباء

كشف سامح شكري وزير الخارجية المصري، في مقابلة مع قناة "دي إم سي" المصرية " أن جميع الجهود المبذولة للوصول إلى حل لم تحقق نتائج، حيث تعتمد مصر على النيل في الزراعة وتوفير المياه العذبة لسكان، تؤكد الحكومة أن السد يشكل تهديدًا علي زراعة والحياة في مصر.

حذر شكري، من أن مصر قد تضطر إلى التوجه لمجلس الأمن الدولي مرة أخرى للتدخل في النزاع، وهو ماترفضه إثيوبيا، وتفضل إثيوبيا الهيئات الإقليمية مثل الاتحاد الإفريقي للوساطة في القضية.

مجلس الأمن 
أرسلت السودان، في 25 يونيه الماضي، خطاب إلى مجلس الأمن الدولي، للتعبير عن موقفه الرسمي من سد النهضة، أرسلت أسماء عبد الله وزيرة الخارجية السودانية، خطاب إلى مجلس الأمن الدولي عن مفاوضات سد النهضة.

وضعت السودان مسودة شاملة وعادلة وتمهد الطريق لإبرام صفقة شاملة ونعتقد أن الدول الثلاث يجب أن تتبنى هذه المسودة كأساس لإبرام اتفاق نهائي من خلال الإرادة والالتزام السياسي من الأطراف، يمكن إبرام هذا الاتفاق التاريخي.

كشفت عبد الله، في رسالتها، موقف بلادها من مفاوضات سد النهضة، وامتنعت كل الأطراف عن اتخاذ قرارات خاصة منها البدء في ملء خزان سد النهضة قبل التوصل إلى الاتفاق، دعت عبد الله مجلس الأمن للدعم جهود بلادها من أجل عودة المفاوضات، ونص خطاب أسماء عبد الله وزيرة الخارجية السودانية، إلى رئيس مجلس الأمن الدولي علي عدة نقاط.